ثقافة

صـوت الـحـيــاة

 

“لا تدع أحداً يخبرك أنك لا تستطيع فعل شيء، احلم ودافع عن حلمك، إذا كنت تريد شيئاً ما فاذهب واحصل عليه”، هذه المقولة وردت في فيلم، وبما أن الإنسان يفكر ويشعر ويرتبط بحالة عقله وجسده، فإن أية وسيلة أو منهاج مؤسس على فهم ما يفعله، سوف تساعد على جعل العقل الباطن يجسّد جميع الأشياء الجميلة في الحياة، وكل ما علينا فعله هو أن نجعل العقل منفتحاً، مليئاً بالأفكار والأحلام، وبالكلمات المحفزة المحبّبة للقلب، وها هو الصوت الصامت الذي يمكنه التحدث إليّ في كل ليلة عندما أكون في أمسّ الحاجة إلى المساعدة لا يتركني، يبقى رفيقي في كل الأوقات، مع محاولاتي الفاشلة لإبقائه في سبات عميق، مع أنني أدرك تماماً رغبة الصوت -الذي لا ينضب في داخلي-  في استخراج الكنز الذي لا ينفد من منجم أستطيع من خلاله استخلاص كل شيء أرغب فيه لأعيش الحياة كما أستحقها، وكما تستحق أن تُعاش، مثل قول: “أنا ذكية، مرحة، طيبة، متميزة، أستحق المحبة والمودة” فكل إنسان يستحق أكثر مما يمكن تصوره، لأنه ليس مجرد رقم في عداد الأحياء، ولا كتلة تتغير أرقامها على الميزان، أو اسم في قائمة المهمين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا نجم في عالم المشاهير، فقيمة الإنسان تتجاوز كل الأمور الموجودة على الكرة الأرضية، والواقع أن هذه القيمة تستحق السعي من أجلها، وعلى كل إنسان البحث عن المكانة الرفيعة التي يستحقها في هذه الحياة. بغض النظر عمّا يفعله –أو ما يعمله- لكن شعور أن كل الأشياء في الحياة تتهاوى، وأنه أفشل شخص في العالم، هو مجرد شعور، ويمكن استبداله وتجاوزه بسهولة وتغيير الموازين وقلبها رأساً على عقب، بأن يحبّ نفسه أولاً، فالحقيقة تقول إننا نستحق – كبشر- بذل كل طاقاتنا المكنونة من أجل ذاتنا، فكل شخص يملك قوة وقدرة على تغيير حياته بقوة وصلابة، لكن تبقى المسؤولية في العثور على هذه القدرات الموجودة في داخل كل شخص، وإطلاق سراحها، وأي صوت في العقل يحاول أن يخبر بشيء غير ذلك هو “عدو داخلي”، وإن كان لا بد وارتفع صوته وسُمع، يجب إبعاده وأن نقول له: “لست أنا المقصود، فأنا قوي”.. إنه صوت الحياة الذي يناديني دائماً.

جُمان بركات