ثقافة

ياسمين دمشقي أحمر وجبين من صخر ونار

تشرق شمس الشعر وينهض الياسمين في قصائد طلاب جاؤوا من مختلف الجامعات، ليلقوا كلماتهم عن الوطن والأمل، فتطرب لها الأذان وتصفق لهم بحرارة وفخر الأيادي في مدرج جامعة دمشق الذي كان يعج بحضور طلابي كبير أتى لسماع ودعم زملائهم الذين اعتلوا منصة الشعر احتفالاً بالذكرى السادسة والستين لعيد الطالب العربي السوري، فكانوا بشارة تحمل لسورية المزيد من الإبداع.

كلنا طلاب
“في سورية كلنا طلاب نصر وفخر وأمجاد، فنحن نطلب العلم لأننا طلابه وصانعوه، نحمل القلم بيد والسلاح بيد” هكذا تحدث عمر جباعي رئيس مكتب الثقافة في الاتحاد. وأضاف: هذه الفعالية تقام بالتوازي مع فعاليات أخرى في فروع الاتحاد، وهي امتداد لمجموعة مهرجانات تعبر عن ركن أساسي من الجوانب الثقافية والترفيهية التي يعنى بها  الاتحاد، فطلاب سورية يعبّرون عن انتمائهم لوطنهم، فهم جزء من نسيج الوطن وصمامه، والاتحاد قدم شهداء وجرحى كغيره من الأطياف السورية، لافتاً إلى أن الشعراء  تم اختيارهم بعناية فائقة من بين عدة جامعات ومعاهد وفروع اتحاد رشحت كل منها قصيدة ثم تم إخضاعها للمفاضلة، وقد عبرت قصائدهم عن الشهيد والأم والتمسك بالوطن.
شغف الشعر
اعتلى منصة الشعر أثنا عشر طالباً تباعاً وقد احتفى بهم أصدقاءهم بالترحيب والتشجيع، وبدا شغفهم بما يقولون واضحاً، فهاهي الطالبة المشاركة دانا أبو حمود من السويداء تطلب أن يصبح  اسمها  الثلاثي “سورية سورية سورية” ألقت  قصيدة بعنوان: (صباح الشام) منها هذه الأبيات:
ستبقى الشام في الدنيا جبيناً
يشرّف كل من رفع الجبينا
فإن الياسمين وإن تعرى
من الأوراق.. يبقى ياسمينا
وفي قصيدته (عاشق من سورية) قال المشارك محمد شريف سلمون: “جبينك المنسوج من صخر ونار صامد.. ما لان يوماً.. لا ..ولا يوم يلين”.

تراب الوطن
ولفت  الشاعر وائل الفوال إلى أهمية التمسك بالجنسية السورية ورفض غيرها من  الجنسيات في قصيدته “الجنسية”، أما مصطفى أكتع القادم من حلب فقرأ  قصيدة بعنوان: “سمعت تراب الوطن” بلسان جندي من الجيش السوري وباللهجة النبطية، وكانت “ياسمين أحمر” عنوان قصيدة وفاء إبراهيم التي وجهت عبرها للشام ألف سلام، وتغنى مظفر العمر القادم من جامعة تشرين بالشام في قصيدته “شظايا الروح” إذ يقول:
قلبي على أرض الشـــــــــــــــــآم موّله
يبكي ويشـــــــكو باعـــــــثاً أناتي
الله أكبر إنيّ مســـــتــنصرٌ
بالله والتوراة والإنجيـــــــــل
وركز الشاعر غدير إسماعيل في قصيدته “بخور على كتف الشام” على أهمية الافتخار بالوطن، وبيّن الشاعر محمد رفاعي من فرع درعا عبر “أغان من دمشق”  حيرة الكلمات في وصف الشام فيقول:
ما للقوافي إذا ضمت ثرى بلدي
هامت.. وخطا على أجفانها أرق

“الفرا”.. الغائب الحاضر
وكان لعمر الفرا حضوره في المهرجان فذاك يتحداه وذاك يسير على نهجه، وهاهو حسين العلي يذكرنا به من خلال إلقائه لقصيدته “ولاد الخالة” فكان خير مؤد لها، وخير من تغزّل بدمشق وافتخر بها: “سورية الهامات كلها بتنحني..وراسك مرفوع ليوم الدين”، بينما اختار مجد العكش من فرع معاهد دمشق القادم من السلمية تحدي الفرا فيقول: تغزلت بدمشق التي تجسدت عندي بهيكلية حواء في قصيدة أسميتها “إني أحببتك” ولم أتحدى بها الفرا فقط، بل نزار والمتنبي: “في عشقك أتحدى نزارا ..حتى أتحدى المتنبي ..حتى أتحداك “الفرا” أن تكتب مثلي في الحب”.
غزل ووفاء
ووجه الشاعر عبد الناصر الدجني من جامعة اليرموك الخاصة قصيدته “أنا باق” للمهاجرين الذين تركوا الوطن واتجهوا نحو بلاد تستغل خبراتهم، لافتاً إلى أن مشاركته تمنحه قيمة مضافة وخبرة وثقة وهي تحفيز لتطوير الموهبة الشعرية: “سأبقى رغم آلامي لألثم زهرة التاريخ ..من طرطوس للشام”.
وتحدثت سوزان عدنان من فرع اليمن للاتحاد في قصيدتها “أنا الدمشقية” عن الذين  خانوا سورية، وكيف أن الشعب صامد وباق على العهد:
“أنا الدمشقية..قدس هواي..قدست أرضي.. قدس أيماني..تاريخ الأكوان وأمجادها أمام قاسيون…رماد جريدة”.

لوردا فوزي