صحيفة البعثمحليات

مديرو مدارس متقاعسون والإشكاليات تتزاحم مع المدرسين التربية تتكفل بالأعباء وتحمل الموجهين المسؤولية وتترحم على من وضع إعلاناً على باب المدرسة

 

ما إن يدخل الموسم الدراسي أيامه الأولى حتى يبدأ زحف أغلب المدرسين وأهالي الطلبة إلى وزارة التربية ومديرياتها من أجل تسيير موافقات وتنقلات وتكليف وغيرها من الطلبات الإدارية مما يجعل المكاتب في حالة استنفار كامل للإجابة عن تساؤلاتهم وحل مشكلاتهم رغم أنه من المفترض على مديري المدارس تنظيم العملية التربوية في مدارسهم، إلا أن ما تشهده بعض المدارس من فوضى وغياب للتنظيم الصفي وتأمين الكادر التدريسي مع غياب أدبيات التعامل مع أولياء الأمور في بعض الأحيان وكأن المدرسة من ممتلكات المدير، وذلك حسب حديث الأهالي معتبرين أن هناك مديرين وبشكل دائم لا يجيبون على استفساراتنا، بل يرمون الكرة في ملعب المعنيين بمديريات التربية والوزارة وذلك من أجل إراحة أنفسهم وعدم تحملهم للمسؤولية مما يخلق حالة إرباك في سير العملية التربوية وتنهال الشكاوى ويزيد الضغط على مديري التربية ومفاصل الإدارة في الوزارة.
فمن متابعتنا لقضايا التربية في بعض المديريات والوزارة نشاهد وبشكل يومي مراجعة من التربويين والأهالي مع شكاوى كثيرة على مديري المدارس، علماً أن استقرار العملية التربوية وتنظيم العمل الصفي يقع بالمرتبة الأولى على عاتق مدير المدرسة الذي يعتبر ربان السفينة وذلك حسب رأي الخبيرة التربوية علا سلمان التي اعتبرت أن مدير المدرسة عليه أن يعرف أو يتوقع بنسبة ٩٠% أو أكثر كل ما يمكن أن تتعرض له الظروف المدرسية من غيابات للمعلمين وازدياد أعداد الطلاب لسبب أو لآخر بما يتمكن من تهيئة كل الكتب المدرسية وكل الشواغر اللازمة وبالاختصاصات المختلفة، في وقت هناك مديرون غير آبهين بالشواغر والكادر التدريسي في حال اكتمل أم لم يكتمل تاركين الحبل على الغارب مما ينعكس سلباً على دراسة الطلاب ويؤخر في اللحاق بالمدارس الأخرى، عدا عن التقصير في الدروس، في حين هناك مديرو مدارس قبل بدء العام الدراسي يداومون في مديريات التربية، حسب ما أوضحه مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج الذي لفت إلى أن هناك مديرين مهتمين بمدارسهم ويأتون بشكل مستمر لمراجعة المديرية من أجل تأمين الكادر الدراسي وتأمين مستلزمات العملية التربوية والتعليمة كاملة دون تقاعس، مشيراً إلى نوع آخر وهم قلة من المديرين المتقاعسين في أدائهم غير المباليين لهذا تم توجيه جميع الموجهين الاختصاصين من أجل الحضور في المجمعات وحل كل الإشكاليات وتأمين الكادر التدريسي وعلى مسؤولية الموجه في حال كان هناك نقص في أي مدرسة.
ونحن في مكتب مدير التربية استذكر الموجودون قصة أحد مديري المدارس في المحافظة منذ سنوات ماضية، حيث وضع إعلان على باب المدرسة يطلب فيه مدرسين لمدرسته في إحدى القرى مع تأمين السكن للمدرس على نفقة أهل القرية. لتعلق الخبيرة التربوية على القصة مؤكدة أن المسألة وبشكل مباشر غير قابلة للجدل بل تكمن في حب المدير لإدارته وسعيه إلى التميز والارتقاء بالعملية التربوية حيث يعتبر المدير جميع المدرسين أهل بيته وكل الطلاب أبناءه.
وشرحت الخبيرة التربوية خطوات لابد من اتباعها لأي مدير مدرسة بتحضير مسبق للاحتياجات الصفية وللتجهيزات المدرسية وكل ما يتمم العملية التربوية والاجتماع مع المدرسين ومعرفة أحوالهم وحياتهم وأمورهم وبكل ما قد ينعكس سلباً على العمل التربوي، وبالتالي رؤية شاملة عن واقع المدرسة وانعكاس الأمر على العملية التربوية بما يمنع المفاجآت إلا بما قل وندر، لافتة إلى المسؤولية الأهم للمدير عبر التواصل المباشر مع الطلاب والتقرب إليهم ليكون السند الوحيد لهم كما الأب تماماً والتشجيع المستمر وإيصال الشعور لكل طالب بأنه متابع وأن جهده مشكور.
وشددت الخبيرة على ألا نعتمد في المدارس على الكم من الحصص التي يعطيها المدرس والتقيد بالنصاب بالقدر الذي نهتم بالكيفية التي يؤديها المعلم وأن يكون لديه متسع من الوقت ليؤدي دوره التربوي وليس التعليمي فقط، مع ضرورة أن تكون التربية السند للمديرين والعون المباشر في تأمين البديل لو طلب والتوزيع الصحيح للمدرسين في المدارس على حسب الاحتياجات واستثمار الخريجين من قبل وزارة التربية والاهتمام بواقع المدرس أو المعلم الحياتي وتذليل الصعوبات له لنؤمن المناخ المناسب الذي يجعله أكثر عطاء لأبناء الوطن الذين يعتبره الوطن وقود تقدمه وسيره نحو المستقبل.
ولم تخفِ الخبيرة التربوية أن هناك مديرين سلبيين لا تشاهدهم إلا في حال العقوبات فأولئك غير جديرين بقيادة العمل التربوي ووجودهم سيكون ذا تأثير سلبي وغير فعال في العملية التربوية التي تحمل في طياتها رسالة الأنبياء والمدير موقع ريادي مهم جداً.
ومن أهمية موقع المدير حسب رأي الخبيرة لابد من التأكيد على عملية التعاون والتشاركية في العملية التربوية وخاصة أن العملية التربوية هي قضية مجتمعية قبل أن تكون تربوية، فالمفروض تكاتف المجتمع المحلي مع التربية للوصول إلى الهدف المنشود والابتعاد عن المصالح الشخصية والتفرد في القرارات على حساب العملية التعليمية، ولاسيما أن ما يصلنا من شكاوى على مديري مدارس يتفردون بقراراتهم ويتعاملون مع المدرسين بشكل خاطئ وذلك بتفضيل مدرس تربطه علاقة قرابة أو صداقة مع المدير على حساب الكفاءة والخبرة التربوية مما يؤثر على حسن سير العملية التربوية.
وفي آخر القول لابد من إعطاء صلاحيات كاملة في تعيين مديري المدارس والموجهين لمديرات التربية كونها الأعلم والأقرب من المرشحين أكثر من الجهات الأخرى التي تشترك في عملية الترشيح والتعيين وفي بعض الأحيان يكون الاختيار خاطئاً تحكمه مصالح شخصية تتغلب على المصلحة العامة ومصلحة العملية التربوية.
علي حسون