ثقافة

اتحاد الكتاب العرب يطلق “جائزة دمشق للرواية العربية ” الصالح: سـوريـة حـاضـرة والإبداع شرطنا الأول

يعقد اتحاد الكتاب العرب اليوم مؤتمراً صحفياً لإطلاق “جائزة دمشق للرواية العربية” أكبر جائزة أدبية سورية على المستوى العربي تأكيداً لشعار ثقافة التنوير، وعن تفاصيل الجائزة وشروطها وأسباب إطلاقها تحدث رئيس الإتحاد د.نضال الصالح :
<< لابد أن يكون لأي جائزة أهداف تسعى إل تحقيقها، وبعد أن فرضت السنوات الخمس التي مضت استحقاقات ثقافية قادرة على استيعاب هذه الحرب المجنونة على سورية، كان لابد أن يكون هناك فعل ثقافي يستطيع أن يواجه المرجعيات الفكرية الظلامية لهذه الحرب التي استطعنا أن نبدأ مواجهتها في الاتحاد، عبر إطلاقنا شعار ثقافة التنوير الذي يفرض آليات وأداء ثقافي يرقى إلى تلك الاستحقاقات ومنها انجاز فعل ثقافي يستطيع أن يعيد لسورية مكانتها في الحياة الثقافية العربية، لذا كان أحد مسوغات إطلاق هذه الجائزة هو تعزيز المكانة الثقافية السورية، واستعادة دورها في المشهد الثقافي العربي، ونحن في الاتحاد نحاول استعادة تلك المكانة التي سلبتنا إياها الحرب عبر إطلاقنا لهذه الجائزة الأدبية، مع الإشارة إلى أننا اخترنا اسم دمشق للجائزة العربية لأن دمشق تستحق أن يكون لها حضورها الذي كان لها عبر التاريخ في أي فعل ثقافي كعاصمة مهمة تاريخياً قدمت للثقافة علامات فارقة وكبيرة.

< وفيما إذا كان الاتحاد أطلق هذه الجائزة أسوة بجوائز أخرى؟ وبماذا تختلف عن مثيلاتها على الصعيد السوري والعربي يجيب الصالح:
<< من المعروف أن هناك جوائز ثقافية عربية كبرى استطاعت أن تستقطب قامات أدبية إبداعية كبيرة في غير موقع من الجغرافية، لكن جائزة دمشق للرواية العربية ستكون استثناء في تاريخ الجوائز السورية والعربية على غير مستويات، سواء على مستوى القيمة المالية للجائزة أو الآليات الخاصة بها، لأن لها قواعد وآليات وأنظمة مغايرة عن الأنظمة المعمول بها في معظم الجوائز العربية، ومنبثقة من ضرورة الواقع السوري، وبوصفي متابع للحياة الثقافية أقول أن هذه الجائزة هي إضافة حقيقية إلى الجوائز الأدبية المعنية بالرواية وسيشار لها بالبنان.
< أما المعنى الذي تحمله الجائزة وأهميتها في هذا الوقت فيضيف الصالح:
<< تحمل الجائزة مجموعة معانٍ أبرزها أنها تواجه ما نستطيع أن نصطلح عليه العطالة الثقافية سورياً، وعلى المستوى العربي فهي تستعيد الدور والمكانة للثقافة السورية عربياً، أما المعنى الآخر فيتعلق بالقيمة، ليس على المستوى المادي بل والمعنوي أيضاً، لأن الجائزة ستستقطب إليها أعلام الكتابة الروائية العربية، وليس السورية فقط، فعبر هذه الجائزة نؤكد أننا في متن الثقافة وليس هامشها، وأن سورية  حاضرة في إنتاج الثقافة العربية والمشهد الثقافي.

< ونسأله: لماذا خصصتم الجائزة للرواية وليس لنوع أدبي آخر؟ وهل هناك في الأفق مشروع جوائز لفنون أدبية أخرى يقول الصالح:
<< الرواية أكثر الفنون تعبيراً عن تحولات الواقع، وهي أكثر غنى وخصوبة في أدائها عن الأجناس الأدبية الأخرى، لأنها تتناول قطاعاً اجتماعياً وجغرافياً واسعاً، ونحن نبحث عن أشكال تعبير تستطيع أن تتمثل تحولات الواقع العربي باختلاطاته المختلفة، ولا يمكن أن يعكسه سوى هذا الجنس الأدبي، ولعلنا في قادمات الأيام نمضي نحو جائزة أدبية عربية خاصة بجنس أدبي آخر، مع الحفاظ على دمشق كمركز ثقل نوعي في اسم الجائزة، وأخص صحيفتكم العزيزة على قلبي بالقول  للمرة الأولى أن الاتحاد سيطلق بعد شهرين جائزة متعلقة بالطاقات الإبداعية الواعدة.
< وهل تأتي الجائزة في إطار تشجيع الأدباء؟ وما المعايير التي تحكم المشاركات الروائية؟
<< ليس هناك شروط تضيق من قيمة المشاركة في هذه الجائزة، وليس هناك عمر محدد، فشرطنا الأول هو الإبداع، كما ستكون الجائزة معنية بالعلامات الكبرى في الإبداع الروائي العربي، وستكون معنية بالطاقات الإبداعية الواعدة فلربما يحصل على الجائزة الأولى أول عمل روائي لكاتب ما، ويمكن ألا يحصل عليها كاتب لديه  باع طويل في الإنتاج الروائي، فالرواية معنية بالدرجة الأولى بالإبداع، ونعوّل أن هذه الجائزة ستسهم في الكشف عن الطاقات الإبداعية المبشرة في المشهد الثقافي.

< انطلاقاً من موقعك كرئيس للاتحاد إلى أي درجة تعتقد أن هذه الجائزة ستعطي ثمارها المرجوة؟
<< تملؤني شخصياً ثقة عارمة بأن هذه الجائزة سيكون لها أصداءها الشاسعة في الوطن العربي وبين المثقفين العرب وكتّاب الرواية العرب، خاصة وأن اتحاد الكتاب العرب سيكون إحدى القوى الفاعلة في الثقافة العربية، وإذا كنا في المؤتمر السادس والعشرون للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بلغنا مابلغناه من انجازات خلال أيام المؤتمر، رغم ظروفنا القاسية ولاسيما الحصول على منصب مساعد الأمين العام لاتحاد الكتاب العام، فهذا دليل على أن الاتحاد يمضي في الطريق الصحيح، وستكون الجائزة واحدة من الخطوات المؤسسة للمضي فيه، لذا أقول بكثير من الطمأنينة والزهو أن الاتحاد  يسير نحو تصويب البوصلة نحو أداء ثقافي خلاّق، ولعل هذه الجائزة تكون المقدمة والكشف والمحاولة الأولى للطريق التي سنمضي بها، لنقول أننا في الاتحاد شركاء حقيقيين لأولئك الرجال الذين يحققون انتصاراً في الميدان، وعلينا تحقيق انتصاراتنا في الحقل الثقافي، لذا فإن هذه الجائزة محاولة من محاولات التقدير والإكبار للانتصارات التي تبتدعها سورية في مواجهة الفكر التكفيري الظلامي.

لوردا فوزي