ثقافة

أحمد عبد الحميد: رسالتي إيصال الفن الراقي وإحياء الأغنية الخالدة

رغم الفرص والمغريات التي أتيحت  للفنان المغني أحمد عبد الحميد لمحاكاة “موضة” اليوم واللون الغنائي الدارج، لكن روحه ومشاعره ظلت مزروعة في لون كارم محمود ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ إلى آخر سلسلة عمالقة الفن، مفضلاً التمسك بعباءة ذاك الزمن الجميل حتى حمل بجدارة لقب “فنان أيام زمان” فتراه يختار لحفلاته التي يقيمها بلا انقطاع برفقة عوده في الداخل والخارج مجموعة مطعمة بين أغانيه الخاصة المتناغمة مع تلك الأغنيات حتى صار له جمهور من المتابعين والمهتمين “السمّيعة” يطالبونه بالإعادة والتكرار…

“البعث” التقت فنان أيام زمان وأجرت معه الحوار التالي…
ما هو جديدك ونشاطك؟
جديدي هو الاستمرار في حفظ القديم والمحافظة على التراث مع آلة العود، أما بالنسبة لنشاطي قمت ببعض التسجيلات لأغان وطنية مثل (سيف الشام-أنا سوري ودمي عربي) إضافة إلى المشاركة في بعض المهرجانات في المحافظة مع فرقتي “أيام زمان”…
ما هو واقع الأغنية السورية اليوم؟
الأغنية السورية كانت أيام زمان (فهد بلان-نجيب السراج) وبعض الأصوات التي امتدت حتى الثمانينات أمثال (فؤاد غازي) وغيرهم لكن اليوم الأغنية السورية تأثرت بالإيقاع السريع والكلام العادي حتى بدت مشتتة…
ما هو دور الأغنية السورية في الحرب التي تشن على سورية؟
دورها كبير قديماً وحالياً وكان لها صولات وجولات في الانتصارات لشحذ الهمم، وعالم الفن اليوم يفترض أن يكون رديفاً للجيش، لأن الفن قوة مؤثرة في المجتمع (القوة الناعمة) لكن الأغنية في هذه الظروف لم تكن على مستوى الحدث لأن انتصارات جيشنا قدمت أكبر ملاحم العزة والكرامة وليس بمقدور أي موسيقا أن توازيها…
كيف ترى المشهد الفني اليوم؟
المشهد الفني(الموسيقي) ضبابي كالوضع الحالي في العالم العربي وأدعو كل الفنانين للعمل كل بمفرده، لأن الفن حالة إبداعية لا تقف عند الأزمات ويجب ألا ينتظر الفنان الدعم، بل يجب أن يكون هو الداعم بفنه…
وما هي الرسالة التي يود إيصالها الفنان أحمد عبد الحميد إلى الجمهور؟
أي عمل في الدنيا له رسالة لكن الفنان رسالته تبقى في الضوء لذلك يبقى الحِمل أكبر فرسالتي إيصال الفن الراقي وإحياء الأغنية الخالدة في ذاكرة الناس وتقديمها في الأماكن الراقية، إضافة إلى المحافظة على تراثنا الفني السوري وخاصة تراث الساحل السوري.
هل تعتقد أن أعمالك تصل الجمهور كما ترغب وما هي المشكلة والعوائق إن وجدت؟
أنا غنيت لمن يتذوق الفن الراقي والهادف ومن أيام زمن سيد درويش حتى اليوم وأنا مقتنع بما أقدم، لأن جمهوري أعطاني المزيد من الاستمرار وهذا يكفي، أما بالنسبة للعوائق فهى كثيرة لأن عالم الفن اليوم يقتصر على الهرج والمرج والإضاءة لأنه مربح مادياً وما أقدمه أنا مربح فكرياً وروحياً
هل ترى المنابر الإعلامية المختلفة متاحة أمام الفنان السوري؟
هي متاحة ولكن ليس كما يجب هناك شللية ومحسوبيات بالنسبة لي مكاني محفوظ في الأماكن المحترمة، وفي النهاية لا بديل عن المنبر الوطني وأنا تربيت في هذا المنبر…
أنت تغني اللون الطربي أساساً؟ هل لا زال لهذا اللون مكان اليوم بحكم تغير اهتمامات الناس؟
أولاً عودتني محافظتي طرطوس أن أقدم كل ما هو راقٍ على آلة العود منذ بداية رحلتي الفنية وسافرت إلى أنحاء الوطن العربي وأنا أقدم هذا اللون من الغناء مع فرقتي وقد وجدت اهتماما كبيراً بهذا اللون من الغناء من الشرائح العمرية المختلفة، وحتى اليوم أقدم في حفلاتي أغاني محمد عبد الوهاب-وأم كلثوم-كارم محمود-فيروز -رفيق شكري-وكل شيء جميل…
ما الفرق بين الفن أيام زمان والفن اليوم؟
الفرق كبير.. الفن أيام زمان استنهض الشارع العربي ووحده في سبيل القضية لكن اليوم الشارع الفني مشتت لأن هم الفنان المكسب المادي على حساب الفن من هنا كان فن أيام زمان غني بالقيمة والهدف وفقير بالمادة، بينما فن اليوم غني مادياً وفقيراً بالقيمة والهدف والخيال…
هل من كلمة أخيرة…
أتمنى أن تعود سورية كما كانت بلد الحضارة والجمال والفن والتحية إلى رجال الله في الميدان رجال الجيش العربي السوري وتحية إلى قيادتنا الحكيمة وشعبنا الصامد والنصر قريب جداً بإذن الله.
وائل علي