الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

بسام البحري في تجلياته الشعرية والتشكيلية

 

“لن تخرجي من مرفأي/هذا المساء/أو ترحلي خلف السنونو/عندما يأتي الشتاء/عشرون عاماً في اغتراب اللون/عشنا../وترعرعنا على صدر الروابي”
استهل الشاعر والتشكيلي بسام البحري افتتاح معرضه” تجليات” في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- بمقطع من قصيدة وردة حمراء التي حملت عنوان المجموعة الرابعة، وقد جمع بين الشعر والتشكيل بروابط خفية يستنبطها المتلقي من اللون المبهج والإضاءة المشرقة وحركة الخط، لتعبّر لوحاته عن مكنونات الأنثى وتوحدها مع الموسيقا لتجد بتموجات أنغامها ملاذاً لها، مع تأملات وهواجس تعيشها بصمت، وفي منحى آخر جسد زوايا من المدينة المتموضعة على شاطئ البحر.
كما جمعت قصائده بين التفعيلة والنثر التي تمكن من جرسها الموسيقي، وعن حضور الأنثى التي شغلت أغلب لوحاته وقصائده أوضح بأنها تتحمل العبء الأكبر من المسؤولية الذاتية والمجتمعية، فهي تمثل حالة الخصب والحياة، هي الموسيقا التي تمدّ الحياة بقوة خفية، وبما أن الموسيقا هي روح الحياة فلابد أن تكون هناك علاقة جدلية بين الأنثى والموسيقا، لذلك طغت روح الأنثى في القصيدة واللوحة، وتحدثت بصوت الأنثى التي تعيش بعزلة ضمن أسوار وحدتها، فتطرقت من خلال اللوحة والقصيدة إلى جوانب اجتماعية ووطنية، مؤكدا أنه لم يستلهم موضوعات لوحاته من قصائده بحرفيتها إلا أن الأحاسيس مشتركة فربما تترجم بلون أو حركة.
أما عن أسلوبه الفني فبيّن بأن معرضه جاء نتيجة تطور خبرته فانتقل من المدرسة الواقعية إلى التكعيبية بأسلوبه الخاص الذي يدمج بين التعبيرية والتكعيبية وفق تقانات مدروسة بتوازنات فنية مثل حركة الخطوط وتأثيراتها، وبما تحمله من رسائل للمتلقي، كما وظّفتُ خلفية الجدار لاستكمال تفاصيل موضوعات اللوحة مثل هياكل الشخوص أو الأشياء ذات الدلالات الموحية مثل المزهرية، كنوع من الربط من البعد الخلفي إلى البعد الأمامي بتكوين تشكيلي، وابتعدتُ عن التشكيلية التجريدية المبهمة واعتمدت على الرمزية، فنحن سوريون أبناء حضارة وقادرون دائماً على الإبداع والتجدد”.
ملده شويكاني