دراساتصحيفة البعث

ســـورية ومســــألة الهويـــة

يتحدث الكثير من المثقفين والمتعلّمين عن الهوية في وقتنا الراهن، يميز بعض هؤلاء بين الهوية الدينية وتلك القومية، في حين يتحدث آخرون عن هوية إنسانية شمولية، وفي آخر القائمة يأتي اللامنتمون إلى هوية معينة.
ومن آخر القائمة أبدأ الحديث، فاللامنتمي سياسياً ودينياً يختلف عن اللامنتمي ثقافياً أو إبداعياً، والذي تحدث عنه الكاتب والفيلسوف الانكليزي كوان ويلسون بوصفه The Outsider أي الخارج عن المألوف أو الذي يفكر خارج الصندوق التقليدي الكلاسيكي للتفكير، أو من يفكر بطريقة غير مسبقة القولبة والتعليب.
كثر اللامنتمون في وقتنا الراهن، حيث إن هؤلاء لا يفكرون بالانتماء لوطن أو عقيدة معينة، ومع ذلك فهم يعتقدون أنهم أصحاب عقيدة ودين وشرع ومبدأ، مشكلة هؤلاء هي أن العقيدة التي يعتقدون الانتماء لها ضبابية بطبيعتها وغير واضحة المعالم والمرجعيات، وهذا أمر أخطر بكثير من ألا تكون للمرء عقيدة بالمطلق.
في بداية الأحداث في سورية قال الشيخ الشهيد البوطي إن هناك من اتصل به وطلب منه الوقوف إلى جانبه في الأحداث التي شهدتها سورية، بل وأكثر من ذلك طلب منه المبايعة، وعندما سأل الشيخ الشهيد عن الجهة التي يطلب منه مبايعتها لم يكن هناك جواب.
والكثير من السوريين الذين غرر بهم وعادوا إلى حضن الوطن تحدثوا عن البيعة التي كانوا يقومون بها لأشخاص لا يعرفونهم ولا يرونهم، أي أن بعض هؤلاء الذي حملوا السلاح ضد جيش بلادهم وضد شعبهم هم من الذين انتموا لعقيدة غير واضحة المعالم، وهذا أحد أخطر حالات اللامنتمي دينياً وسياسياً.

وبالعودة لمسألة الهوية في سورية فإن هناك من يتطير من الهوية العربية، ويقول لك ببساطة “نحن سوريون”، نعم ولكن!!.. فلنعد إلى بدايات الوعي السوري كي نرى كيف تشكّلت هذه الهوية وتطورت، وما هي العوامل التي تتحكم بها؟.
يقول المؤرخون إن سورية كانت عربية قبل الميلاد بوقت طويل، وقد كان هناك خطان للتجارة الدولية: واحد من الجزيرة العربية، “حيث المر والبخور واللبان”، إلى غزة، فبلاد الأنباط، فالشام، تدمر، ثم العمق العراقي نحو بلاد فارس والمشرق، والآخر من صور وصيدا، “طريق التجارة البحري”، إلى دمشق فتدمر فالعراق وفارس، كما أن هذه الخطوط التجارية في عهد الاسكندر الكبير ومن بعده الرومان كانت تحت حماية قبائل العرب الشماليين، وفي تلك المرحلة من التاريخ كانت بلاد العرب تقسم إلى:
1- العربية الجنوبية وتضم الجزيرة العربية واليمن.
2- العربية الشمالية التي تضم بلاد الشام والعراق، طبعاً بلاد الشام هي لبنان وفلسطين والعراق وسورية والأردن وكيليكيا وبادية الشام أو المنطقة التي سماها بطليموس “كول سيريا”، وترجمها البعض بسورية الخالية، وأعتقد أن العبارة تعني كل سورية، لقد شكّل العرب في بلاد الشام واحدة من أعظم الممالك وأقواها وأغناها ألا وهي مملكة الأنباط التي استمرت حتى عام 106 للميلاد عندما استولى الامبراطور الروماني تراجان على المنطقة، ومن الجدير ذكره أنه خلد انتصاره على مملكة “النبط” بسك عملة تؤرخ لهذه الحادثة.
علاوة على ما تقدم يقول ول دورانت في كتابه الشهير قصة الحضارة: لقد كانت روما في أوجها امبراطورية متوحشة تحكمها أقلية سورية مثقفة، ومن بين الذين حكموا روما فيليب العربي ابن مدينة السويداء السورية، وبالطبع لا تغيب عن البال الامبراطورات العربيات من العائلات الحمصية اللواتي حكمن روما: جوليا دومنا، وجوليا ميزا، وغيرهن.
ولمن يبحث عن هوية سورية أو أزمة الهوية في سورية نقول إن بلاد الشام كانت قبيل الفتح الإسلامي تابعة للحكم الروماني المسيحي، وكان غالبية أهلها من المسيحيين العرب، ووقفوا مع العرب المسلمين وهم مسيحيون من قبائل: بهراء وتنوخ ولخم وسليم وجذام وغسان ضد الامبراطورية الرومانية المسيحية، وتعاهدوا مع إخوانهم وأبناء عمومتهم العرب على محاربة الأجانب وهم الرومان، وقد شكّل المسيحيون العرب بقيادة جبلة بن الأيهم الغساني غالبية الجيوش الرومانية التي وقفت في وجه جيش خالد بن الوليد، لكن جامعة اللغة والعروبة تغلبت على عامل الدين، وهكذا فتحت سورية أبوابها للعروبة المتمثّلة بالفتح الإسلامي، وقد كان الخليفة عمر بن الخطاب رجل دولة من الطراز الرفيع، وعندما بلغه ما جرى بين جيش خالد وجيوش بلاد الشام العربية استشار أصحابه، فقال له بعضهم: “إنهم عرب مثلنا يأنفون من الجزية، وهم قوم لهم نكاية، فلا تعن عدوك عليك”، وقد كان الفاروق عمر أحرص الناس على رابطة العروبة وأكثرهم إيماناً بها، وهو القائل: “تعلّموا العربية وعلّموها فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة”، أي أنه ليس كامل العروبة والنخوة والشهامة من لا يجيد العربية، وحكام الخليج والكثيرون من نظرائهم العرب من المتأتئين والمفأفئين الذين لا يعرفون قراءة الفاتحة بصورة صحيحة خير مثال على غياب المروءة والنخوة والرجولة، ولعل إحدى أسوأ مشاكل العروبة والهوية، بل والانتماء في سورية، وباقي بلداننا العربية، في وقتنا الراهن، تأتي من جهل اللغة العربية، وعدم فهم آدابها، وعلى رأسها الشعر العربي الذي يعد ديوان العرب وذاكرتهم، كيف لا، وقد قال ابن عباس قديماً: “إذا أعياكم تفسير أية من كتاب الله، فاطلبوه في الشعر، فإنه ديوان العرب، وبه حفظت الأنساب، وعرفت المآثر، ومنه تعلمت اللغة”، وعندما غزا الفرنجة بلاد المشرق ارتكبوا مجازر وفظائع بحق المسيحيين العرب لا تقل عن تلك التي ارتكبوها بحق المسلمين، ولأجل ذلك عندما جاءت الجيوش العربية الإسلامية لفتح بلاد المقدس، كان العرب المسيحيون في طليعة المقاتلين ضد الفرنجة، تماماً ما يفعله مسيحيو القدس وبلاد الشام في وقتنا الراهن رداً على محاولات سرقة المدينة المقدسة من أهلها العرب، لقد تقدم موقف العرب المسيحيين في فلسطين، بل وباقي أرجاء العالم العربي والإسلامي على مواقف الإسلامويين والمتأسلمين من أعراب الزفت ومشتقات النفط، والسبب يعود إلى تمسكهم بعروبتهم المقدسية، وارتباطهم بقدسية انتمائهم العربي.

الإسلام والعروبة من التكامل إلى الإشكالية
تعود العلاقات بين بلاد الشام إلى بدايات التاريخ، فقد كانت بلاد الشام هي الهلال الخصيب الذي شدت القبائل السامية التي كانت تقطن في الجزيرة العربية نحوه الرحال في الألف الرابع قبل الميلاد، كما اعتبرت سواحل بلاد الشام بمثابة الرئة التي تتنفس منها الجزيرة، وقبل الإسلام كانت مدينة غزة تعرف بغزة هاشم نسبة إلى هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب والد جد النبي محمد الذي توفي ودفن بها بإحدى رحلات التجارة المعروفة برحلات الصيف إلى بلاد الشام، كما أن نبوءة النبي العربي أفصحت عن علاماتها للمرة الأولى في بلاد الشام عندما ظلله الغمام.
وبعيد نشوء الدولة العربية الإسلامية في القرن السابع الميلادي كانت بلاد الشام هي عمود قيام دولة الإسلام الجديدة، وذلك على حساب دولة الروم، وفي بدايات قيامها كانت دولة الخلافة الأموية مرتبكة من الناحية التنظيمية، فقد كانت دواوين الدولة بلغة الروم إلى أن قام عدد من رجال الدين المسيحيين (والد يوحنا الدمشقي، ومن ثم يوحنا نفسه) بنصح الخلفاء الأمويين بتعريب الدواوين، وأسهموا بذلك إسهاماً جليلاً، لا سيما أن يوحنا الدمشقي (وهو آخر الآباء الكبار للكنيسة الأرثوذكسية) كان يتقن اللغات الرومانية واليونانية واللاتينية، إضافة إلى فصاحة لا تجارى في العربية، زاد عليها مهارات إدارية كبيرة، واستمر خلفاء بني أمية على النهج العروبي، وتبعتهم مجموعة من خلفاء بني العباس، بدءاً من السفاح حتى هارون الرشيد، ويرى كثير من الباحثين والمهتمين بالتاريخ العربي والإسلامي أن العصر الذهبي للدولة العربية كان طيلة الفترة العربية العاربة، أي الفترة التي كان فيها العرب يحكمون الدولة فعلاً وقولاً.
لقد تكاملت العروبة والإسلام في بدايات نشوء الدولة العربية الأموية عام 662 للميلاد، وقد نظر المسيحيون العرب بعين الرضا إلى هذه الدولة، وذلك على قاعدة القومية العربية، أي أنهم غلّبوا العامل القومي العروبي على العامل الديني، ورأوا في هذه الدولة وتسامحها الكبير معهم حاضنة تقيهم من جور الروم ومن الشجارات الدينية التي بدأت تستعر على شكل تكفير وحروب دموية مذهبية في العالم المسيحي أواسط القرن الخامس للميلاد وما بعده، لكن هذا التكامل أو الانسجام بين العروبة والإسلام بدأ يتحول ليصبح إشكالية كبرى عندما بدأت بعض الأوساط المسلمة غير العربية تتسلل إلى أروقة السلطة والحكم في الخلافة العباسية، وقد وصل الأمر في النهاية إلى أن أجبر آخر خليفة عباسي على التنازل عن الخلافة للحكام الأتراك ليصبحوا هم الخلافاء من غير العرب، ولأول مرة في التاريخ، وهكذا أصبح الدين عبئاً على العروبة يمهّد الطريق لمن يحكم العرب باسم دينهم العربي ونبيهم العربي، بل ويحاول أن يعلمهم التفسير والتأويل والفقه الإسلامي وشرح القرآن الكريم.
وفي أواخر الحقبة العثمانية بدا الصراع واضحاً وجلياً بين التيارات التي تنادي بالأخوة الإسلامية وبجواز حكم المسلم غير العربي للعربي، وبين التيارات القومية العربية التي تقول بأن أرض العرب للعرب، وأن ثروات العرب للعرب وهلم جرا، اعتقد البعض وبقصر نظر واضح أن ما جرى أواخر الحقبة العثمانية من صراع بين العروبيين والعثمانيين ما هو إلا انعكاس للأفكار الليبرالية الغربية حول الدولة والقومية، وما هو إلا صراع على الهوية، لكنه في حقيقة الأمر كان صراعاً لاستعادة الهوية المسروقة والوعي الضائع والمغيّب، فقد تشكلت الهوية العربية لسورية ونضجت قبل الميلاد بقرون طوال طيلة حكم الأنباط، كما أنها وصلت مرحلة مهمة من القوة الفكرية والفلسفية والوعي إبان حكم زنوبيا التي أرادت أن توائم بين العروبة والمسيحية عبر محاولة إنشاء كنيسة مسيحية خاصة وجديدة عبر احتضانها لبولص السميساطي، فضلاً عن محاولتها توحيد مصر وسورية لإدراكها أن لا حياة وقوة لأحد البلدين دون الآخر، كما أنه لا يمكن الحديث عن العروبة دون سورية ومصر معاً.
يتذرع الكثير من الإسلاميين بعبارة: “المؤمنون إخوة”، وذلك لمساواة العربي وغير العربي في شؤون الحكم والسياسة، نعم البشر كلهم إخوة، ولكن عندما يستخدم الدين والأخوة الدينية من أجل فرض هيمنة من نوع ما على العالم العربي تحت شعار الأخوة الإسلامية، عندئذ سيصبح المؤمنون “إخوة أعداء”.. إن أية محاولة لقمع العرب والقفز فوق هويتهم الأصيلة ستولّد نوعاً من الصراع العنفي والخطير الذي قد يصبح مظلة للإرهاب في أية لحظة، ولعل داعش تعطي مثالاً لذلك، صحيح أن الإرهاب لا يبرر، لكنه يولد ويصنع بل ويفرض على البعض كسبيل وحيد للعمل عندما تضيق باقي السبل والوسائل.

الهوية السورية في العصور الحديثة
الغريب أن يتداعى كثيرون للحديث عن الهوية السورية بوصفها موضع بحث، إذ إنه لا توجد هوية أوضح وأفصح من هوية سورية العربية، ومشكلة سورية الراهنة ليست من أو مع العرب، بل هي من الذين لا أصول حضارية أو فكرية أو روحية لهم بين العرب، ومنذ بدايات نشوء الدولة السورية الحديثة والمعاصرة برز الصراع بين التيارات المتأسلمة، وبين التيارات القومية العربية التي تعرف العروبة بمعنى الانتماء الحضاري- المعرفي للأمة والأرض، لا بالمعنى العرقي العنصري، وكان هذا الصراع واضحاً وجلياً أواخر الاحتلال العثماني لبلاد الشام، ومنذ بدايات الدولة السورية الحديثة عام 1919 تحدث المشاركون في المؤتمر الوطني السوري الأول عن وحدة سورية وبلاد الشلام، كما أصروا على مسألة عروبة بلاد الشام وهويتها الحضارية العربية، وكتعبير عن هذا قبل السوريون أن يحكمهم الملك فيصل الأول، وهو من أصول عربية غير سورية، كما تم تثبيت اسم الدولة في أول دستور عرفته سورية المستقلة في تاريخها، أي دستور المملكة السورية عندما تمت تسميته: “دستور المملكة السورية العربية”، صحيح أنه تم تقديم كلمة السورية على العربية، لكن ورود كلمة العربية في آخر الجملة هو للنعت والتوكيد، ومن يتابع نضال الشعب السوري خلال فترة الانتداب الفرنسي يجد أن هناك ثوابت أساسية في مطالب الشعب السوري، ألا وهي عروبة سورية ووحدة الأمة العربية، وبالتأكيد وحدة الأراضي السورية كاملة، وقد نصت جميع الدساتير السورية المتعددة منذ دستور المملكة السورية حتى وقتنا الراهن على هوية الدولة العربية، وهذه الهوية ليست ترفاً دستورياً، أو مجرد عملية تجميل أو “برستيج سياسي”، بل هي نابعة من حقيقة الشعب السوري المتمسك بهويته العربية.

موضوع الهوية في سورية
مع بروز ما سمي بظاهرة الربيع العربي، وصل الانقسام والتناحر العربي- العربي إلى أسوأ مرحلة في تاريخ الأمة العربية المعروف، وأصبح العرب هم الأعداء الحقيقيون للعرب، وقد تحققت مقولة: “إن العرب يأكلون العرب” وأصبحت الجامعة العربية وغيرها من مؤسسات العمل العربي المشترك مجرد أدوات لشرعنة الاحتلال الخارجي، وتدمير الدولة العربية، بدءاً من العراق، ليبيا، فسورية، واليمن، ترافق هذا الانقسام السياسي العربي- العربي مع بروز ظاهرة التحالفات غير المشروطة مع القوى الرئيسية غير العربية في المنطقة، وهكذا أصبحت البلدان العربية الرئيسية، والمهمة تاريخياً، مجرد ساحات للحروب بالوكالة بين القوى الدولية والإقليمية.
على المستوى المعرفي أصبح البعض يجاهرون بالتبرؤ من بعض العرب لماذا لأن بعض العرب فعل بالبعض الآخر ما لم يفعله ألد الأعداء غير أن المتابع للأحداث يجد أن الذين كانوا أعداء التيار القومي العربي الناصري في الخمسينيات هم ذاتهم أعداء التيار العربي البعثي في الستينيات والسبعينيات، وهم ذاتهم أعداء أية قوة أو فكرة (سواء كانت دينية أو سياسية) إذا كان من شأن هذه الفكرة توحيد العرب ولم شملهم، ولو ضمن حدود التضامن العربي للوقوف في وجه أعداء العرب وخصومهم، وكي تكون لهم الكلمة المسموعة في المحافل الدولة بدلاً من أن يكونوا نعاجاً جبانة وضعيفة تستجدي الذئاب كي تأكلها مطبوخة بدلاً من نيئة، كما أن الذين يغمزون من قناة الإسلام، وهو دين العرب يتناسون أن قريشاً التي حاربت الدين في بداياته هي نفسها التي تحاربه اليوم، وإن كانت حربها على شكل فتاوى قتل وتكفير.
وفي سورية لم تكن هناك مشكلة هوية، فقد كان ومازالت غالبية الشعب تؤمن بالعروبة، لكن الفكر القومي العربي في الوطن العربي دخل في مأزق روحي وفكري تاريخي عندما تخلى عنه آباؤه الشرعيون في مصر وسورية، وتولى أمره حفنة من أعراب الصحارى ضيقي الأفق، سيئي السيرة والسريرة، وأصبح المشروع القومي العربي في مأزق حقيقي لغياب القادة الفكريين ولزوال النخب الفاعلة، لكنه كان ومازال أمل الجماهير وحلمها، إنه يشبه البذور التي تبقى قروناً تحت الرمال في الصحراء المحرقة والتي تينع وتنبت العشب والثمر عندما تمتد إليها يد الغيث.
تكمن قوة سورية في مدى تمسكها بهذا المشروع، ومدى قدرتها على النهوض بأعباء قيادته، وهو أمر صعب، أقله في وقتنا الراهن، وعلى المفكرين والقادة في سورية إعادة النظر بمفهوم العروبة، أو إعادة أدلجة الفكرة القومية العربية بما يتماشى مع اعتبارات السياسات المعاصرة، لأن قوة سورية وسلطتها الأدبية في العالم أجمع تتأتى من قيادتها لهذا المشروع أكثر من أي شيء آخر، مشكلة سورية ليست مشكلة هوية، بل إن مشكلة الهوية هي مشكلة أعداء سورية من أحفاد أبي لهب وأبي رغال، وكدليل على ما نقول، اسمعوا خطبهم وكلامهم ، فهم لم ولن ينطقوا سورة أو آية واحدة من كتاب الله دون أن يعجموا بها.
الدكتور طالب إبراهيم