أخبارصحيفة البعث

موسكو تحذّر: “ناتو” يسعى إلى إنشاء منطقة شينغن عسكرية

 

حذّر ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي، أمس، من أن حلف شمال الأطلسي “ناتو” يعمل على إنشاء منطقة شينغن عسكرية في أوروبا تهدف إلى تسهيل وتسريع عملية نقل قواته إلى الحدود الروسية.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أكد في آب الماضي أن روسيا تنظر بعين الريبة والقلق إلى توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً باتجاه حدودها، وهي تتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أمنها والحفاظ على التوازن في المنطقة.
وقال فومين، في مقابلة مع صحيفة زفيزدا الروسية: إن “الأولوية الجديدة للقيادة العسكرية والسياسية للناتو تتمثل الآن بتحسين البنية التحتية للنقل والإمداد في أوروبا وإنشاء ما يسمّى منطقة شينغن عسكرية لتقليل الوقت اللازم لنقل القوات نحو حدود روسيا، وفي الوقت نفسه يتم إنشاء مخازن للأسلحة والمعدات العسكرية والذخيرة والأغذية في مناطق مختلفة”، وأوضح أنه حتى الآن تم إنشاء مواقع احتياط لوجستية تعدّ ضرورية للنشر السريع لمجموعة قوة إضافية أكبر بعشر مرات من الوحدة الأمريكية المنتشرة في أوروبا، بالإضافة إلى ثمانية مراكز للتعاون والتنظيم والاتصال في بولندا ورومانيا وهنغاريا وبلغاريا وسلوفاكيا وليتوانيا ولاتفيا وأستونيا.
يذكر أن أول من اقترح فكرة إنشاء منطقة شينغن عسكرية هو الجنرال بن هودجز القائد السابق للقوات البرية الأمريكية في أوروبا، وبموجب الاقتراح يجب أن تكون قوات الناتو والمعدات العسكرية قادرة على التحرك عبر القارة بسرعة كبيرة.
ويعمد حلف شمال الأطلسي إلى حشد قواته ونشر أسلحته قرب الحدود مع روسيا وقد عزز من وجوده العسكري في شرق أوروبا منذ بداية الأزمة الأوكرانية، وفي قمته في تموز الماضي في وارسو اتفق أعضاء الحلف على نشر أربع كتائب متعددة الجنسيات في أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا.
وبالتوازي، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي، يوري بوريسوف، أن المجمع الصناعي العسكري لروسيا مستعد لإنتاج عدد من أحدث الصواريخ البالستية العابرة للقارات المطلوبة للجيش الروسي من طراز “سارمات”.
وقال: “فيما يتعلق بجاهزية هذه المنظومة (سارمات)، أستطيع القول: إن جميع المشكلات العملية والعلمية والتقنية والإنتاجية قد أنجزت”، وأضاف: “تم إعداد القدرات الإنتاجية اللازمة لعدد الصواريخ التي ستحجزها وزارة الدفاع الروسية”.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع أنها ستبدأ قريباً في التخلص من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من طراز “ساتان” (الشيطان)، علماً أن منظومات “سارمات” المذكورة ستحل محل منظومة “فويفودا” أو الشيطان مع الصاروخ الثقيل من طراز “أر إس-20 بي” الذي ما زال يعدّ منذ أواخر الثمانينيات سلاحاً فعالاً في ظروف نشر نظام الدرع الصاروخي متعدد الأنساق.
ومن الناحية التقنية لا يوجد نظير لصاروخ “فويفودا” سواء كان ذلك بين الصواريخ الروسية أم الأجنبية.
وأشار بوريسوف أيضاً، إلى أن الأنظمة الصاروخية من نوع “كينجال” (الخنجر) الخارقة للصوت، المزودة بها المقاتلات الاعتراضية الحديثة، قادرة على ضرب حاملات الطائرات والمدمرات وطرادات العدو المحتمل. وأكد أن “هذا النوع من الأسلحة الدقيقة، لديه وظائف قتالية متعددة الأغراض، وهي قادرة على التعامل مع أهداف متحركة وثابتة على حد سواء، وعلى وجه الخصوص، حاملات الطائرات والسفن من فئة طرادات، ومدمرات، وفرقاطات”، مشيراً إلى أن هذه القطاعات تعدّ أهدافاً محتملة لهذا النوع من السلاح.
وفي السياق ذاته، أضاف نائب وزير الدفاع الروسي: إن الوزارة وقعت عقداً لإنتاج تسلسلي لصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت من طراز “أفانغارد” العاملة بمحركات نووية، وأوضح أن إنشاء “أفانغارد” كان صعباً بالنسبة “لصناعة الدفاع” الروسية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن خلال رسالته إلى الجمعية الفيدرالية، في وقت سابق، عن تطوير أحدث أنواع الأسلحة الصاروخية العابرة للقارات القادرة على تجاوز أنظمة الدرع الصاروخية والدفاع الجوي، مؤكداً أن روسيا تمتلك أسلحة فرط صوتية تتمثل في صواريخ “أفانغارد” و”كينجال”، والصواريخ المجنحة العاملة بمحركات نووية، وغواصات الدرون النووية، والليزر القتالي، فضلاً عن الصاروخ الروسي الثقيل “سارمات” الذي يتميز بقدرته على تجاوز أية درع صاروخية عصرية ومستقبلية، لتحليقه بسرعة فرط صوتية، أي تفوق سرعة الصوت بمقدار 4-7 أضعاف.