مجلة البعث الأسبوعية

تطبيق “الزوم”…هل يحقق الفائدة الفنية لكوادرنا الرياضية أم أنه باب للتوفير؟

البعث الأسبوعية-عماد درويش

اضطرت كوادر رياضتنا للتعامل مع خدمة أو تطبيق زوم Zoom، ويرجع ذلك بسبب انتشار فيروس كورونا عالمياً، حيث قامت العديد من الدول حول العالم بفرض أنظمة الحجر الصحي على مشاركة الرياضيين في البطولات العالمية والمحلية.

هذا ليس السبب الوحيد الذي أثر على مشاركة رياضتنا في كافة البطولات القارية والعالمية، حيث عانى الرياضيين الكثير بسبب الأزمة المالية، وعليه فقد وجدت رياضتنا أن المتنفس الوحيد لإقامة الدورات التدريبية والمشاركة بالبطولات الخارجية ملاذاً لها عبر تطبيق “زووم”.

آمن أم مشفر؟

وهنا لابد من التساؤل هل تطبيق الاتصال بالفيديو زووم Zoom أمن بالفعل ومشفر أم لا؟ التطبيق وحسب الكثير من التحليلات يستخدم التشفير الشامل في خدمته المعروف بأنها أكثر أشكال الاتصال عبر الإنترنت خصوصية وهذا النوع من التشفير يستخدم في تطبيقات أخرى شهيرة، ويحمي المحادثات من جميع الأطراف الخارجية، بينما في الواقع يستخدم تطبيق زووم تعريفه الخاص للمصطلح، وهو تعريف يتيح للتطبيق نفسه الوصول إلى مقاطع الفيديو والصوت غير المشفرة من الاجتماعات المرئية، وهو يتمكن من معرفة هوية مستخدميه بعد الاستعانة بـ “لينكد إن”، وهذا يحدث عندما يكون أحد المُشاركين في الاجتماع مُشتركاً بواحدة من خدمات “لينكد إن” التي تسمح بالعثور على بيانات المُستخدمين بواسطة الاسم والبريد الإلكتروني، وبالتالي سيقوم التطبيق بالبحث عن مزيد من البيانات الخاصّة بأي شخص داخل الاجتماع عندما تُتاح الفرصة له، وهناك ثغرات أمنية كثيرة بميزات التطبيق مثل تسريب بيانات المُستخدمين والكثير من التسريبات الأخرى، وهذا دعا الكثيرين لاعتبار التطبيق غير أمن.

اجتماعات عبر “الزووم”

استخدمت الكثير من اتحادات الألعاب خلال السنوات الماضية تطبيق Zoom لعقد اجتماعات العمل الخاصة بها، أو المشاركة بالاجتماعات والبطولات والدورات التدريبية (قارياً وعربياً ودولياً) كون التطبيق يسهّل عقد اجتماعات افتراضية، إذ يمكن لكل شخص من مكان وجوده أن يشارك في الاجتماع ، ولاقى التطبيق انتشاراً واسعاً بين كافة الرياضيين ورؤساء الاتحادات الرياضية، بسبب عدم قدرة الاتحاد الرياضي على تأمين الذهاب والمشاركة بالبطولات والاجتماعات الخارجية لعدم توفر السيولة المالية، وهذا أثر على رياضتنا عامة وعلى كوادرها خاصة، سيما وأن جل كوادرنا هم أعضاء في الاتحادات العربية والقارية، وبسبب عدم تأمين بطاقات الطائرة من قبل القيادة الرياضية لهم بات التوجه للمشاركة في الاجتماعات خارجياً عبر التطبيق.

غير كافية

معظم كوادر الرياضة أجمعت على أن المشاركة عبر التطبيق له إيجابيات وسلبيات، منها أن المشاركة تعود على رياضيينا بالفائدة والبقاء على اضطلاع بكافة المستجدات التي تطرأ على أي لعبة خارجياً، وفي هذا السياق كشف الخبير في كرة اليد حسان جزار لـ”البعث الأسبوعي” أن رياضتنا وخلال الأزمة تأثرت كثيراً في مسألة المشاركات الخارجية والدورات الدولية للكوادر والمدربين، إضافة للشح المالي الذي تعانيه المنظمة والأندية، ومن هنا كان لابد من التوجه للمشاركة عبر تطبيق “الزووم” ومؤخراً أقام الاتحاد دورة لكوادر اللعبة في حماة تم من خلال التطبيق دعوة المحاضر الدولي صالح بن عاشور الذي قدم محاضرة شرح من خلالها التعديلات الجديدة على الحالات التحكيمية التي بُدأ العمل بها من قبل الاتحاد الدولي والقاري اعتباراً منذ شهر تموز الماضي، وحضر المحاضرة عدداً من الحكام والمدربين، والهدف من المحاضرة توحيد  فكر ومنهجية التدريب والتحكيم في اللعبة، مضيفاً: الدورة غير كافية، وكان الأجدى بالاتحاد أن يدعو المحاضر الدولي للحضور لسورية وإقامة دورة دولية، يكون من ضمنها محاضرات عملية، ولو كانت أيام مسابقة الكأس لكانت الاستفادة أفضل وأشمل.

لأول مرة

من جانبه رئيس اتحاد الدراجات خالد كوكش أكد أن اتحاد اللعبة سبق له وأن أقام ورشات عمل واختبارات لكوادر اللعبة من حكام ومدربين تم تنظيمها حسب تقنية الزوم، وحاضر فيها المحاضر الدولي عبده ناظر، كما تم إقامة دورة مدربي الدراجات للمستويين الأول والثاني، والدورة كانت الأولى من نوعها التي تقام على “الأون لاين” مع المحافظات، الهدف منها كان تطوير الحالة التدريبية للمدربين وزيادة الخبرة الفنية لهم من خلال الرؤية والتواصل مع اللجنة العليا للمدربين القائمين على الدورة والاستفادة من الخبرات المتاحة مع المعنيين المتواجدين ضمن كوادر اتحاد الدراجات، ولن يتوقف اتحاد اللعبة عند هذه الدورة بل سيقيم عدة دورات أخرى، والسبب في إقامتها ضغطاً للتكاليف، حيث يكلف إقامة أي دورة مركزية أمولاً كثيرة، والاتحاد وحتى المنظمة لا يملكان المال الكافية لإقامة هذه الدورات.

تطوير اللعبة

أما وسام الذياب أحد خبراء الريشة الطائرة فأكد أن اللعبة والرياضة عامة واجهت صعوبات جمة، وتأثرت كثيراً بغيابها عن المشاركات الخارجية والدورات للحكام والمدربين، وبسبب صعوبة استضافة أي دورة دولية محلياً تكلف الكثير، ومن هنا كان التوجه للمشاركة في الاجتماعات القارية عبر تطبيق “زووم” كما أقيمت دورات تدريبية وتحكيمية ودورات “الشتل” الدولية عبر التطبيق والهدف منها تخفيف الضغط على كوادر اللعبة، والعمل على توسيع  رقعة المدربين والحكام، ونشر اللعبة على نطاق واسع، وإعادة صقل كافة كوادر اللعبة وإبقاءها ضمن التطورات التي تشهدها اللعبة عالميا، وتذليل الصعاب أمام كوادرها ولكل من يعمل لتحقيق الهدف والغاية.