ثقافة

ورشة الفن التشكيلي في صالة السيد: تعويض عن غياب بعض المعارض ووزارة الثقافة مصرة على استمرارها في الدعم

أقيمت ورشة عمل للفن التشكيلي في صالة السيد للفنون الجميلة بدمشق نهاية الأسبوع الماضي شارك فيها عدد من فناني محافظة السويداء: ربيع البعيني وعبدالله عبد السلام وأيمن فضة رضوان، وقد حضر الأستاذ عصام خليل وزير الثقافة جانباً من فعالية اليوم الثاني للورشة التقى خلالها مع الفنانين المشاركين مثنياً على جهودهم، ووجه باقتناء بعض اللوحات التي نفذت خلال الورشة ومؤكداً على استمرار الوزارة في دعمها للفن التشكيلي، وأن اقتناء الأعمال الفنية هو جزء من الدعم، كما أكد على إصرار الوزارة مساندة أي جهد أو نشاط يقوم به الفنانون انطلاقاً من إيمانهم بأن رسالة الفن النبيلة هي رسالة الحياة التي صمم السوريون أن تكون حقاً لهم وانتصاراً على ثقافة الجهل والقتل.
وقد واكبت “البعث” فعاليات الورشة والتقت مع الفنانين المشاركين واستطلعت بعضاً من آراء الزوار من فنانين وطلبة كما صرحت السيدة إلهام السيد مديرة صالة السيد للفنون الجميلة قائلة: “أحب هذا المكان ولن أغادره أو أجعل منه شيئاً آخر..لن يكون إلا مكان تنوير وثقافة وجمال، فقد احتفت هذه الصالة بالعديد من الفنانين السوريين ومنهم رواد الحركة التشكيلية في سورية وقد زارها العديد من الشخصيات الثقافية والوطنية ولها من الأهمية الثقافية والمعنوية الكثير”.
وأشارت السيدة إلهام إلى العلاقة القائمة بين الفنانين والصالة من جهة وبين الصالة وما تقوم به وزارة الثقافة من دعم للصالات الخاصة معتبرة أن الرسالة الواحدة هي التي توحد هذه الجهود مطالبة بمزيد من الدعم من قبل الوزارة.

ملتقى مصغر
وتحدث الفنان ربيع البعيني عن مناخ الورشة الفني والتفاعل الذي تم خلقه بين الفنان والمتلقي إذ قال: “هذه الورشة أشبه ما تكون بملتقى فني حواري منتج للوحة، فالفنان هو المنتج للوحة الجديدة التي تمتلك لياقة المكان، تغنيها تحديات التأثير والتواصل وعدم التشتت في الفكرة التي تعد خطوطها الأولية مسبقاً، ويكون التعبير الواثق أكثر متعة ودهشة للمتلقي المشارك في المكان، حواراً وحضوراً فاعلاً ومنسجماً، فالفرح الغامر مصدر إلهام يتفوق على يوميات مرت من دون سعادة الرسم”.
وقد أنجز الفنان البعيني مجموعة من اللوحات تدور فكرتها حول الوجه الإنساني “البورتريه”، حيث وجد الفنان مرآته العميقة التي تسجل ما يدور حولنا على الوجوه التواقة للأمل والتفاؤل.
التعليمي والممتع في اللوحة
ويعلق الفنان أيمن فضة رضوان بالقول: “كنت أحلم بأن أشاهد فناناً يرسم لوحته، والحوار الذي يدور بين الفنان واللوحة والجمهور هو الإمتاع المدهش والتعليمي، والملتقيات هي خطوة هامة في صناعة ثقافة بصرية يتشارك في إنجازها العديد من الأطراف: الجمهور والفنان، فضلاً على المكان المثقف، واللوحة بالحوار ولدت و بالجمال التلقائي المشترك مع الناس”.
وللفنان أيمن فضة رضوان حصة كبيرة من مجموع اللوحات التي أنجزت في هذه الورشة، فقد تنوعت أعماله من غنائية بصرية إلى التعبيرية التصويرية مضمونها المجتمع والوطن والمرأة، وقد نفذ أعماله بحساسية المصور المجرب للفضاءات اللونية المختلفة التي تعنى بالفكرة أولاً على حساب الاستعراض اللوني والتقني.

الاستعراض الممتع
ولتجربة الفنان الشاب عبد الله عبد السلام ما يميزها من صيغة البحث عن هوية مختلفة، يغلب عليها طابع الرشاقة في التنفيذ والبساطة في اللون والعناية بالضوء والتكوين، وهذه سمات بحث تخص الفنان عبد الله عبد السلام، الذي يتردد بين بعض التجارب الفنية المعروفة على مستوى التصوير والتشكيل السوري، متأثراً  فيها ومحباً لأسلوبيتها الرشيقة، وما أنتجه من الأعمال ذات الملامح البانورامية أو المسرحية تجعل منه الفنان الذي يستطيع أن يحدد له المكانة الخاصة في خارطة الفن التشكيلي المميز بخصوصيته.
ويعتبر الفنان عبد الله الورشة “فرصة للرسم أمام الجمهور الذي يشاركه لوحته، وخبرة جديدة تضاف لتجربة الفنان، وأن قيمة الأعمال التي تنفذ في الورشة لا تقل أهمية عن المنفذة في المرسم كون الفنان يعرّف بالخطوط العامة التي توجه انفعالاته نحو الفكرة المراد تنفيذها.

تعويض عن بعض الغياب
وحضر إلى الورشة حشد من طلبة مركز أدهم إسماعيل للفنون، يرافقهم أستاذهم الفنان إسماعيل نصرة الذي حدثنا عن الورشة بلسان الفنان الأستاذ قائلاً:
“تعتبر الورشة فرصة لتعريف الطلبة بالفنانين، وبطريقة عملهم أثناء إنجاز اللوحة، وكيف تولد وتبنى، ومساهمة في خلق تفاعل إيجابي بين المتلقي والفنان، ما يجعل الطالب في مناخ الدرس العملي، وهو هدف، ومهمة من مهام المعهد، كما تعد فعلاً فنياً، تفاعلياً، ومواكباً للفنانين، سواء في مراسمهم، أو ورشات عملهم، وهذه الورشة هي تعويض عن غياب بعض المعارض الفنية بسبب توقف بعض الصالات الفنية عن العرض، فهي تنشط الحياة التشكيلية، والثقافية، وتعيد للحياة نبضاً أكثر قوة، وتأثيراً، فالمسافة قريبة بين الفنان، والمتلقي، ومناخ العمل ممتع، وإبداعي مؤثر، ومحفز للفنان، والمتعلم، والمتابع، والمتذوق، فيه من التأثير، وتطوير التجربة الذي لا تغفل تأكيدها أن الحياة تنتصر في النهاية.
أكسم طلاع