ثقافة

معرض طلاب المعهد التقاني للفنون التطبيقية خبرات جديدة ورافدة

تنوعت اختصاصات طلاب المعهد التقاني للفنون التطبيقية في المعرض الذي افتتح في قلعة دمشق، مابين خط عربي وزخرفة – خزف – نحت – تصوير فوتوغرافي وسينمائي، وضم المعرض مشاريع تخرج طلاب المعهد للعام الدراسي 2014- 2015 التي تميزت هذا العام بتنوع مواضيع وتقنية الأعمال، ومستواها الفني القائم على الخبرة المكتسبة للطلبة الفنانين وإشراف أساتذتهم على هذه التجارب ورعايتها، فضلا عن تأمين المواد الأولية ومستلزمات الورشة الفنية خاصة في مجالي النحت والخزف.
والمعهد التقاني للفنون التطبيقية يمتلك المقومات الكافية لإنتاج العمل الفني، ويوفر المواد الأولية والخبرة المشرفة والأكاديمية على جهود طلبته التي تسعى إلى مستقبلها الفني، وقد رفد المعهد الحركة الفنية والتشكيلية بأسماء أضحت من العلامات المميزة في الحركة الفنية السورية، وهذا النجاح يسجل لوزارة الثقافة التي تلعب دوراً حضاريا تنمويا من خلال تأمين البيئة العلمية والفنية للطلبة الشباب.
وفي هذا المعرض قدم أكثر من 23 نحاتا لمشاريع حوالي 69 عملا نحتيا ومن مواد متنوعة من حجر وخشب ومعدن، بمعدل ثلاثة أعمال للطالب وقد أشرف عليهم الفنان النحات وضاح سلامة، كما قدم طلبة الخزف مجموعة من الأعمال الخزفية بإشراف الفنانين بشار قوبا ووائل الدهان، وكان عدد الخريجين 10 قدّم كل منهم مجموعة من القطع تجاوزت السبعة أعمال بالحد الأدني، وقد حرصت إدارة المعهد إلى جعل منتج الخزف يتمتع بخاصية الاستخدام والمنافسة التسويقية من خلال المستوى الفني الرفيع، وبنفس الشرط التي تجعله متاحا في السوق ويطرح كمنتج ذو فائدة استعمالية تتمتع بالجودة الفنية والذوقية التي ترضي وتقنع المنتقي ويحتاجها.
في التصوير الضوئي والسينمائي لم يتجاوز عدد الخريجين أصابع اليد الواحدة، ويعود ذلك إلى شروط القبول المحددة من المجلس الأعلى للمعاهد، والتي اعتبرت شرط قبول الطالب للمعهد التقاني باختصاص التصوير أن يكون حاصلا على الشهادة العلمية في الثانوية العامة، وقد يكون سببا في انكفاء البعض عن هذا الاختصاص باستثناء الطالب الذي يمتلك قصدية الهدف الذي يتبع الميل والهواية والسعى لتحقيق الشخصية الفنية في المستقبل، وبالفعل فقد قدم الطالب الخريج مجموعة من الصور الضوئية التي تستحق العرض، بالإضافة إلى عرض فيلم سينمائي أنتجه الطالب الخريج بمعرفته التي أكتسبها من خلال الدراسة، والتي تجاوزت عين الكاميرا وصولا إلى انتقاء النص المناسب والسيناريو والعناية بالإضاءة والصوت والموسيقى التصويرية.

الخط والزخرفة
ويعتبر معهد الفنون التطبيقية من أوائل المعاهد وأهمها عناية بالخط العربي، فقد تخرج منه عدد من الفنانين الخطاطين الذين يتمتعون بسوية عالية في هذا المجال، وبالعودة إلى الوراء لسنوات فقد درس فيه أهم الخطاطين السوريين أمثال شكري خارشو وأحمد المفتي وجمال بوستان وغيرهم، وتخرج منه أيضا مؤمل عكرمة وجلال محارب والعديد من طلابه، وفي هذا العام يعرض أكثر من 24 طالبا لوحات تخرجهم في هذا المعرض بمعدل ثلاث لوحات لكل طالب، تتنوع هذه اللوحات في خطوطها من نسخ وثلث وديواني ونستعليق وكوفي وغيرها من الخطوط، وقد اشرف على تنفيذ هذه الأعمال عدد من الأساتذة الخطاطين، ويتطلب هذا الإنتاج من الأعمال الفنية بمرافقة أشغال فن الزخرفة لها، فاللوحة الخطية تكتمل حلتها بالزخرفة والإيبرو – فن تلوين الورق – والتذهيب. وقد اشتمل جناح الخط في المعرض على أعمال بديعة تحاكي أعمال كبار الفنانين في هذا الاتجاه، وتساهم في تعزيز روح الهوية الفنية العربية التي بدأت تنهش بها خفافيش الحداثة.
وعلى هامش افتتاح المعرض صرح الفنان طلال بيطار مدير المعهد لـ “البعث” قائلاً: “هذا المعرض هو ثمرة لجهود الطلبة والأساتذة في جميع الأقسام لجعل معهد الفنون  محترفا كبيرا منتجا للفن وحاضنة للفنانين الشباب الذين يشكلون مع خريجي كلية الفنون بجامعة دمشق والموهوبين من الفنانين الجدد رافدا ومنتجا للفن التشكيلي، وللأعمال النحتية والفنية التي نعتز بها، بما تمثله من ثقافة وحضارة بلدنا الولاّدة للجمال والخير”.
أكسم طلاع