ثقافة

أنزور بعد العرض الخاص لـ”ردّ القضاء”: فـيـلم واحـد لايـكـفـي

لم يكن العرض الخاص لفيلم “ردّ القضاء” عن حصار سجن حلب المركزي للمخرج نجدة إسماعيل أنزور والكاتبة ديانا كمال الدين مجرد حدث سينمائي، بل مناسبة أيضاً يلتقي فيها السوريون للاحتفاء ببطولات قوى الأمن الداخلي وعناصر الجيش العربي السوري، لمواجهتهم للتنظيمات الإرهابية المسلحة التي حاصرت سجن حلب على مدار أشهر طويلة، مسطرين أروع البطولات دفاعاً عن السجن الذي ضم داخله شرائح مختلفة من أبناء الشعب العربي السوري.

فيلم كبير ومؤثر

وكما أشار وزير الثقافة محمد الأحمد في كلمته قبل بدء العرض أن فيلم “رد القضاء”، وهو ينضم إلى أفلام سبقته في إضافة ذاكرة جديدة تدوّن عشقها لتراث هذا الوطن، وسورية العظيمة قدمت إنتاجاً ثقافياً مهماً في السنوات الخمس المنصرمة إدراكاً من الوزارة أن هذه الحرب الظالمة تستهدف تدمير إرثنا وتراثنا وثقافتنا وحضارتنا، فكان الإصرار على محاربة القبح بالجمال، والجهل بالعلم، والظلام بالنور.

فيلم بسيط

وأراد المخرج أنزور من خلال هذا الفيلم -كما بيّن في تصريحه لـ “البعث”- أن يؤكد أنه بالعزيمة والإرادة والتصميم استطاع كل من كان بالسجن أن يردّوا القضاء وكل المؤامرات التي حيكت للسيطرة على السجن، وأن البطولات التي سطّرتْ في سجن حلب تعبّر عن الوحدة الوطنية، وهي نموذج للعديد من البطولات التي تسطّر يومياً في أنحاء مختلفة من سورية ليكون “رد القضاء” غيضاً من فيض مما حدث في سورية. وأوضح أنزور أن رسالته في هذا الفيلم ستصل للجميع لأنه فيلم بسيط قريب من الشارع، وشخصياته حقيقية وليست من الخيال، بعضها استشهد وبعضها ما زال على قيد الحياة، وأكد أنه حاول من خلال هذا الفيلم البسيط أمام دماء الشهداء التي أريقت، تكريم الشهداء وأسرهم لأن هؤلاء الشهداء هم المنارة التي ستقودنا إلى النصر، وأكد اعتزازه  بنهجه الفني المقاوم، وأشار إلى ضرورة أن نتناول اليوم سينمائياً وتلفزيونياً ومسرحياً ما يحدث في سورية، بدلاً من أن نغرد خارج سرب ما نعاني منه، فبطولات سجن حلب مثلاً لا يكفيها فيلم واحد، والبطولات التي يسطّرها الجيش العربي السوري هنا وهناك لا تكفيها عشرات الأفلام، وهي بانتظار أن يُسلّط الضوء عليها.

الأبطال الحقيقيون

وأكثر ما كان يؤلم الكاتبة ديانا كمال الدين في يوم افتتاح الفيلم عدم قدرة أبطال سجن حلب الحقيقيين على الحضور إلى دمشق، لأن فرحة اليوم برأيها كان يجب أن تكون بحضورهم لأنهم هم الأبطال الحقيقيون الذين حاربوا ودافعوا عن السجن، وبيّنت أن هذه البطولات كان من الصعب اختصارها ضمن فيلم سينمائي مدته ساعتين، وكل ما كان بالإمكان فعله هو تقديم أحداث مكثفة جداً تم من خلالها تسليط الضوء على أهم أحداث سجن حلب ليتعرف الناس على المعاناة التي عانوها والصمود الذي عاشوه ودفعوا ثمنه غالياً، وتمنت أن يكون “رد القضاء” خطوة باتجاه خطوات سينمائية أخرى لتسليط الضوء على الأحداث في أماكن أخرى، ونوهت إلى أن الفيلم لا يوثق الشخصيات والأحداث بالعدد، فهو فيلم درامي اتكأ على أحداث حقيقية بتصرف درامي، ولذلك تتوقع كمال الدين ردود فعل مختلفة على الفيلم، وهذا برأيها وضع طبيعي لأي فيلم يُعرض، ودعت السينمائيين لاستكمال تجربة “رد القضاء” لأن فيلماً واحداً برأيها لا يمكن أن يغطي أحداثاً كثيرة كالتي جرت في حصار سجن حلب، وذلك لتعريف العالم بما يحدث في سورية، خاصة وأن الفيلم السينمائي هو الأكثر قدرة على تجاوز الحدود في إيصال رسالتنا.

إنجاز كبير

وعبَّر الفنان الشاب لجين إسماعيل وهو أحد أبطال الفيلم الكثيرين عن اعتزازه بمشاركته في فيلم “رد القضاء”، من خلال دوره الذي جسد من خلاله شخصية أحد أبطال هذا السجن والذي روى بدمائه أرضه دفاعاً عنها، ولم يخفِ إسماعيل صعوبة أن يجسد شخصية حقيقية، حيث تختلط المشاعر والعواطف اتجاه هذه الشخصيات، لذلك لم يكن الأمر سهلاً عليه أن يلخص التجارب التي عاشتها هذه الشخصية الحقيقية بدقائق معدودة، مع الأخذ بعين الاعتبار الجمع بين ما هو حقيقي وما هو درامي، واعتبر أن فيلم “رد القضاء” إنجاز كبير على صعيد السينما.
وتم في نهاية عرض الفيلم تكريم الشرطيّ البطل حاتم عرب الشهيد الحي لتضحياته الكبيرة دفاعاً عن وطنه، والذي قام الفنان مجد فضة بتجسيد دوره في الفيلم، كما حضر العرض الخاص السيد وزير الداخلية الذي ألقى كلمة تحدث فيها عن بطولات قوى الأمن الداخلي والجيش العربي السوري والملاحم التي يسطرونها يومياً، كما حضر العرض وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل والاقتصاد والتجارة الخارجية والاتصالات والتقانة والنقل وعدد من أعضاء مجلس الشعب وشخصيات اجتماعية ودينية وفنية.
والفيلم من بطولة نخبة من الفنانين السوريين والعرب منهم: جولييت عواد- عبد الرحمن أبو القاسم- فدوى محسن- فايز قزق- اسكندر عزيز- سناء سواح- مجد فضة- عامر علي- ناصر مرقبي- أمجد الحسن- مازن عباس- مروان أبو شاهين ومحمد شما- كنان العشعوش- ليث المفتي- رائد مشرف- جهاد الزغبي- عبد الله شيخ خميس- دينا خانكان وآخرين.
أمينة عباس