ثقافةصحيفة البعث

صالح البوشي يفتتح معرضه بالتزامن مع الطوفان الفلسطيني وذكرى انتصار حلب

حلب- غالية خوجة

تتمحور أغلبية الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية التشكيلية والفكرية والموسيقية والاجتماعية والتراثية والمسرحية المقامة في حلب حول الثيمة الوطنية كهاجس يومي معاش، وتترافق هذه الأيام مع الطوفان الفلسطيني والذكرى السابعة لانتصار حلب، لذا رأى اتحاد الفنانين التشكيليين أن يفتتح معارضه مع “زمن المقاومة” الذي نحته الفنان صالح البوشي من خلال 33 عملاً متنوعاً بين حفر وتصوير زيتي على قماش ونحت بخامات من الحجر البحري، والرزّين، والحجر الصناعي، تشكّلت بحالة انتمائية للجندي والشهيد والأمومة والطفولة والوطن بكل دلالاته، وآلامه، وأحلامه، وما احتمله من تدمير وتخريب وإرهاب وقتل وذبح وعواصف واجهها جميعها بالصمود والمقاومة ليختار الانتصار.

وعن هذا المعرض الذي احتضنت أعماله “صالة الأسد للفنون الجميلة”، حدثنا الفنان صالح البوشي عن انتهاجه للمدرسة الواقعية التعبيرية التي رآها الأنسب لأفكاره وأعماله المجسدة لأمجاد وبطولات وانتصارات محور المقاومة، ولا سيما أن سورية شريان المقاومة وقلبها النابض، يقول: “أعمالي في هذا المعرض هي نتيجة تجربة تمتد أكثر من 30 عاماً، وكل عمل يعبّر عن فكرة انتصار وطني سورية على الإرهاب المدعوم من الخارج، وكل عمل مشبع بالآلام التي تعرضنا لها خلال الحرب الكونية، وهناك أعمال تجسد انتصار أهلنا في فلسطين منذ الانتفاضة الأولى إلى يومنا هذا وما تتعرض له غزة خصوصاً، وفلسطين عموماً”.

حكاية الجد والطفل والوطن 

وتابع البوشي: “هناك عمل نحتي لامرأة تحتضن أطفالها أسميته “الوطن سورية”، وآخر هو عبارة عن ماكيت لنصب تذكاري للجندي العربي السوري، ونصب في المراحل الأخيرة بارتفاع خمسة أمتار من البيتون المسلّح، بينما لوحتي “قصة الجد” فتمثل جَدّاً يحضن حفيده ويحكي له عن حق العودة إلى فلسطين المحتلة، فينام الطفل ويحلم بطريق العودة، ويتأمل لوحتي “من أقصى إلى أقصى” لأن حروبنا كلها من أجل المسجد الأقصى برمزيته وواقعيته، ثم يكبر الطفل، وهو، الآن، هناك في غزة مع المقاومين، ولعله استشهد مع الإعلاميين، أو لعله الطفل ذاته الذي يظهر في عمل آخر لي وهو يتحدى الآلة العسكرية الصهيونية المجرمة بمقلاعه، أو لعله كان مع أطفال غزة في منحوتتي المجسدة لاستهداف هؤلاء الأطفال الأبرياء، لكنه، في كل الأحوال، دخل زمن المقاومة وتابع طريق العودة”.

تكنيك يدوي بملامح شامخة

ويرى الفنان خلدون الأحمد أن البوشي عمل على الجانب الإنساني بكل ألوان وتفاصيل الحياة، مركّزاً على العاطفة الإنسانية المجتمعية، ومسلطاً الضوء على الإحساس الوطني والحس الجمالي وروح المقاومة، وذلك من خلال مواضيع جميلة جداً، بقياسات مختلفة، وأعمال متنوعة، من أهم ملامحها الشموخ والعطاء والتضحية والتشبث بالأرض، بالإضافة إلى أنه كفنان يتسم باللمسة العفوية وعلاقتها العميقة بالبساطة، والمقدرة الرشيقة على التوصيل، خصوصاً، وأنه يمتاز بالتكنيك اليدوي”.

معارض ومبادرات

لكن، ماذا عن المشهد التشكيلي؟ وماذا عن خطة أنشطة اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حلب؟ يجيب التشكيلي إبراهيم داود أمين سر اتحاد التشكيليين فرع حلب بالقول: “الوضع الثقافي والفني التشكيلي والموسيقي بشكل عام، وفي مختلف دول العالم، يعاني أزمات كثيرة منها حالة الجمود، أمّا نشاط الاتحاد، فبدأنا موسم 2024 بالمعرض الفردي “زمن المقاومة” للفنان صالح البوشي، وهو ضمن فعاليات إحياء الذكرى السابعة لتحرير حلب، والتضامن مع المقاومة الفلسطينية والسورية والعربية والإنسانية بشكل عام، وتتسم أعمال الفنان التشكيلي البوشي بكونها تعبيرية واقعية بأبعاد ترميزية وحالات إنسانية متنوعة ومقاوِمة”.

وأردف داود: “يلي هذا المعرض معرضنا الدوري السنوي “إحياء ذكرى انتصار حلب السابعة، ويشارك في هذه التظاهرة الفنية 44 فناناً وفنانة من حلب، ويضم أعمالاً متنوعة بين نحت ورسم زيتي وتشكيل فني وتشكيلات خطية ومجسمات، كما استحدثنا مبادرة جديدة وستكون دورية، لكنني أخصّ “البعث” بها، وأخبركم بأنها عبارة عن معرض خاص بأحد الصحافيين الحلبيين الذين لهم بصمة مميزة في عالم الفن التشكيلي، وتطوير الحركة التشكيلية في حلب، بالإضافة إلى مواصلة خطتنا المنهجية نصف السنوية التقريبية، والتي تتضمن معارض وفعاليات خاصة بالجيل الشاب وطلاب وخريجي كلية الفنون الجميلة ومن كل الاختصاصات، سواء في الأزياء، أم الرسم، أم التصميم، أم النحت، وكل ذلك ضمن المعيارية المعتادة المعتمدة على ثيمتي الموضوعية العادلة في التعامل مع الجميع، والفنية الخاصة بالأعمال”.