ثقافةصحيفة البعث

رائد مشرف: ابتعادي عن موضوع الحرب كان مقصوداً

 

بعد رصيد كبير له من الأعمال المسرحية مع المنظمات الشعبية وغياب دام عدة سنوات عن المسرح يعود الفنان المسرحي رائد مشرف إلى خشبة المسرح كمخرج في أول تعاون له مع مديرية المسارح والموسيقا من خلال مسرحية “وحشة” التي ستبدأ عروضها يوم السبت القادم على خشبة مسرح القباني بدمشق.

أول تجربة
لإيمانه بأنه أن أوان تقديم عمل احترافيّ مع ممثلين محترفين جاء تعاون المخرج رائد مشرف مع المديرية، وقد أكد أنه سعيد بهذا التعاون الذي أتى تتويجاً لعمله المسرحي الطويل مع المنظمات الشعبية، مشيراً إلى أنه اختار لتجربته الاحترافية الأولى مجموعة قصص عن الخوف بمختلف أشكاله للكاتب الروسي أنطون تشيخوف، إعداد زهير بقاعي، ولم ينكر مشرف أنه تأخر في التعاون مع مديرية المسارح، ولكنه رأى أن هذا التأخير يصبُّ في مصلحته لأنه اليوم بات أكثر نضوجاً، وقد أتاح له ذلك فرصة التعامل بشكل مختلف مع ممثلين لهم باع طويل على خشبة المسرح، وقسم منهم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وتمنى مع فريق عمله في “وحشة” تقديم عمل مختلف على صعيد الشكل والمضمون.

لماذا تشيخوف؟!
لأنه كاتب يلامس الناس بآلامهم وأوجاعهم نهل مشرف من قصصه لإيمانه أن ما كتبه منذ سنوات طويلة بقي صالحاً للتناول وسيبقى كذلك لعشرات السنين القادمة، وستبقى نصوصه تلامس الإنسان في أي مكان وزمان لأنه كتب عن الناس بشكل واقعي، ورائد مشرف يميل لهذه النوعية من الكتابات الواقعية رغبة منه في أن يبقى قريباً مما يعانيه إنساننا، وأوضح أن “وحشة” التي يقدمها اليوم تتناول ست قصص من قصص تشيخوف تتحدث عن الخوف بكل أشكاله وهي: “فرحة، دبلوماسي، موت موظف، المصيبة، المغفلة، النحيف والبدين” تربطهما شخصية تشيخوف التي يؤديها الفنان جهاد الزغبي.
وقد اختار مشرف قصصاً لتشيخوف تحكي عن خوفنا الداخلي، مفضِّلاً الابتعاد عن موضوعة الحرب، وبيّن أن ابتعاده عن موضوع الحرب في عمله كان مقصوداً لأن الحرب –برأيه- أرهقت الناس وهو لا يريد أن يكرر ذلك فنياً لقناعته أن أعمالاً مسرحية وسينمائية وتليفزيونية وإذاعية كثيرة تناولت الأزمة والحرب على سورية، وأشار إلى أنه قد يتناول الحرب مستقبلاً في عمل، ولكن بعد فترة طويلة رغبة منه في تقديمها برؤية مختلفة.

الواقعية
ونوَّه مشرف إلى أنه سبق وأن قدم على المسرح منذ 15 عاماً مجموعة قصص لتشيخوف بالاسم نفسه “وحشة” اعتمد فيها على ثلاث قصص من عرضه الحالي.. هذا على مستوى النص، أما على صعيد الإخراج فالاختلاف بين التجربة السابقة والحالية كبير، وهذا أمر طبيعي بحكم مرور الزمن ونضوج التجربة بعد مرور 15 سنة.
وعلى الرغم من وجود أشكال مسرحية مختلفة يمكن أن يعتمدها المخرج لإيصال رسائله التي يريدها، إلا أن مشرف اتجه كمخرج نحو الواقعية التي ينحاز إليها شكلاً ومضموناً لقناعته أن الجمهور ليس بحاجة لأعمال مسرحية غريبة عنه وعن احتياجاته، يحضرها دون أن تؤثر فيه.. من هنا فهو حريص على تقديم عروض يتفاعل معها الجمهور وتترك أثرها فيه، لذلك ارتأى تقديم عمله المسرحي “وحشة” بديكور شَرطيّ وبأبسط الإكسسوارات وقطع الديكور، معتمداً اعتماداً أساسياً على الممثل كعنصر أساسي، مع تقديم رؤية بصرية وسينوغرافيا قريبة من الناس.

كل ممثل في مكانه
أما على صعيد اختيار الممثلين فقد أكد مشرف أنه سعيد بوجود ممثلي مسرح مخضرمين كالفنانين جهاد الزغبي ومحمد خاوندي، إلى جانب مجموعة أخرى من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، واشار إلى أن كل ممثل اختير ليكون في مكانه المناسب وبما يتناسب مع شخصيته في العمل، خاصة وأن قصص تشيخوف في المسرحية تتطلب مستويات عمرية مختلفة، وبيّن أن التعاطي بين الأجيال المختلفة في العمل على أرض الواقع وأثناء البروفات كان جيداً، وكانت الثقة هي سيدة الموقف، وهذا ساعد على تجاوز الكثير من الصعوبات.
وكممثل اعترف مشرف أنه لم يستطع أن يمنع نفسه من أن يكون على خشبة المسرح في آخر لوحة من لوحات المسرحية، مع انه حاول في البداية تحييد نفسه كممثل إلا أنه فشل في ذلك، وأوضح أنه عاد إلى المسرح وهو متحمس ومحبّ ومشتاق، وكان ذلك برأيه أمراً ضرورياً من خلال “وحشة” دون أن ينكر أن الخوف تملّكه في بداية الأمر، إلا انه أكد أنه أنجز عملاً مهمّاً على الرغم من ضيق وقت البروفات .
يجسد شخصيات المسرحية الفنانون: جهاد الزغبي-محمد خاوندي-زهير بقاعي-روجينا رحمون-ربى المأمون-نضال جوهر-محمد شما-محمد ناصيف-محمد ايتوني-محمد عاصي-أحمد عاصي-رؤى البدعيش.
أمينة عباس