ثقافةصحيفة البعث

ما جماليات الفن في لوحات الأساتذة الأول؟

حلب -غالية خوجة

أن تعود اللوحات إلى صالة كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في حلب، فهذا يعني أن الألوان ستحكي للخطوط الكثير من الأحداث، وستحتفظ لنفسها بما يجري حولها من مشاهد، وستخبر العالم بما جرى وكيف توقفت عن إيقاعاتها المعروضة أثناء الحرب الإرهابية لتعزف إيقاعاتها بينها ونفسها، ثم تظهر للعالم من جديد؟

هذا ما يشعر به الزائر لمعرض الأساتذة الأُوَل في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بجامعة حلب الذي يعود للظهور لمرته الأولى بعد انقطاع بسبب الحرب، بعنوان “جماليات الفن”.

والملفت أنك ترى ساحة الكلية من بابها الرئيسي وقد استعاد حياته، لتصافحك المنحوتة، وتخبرك بأن الطلاب والطالبات رسموا اللوحات الجدارية على جدران كليتهم بألوان زاهية تدعو إلى التفاؤل.

ماهر الباشا، الأستاذ في كلية الفنون الجميلة، كان يقف في غرفته مع طلابه، يعطي درسا عن الضوء والظل، ضمن ورشة عمل تطبيقية.. أخرج من الخزانة بعض اللوحات ووضعها مع اللوحات التي على الطاولة سعيداً بما يرسمه طلابه وطالباته.

التشكيلية لوسي مقصود كانت أمام لوحاتها الأربعة، قالت عن المعرض: إنه ضروري وموسمي ونقيمه كل سنة، لأنه يلغي الحلقة المفقودة بين الطالب والأساتذة، ويضيف للبعد النظري بعداً تطبيقياً يتعرف من خلاله الطالب على تقنيات الأستاذ، وهو مخصص للأساتذة.

وبدت مقصود وكأنها تغامر مع المجسمات النافرة داخل اللوحة بإيقاعات لونية تحكي الكثير عن الإنسان وأحلامه وصمته وتحولاته، بينما تبدو إحدى لوحاتها وكأنها شجرة المطر أو الثلج والظلال.. سألتها: تكتبين الشعر أيضاً، فما العلاقة بين اللون كصورة شعرية والشعر كلوحة فنية؟ فأجابت: علاقة متواشجة تجعل من اللوحة قصيدة، ومن القصيدة رسماً بالكلمات، وهذه العلاقة تجعلني أكتب وأرسم بأبجدية أقرب إلى نفسي.

الفنانة نجلاء دالاتي أجابت على السؤال ذاته: الصور الشعرية تظل أقوى من اللون، وتحفز الخيال، وتحاول أن تكتب بالحرف ما لا تكتبه اللوحة.

الشاعر فرهود الأحمد، أجاب عن انطباعه الأول: حركية الفن متلاحمة بين الموسيقا والرسم واللون والشعر، ولاحظت أن بعض الأعمال مرسومة شعراً، قصة، وواقعاً، مثل لوحات الأمكنة التراثية.

يشارك في المعرض 15 فناناً من أساتذة كلية الفنون الجميلة بـ 51 لوحة متراوحة بين الكولاج والواقعية والتوثيقية والخط والرومانسية والرمزية والتجريدية.