محليات

أخذت أربع سنوات من النقاش ولعنة الشكوك والتهم تلاحقها عشية التطبيق اللصاقة الطاقية بداية 2015 للكهربائيات المستوردة والبنية التحتية جاهزة

ما إن كشف المركز الوطني لبحوث الطاقة عن قرب موعد العمل بمشروع اللصاقة الطاقية المحدد مطلع العام القادم “أي بعد أقل من شهر” خلال اللقاء الذي جمع مسؤولي وزارة الكهرباء والفعاليات الصناعية والتجارية، حتى شاعت التساؤلات والشكوك حول ماهية وجدوى هذه اللصاقة وأهميتها وحول توقيت التنفيذ؟ ولم يتوانَ بعضهم عن القول: إن الخطوة لا تعدو كونها مجرد صفقة تجارية “من وجهة نظرهم” رغم أن المشروع ليس جديداً بل أكل حقّه من النقاش والحوار منذ زمن طويل؟!.
وفي محاولة تقصّي ما ورائيات الملف يكتشف من يجالس رئيس الحملة الوطنية لترشيد الطاقة الدكتور سنجار طعمة، أنه أمام مساحة من الخبرة المعجونة بالتفاصيل المتعلقة بالشأن المحلي وتجارب الآخرين وصولاً إلى أمريكا التي طبّقت اللصاقة الطاقية منذ عام 1992 وصدر قانونها في سورية عام 2008 بالتالي ليست اختراعنا كما يقول، عازياً تأخر ظهورها إلى البنية التحتية التي استغرقت دراستها أربع سنوات وهي الآن جاهزة، وعندما يتم تحضير المخابر بالشكل المطلوب يبدأ العمل بها على الأجهزة المستوردة بداية العام القادم، أما الأجهزة المحلية الصنع فنحن بمرحلة التجهيز لها وما تبقى ملاحظات صغيرة ولاسيما أنه تم إعداد المواصفات القياسية لكفاءة استهلاك الطاقة بالأجهزة المنزلية (براد وغسالة ومكيف وأجهزة الإنارة) واعتماداً على المواصفات العالمية اقتدينا بالمواصفات الأوروبية والمصرية.
وبيّن طعمة أن اللصاقة الطاقية تهدف إلى رفع كفاءة استخدام الطاقة للأجهزة في القطاعات المنزلية والتجارية والخدمية، إضافة إلى إظهار مستوى استهلاكها ومقارنتها مع غيرها من الأجهزة التي تتمتع بمواصفة الأداء والأمان وهي إلزامية من حيث الحفاظ على الإنسان من أي خطر، إضافة إلى المواصفة الجديدة وهي الأداء الطاقي أي حساب معيار الكفاءة الطاقية، كما تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للأجهزة المنتجة محلياً والمستوردة، وبإظهارها مدى كفاءة كل جهاز تتيح الخيار أمام المستهلك لانتقاء النوع الأفضل من الأدوات الكهربائية.
وأوضح مدير الحملة أن دور المركز الوطني لبحوث الطاقة في معرض تطبيق هذا القانون، هو وضع وتطوير معايير كفاءة الاستهلاك وإصدار اللصاقة ومراقبة النتائج المحققة وتأثيرها في مبيعات الأجهزة الجديدة والعمل على خلق سياسة مستقبلية تمكن المصنّعين والمورّدين والمستفيدين من تطبيق القانون ذاتياً، وسيكون للحملة دور على الأرض مع المراقبين المعنيين مستقبلاً.
طعمة نفا ما يشاع حول سمّية مصابيح التوفير بعد كسرها وهي تحتوي على مادة الزئبق بنسبة ضئيلة جداً وهو يتطاير بعد فترة قصيرة وبشكل سريع ولا توجد أية مشكلة طبية حولها، مشيراً إلى أن عدد التجهيزات الكهربائية في المنازل سابقاً كان 5 أجهزة والآن وصل تقريباً إلى 20 جهازاً، وحسب الدراسات العالمية من المتوقع أن يصل عددها في كل بيت أضعافها اليوم أي ما يقارب 100 جهاز، ما يستدعي الاستفادة من أي فكرة أو تجربة قد تعود بالأفضل على منظومتنا الكهربائية في وقت يشهد فيه قطاع الكهرباء انخفاضاً كبيراً في القدرة على إنتاج الكميات المطلوبة من الطاقة الكهربائية نتيجة النقص الحاد في إمدادات الوقود اللازم لعمل محطات توليد الكهرباء.
دمشق – نجوى عيدة