اقتصاد

حلم.. “سيريا أيدل”؟!

من أجواء الفرحة السورية بنتيجة “أرب أيدل” وتربع الصوت السوري مركز الصدارة، حضارة وتراثاً وثقافة وفناً، نقول ورغم كم الألم وقساوة الوضع: إننا شعب تعشقه الحياة، لذلك ليس بمستغرب عنا جدارة استحقاقها.
أقول: ليس بمستغرب.. لأن من أهدى للبشرية النوتة الموسيقية اﻷولى وأطرب العالم بشجن نغمها ولحنها الأول، لهو الحين وفي كل حين قادر على النهوض مجدداً كطائر الفينيق.
كما أن إنسان هذه الأرض الذي علّم الإنسانية الحرف الأولي والأبجدية الأولى.. ليتوالد من بعد ذلك ما نراه من أبجديات مختلفة، لهو أهل كما دائماً ليكون واسطة العقد في تواصل شعوب الأرض رغم تعدد ألسنتها، لأنه ببساطة لسان نطقها الأول.
قد يعتقد الجهلة بما تقدمنا، أننا وفيما ذهبنا إليه ننطلق من شفونية صرفة، متناسين رغم علمهم بأن من حقنا كشعب متجذّر في هذه الأرض عاشها واستطاع أن يُحييها عبر ما قدمه من فكر وعلم وقوة حضارة، يشهد عليها فعل إنسانها السوري حين خطّ بمحراثه حكاية الزراعة عبر حبة القمح الأولى التي شكلت سنابلها الذهبية أمننا وأماننا لغذاء العالم.
ولأسطورة التجارة والتّجار عند السوريين ألف ألف قصة ورواية، فهم الرواد الأوائل الذي شقّوا عباب البحار شرقاً وغرباً، رافعين شراع السلام رسالة سماوية مباركة أينما حلَّت بغلال ما جادت به أرضهم وأياديهم،  فكانت سفنهم نوراً من شرق يحاول المحاولون إطفاءه.
وبمثل ما للتجارة، للصناعة والصناعيين السوريين المهرة، أيضاً لمسات إبداعية خلَّاقة جعلت منها مملكة المملكة التي لا تغيب عنها الشمس، أن تخيط ثوب زفافها من البروكار الدمشقي، كما دفعت بسلاطين آل عثمان لأخذ خيرة الصناعيين والحرفيين السوريين لينهضوا بسلطنتهم، وهاهم أحفادهم اليوم يكرّرون لصوصيتهم بنهبهم لمصانع ومعامل حلب، في دلالة فاضحة على حقدهم لما وصلت إليه الصناعة السورية من منافسة للتركية وخاصة في صناعة الألبسة، وعلى حقدهم الدفين لكل ما هو سوري.
اليوم ومن وحي الصوت السوري نقول: كم نحن السوريين بحاجة، ليس “لأرب أيدل” محبوب العرب،  بل لـ”سيريا أيدل”، أي لمحبوب سورية.
هنا لا نقصد في الفن فقط بل أن يكون لنا محبوبنا من الصناعيين والتّجار والمستثمرين والمبدعين والمخترعين والإعلاميين، وحتى من المسؤولين المدراء والموظفين على مختلف درجاتهم الوظيفية.
هي فكرة لا نظن أنها مستحيلة أن نجعل لكل عام محبوباً لسورية، معيار نيله للقلب أولاً هو مدى محبته وانتمائه لهويته السورية، ولكم ما يقدمه لوطنه وشعبه من عطاءات تلبي تطلعاته السوري ونهضته ورفاهيته، وبالمقابل يجب أن يمنح من الحوافز والتسهيلات والترويج بقدر مايستحقه.
إنه حلم قد يدعم قوائمنا البيضاء على حساب السوداء فهل يتحقق؟.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com