دراساتصحيفة البعث

ترامب يفشل في أزمة كورونا

ترجمة: عائدة أسعد 

عن موقع “توب ستوريز” 30/3/2020

لاتبدو مؤتمرات ترامب الصحفية اليومية حول الفيروس التاجي، والتي تستهدف إظهار الثقة والقدرة على صنع القرار، مستساغة بالنسبة للأشخاص المهتمين بالحقائق لأنه ينشر فيها حقائق ناقصة وأكاذيب صريحة ويهاجم الصحفيين الذين يطرحون أسئلة استقصائية، بل أكثر من ذلك فقد باتت رسائله متناقضة وقد تكلف إدارته للأزمات إزهاق العديد من أرواح الأمريكيين.

فعندما حذرت وكالات المخابرات به من الفيروس التاجي في كانون الثاني الماضي قلل ترامب من الخطر المحدق، وعندما انتشر الفيروس بسبب عدم وجود اختبارات زعم ترامب بأن كل شيء تحت السيطرة وأعلن نفسه “رئيسا في زمن الحرب”.. يحارب عدوا غير مرئي. ولكن ليس ترامب من يتصرف بشجاعة وتصميم في هذه الأزمة ليطمئن أمة غير آمنة، وإنما أندرو كومو الحاكم الديمقراطي لنيويورك رئيس مركز أزمة الفيروس التاجي في الولايات المتحدة.

وبينما ترتفع الإصابات بسرعة في نيويورك وأجزاء أخرى من البلاد، وتستنفر المستشفيات الأمريكية إلى أقصى الحدود، يعبر ترامب عن رغبته في إنعاش الاقتصاد قريبا. وبينما يستعد الأطباء في نيويورك لمواجهة احتمال أن يضطروا لاتخاذ قرار يتضمن من سينقذون ومن سيتركون للموت بسبب نقص أجهزة التهوية، يتحدث ترامب عن الكنائس المزدحمة في عيد الفصح.

لقد أعلن ترامب يوم السبت الماضي أن البيت الأبيض يفكر في فرض حظر الخروج إلى ولايات نيويورك وكونيتيكت ونيوجيرسي، وبعد ساعات قليلة فقط ألغى هذه الفكرة وأصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية توصية لسكان المناطق المتضررة بالامتناع عن السفر غير الضروري.

كما أفاد كومو حاكم نيويورك أنه تلقى مكالمات من سكان نيويورك المذعورين الذين كانوا يفكرون في مغادرة المدينة في الوقت المناسب، وكل هذا يجعلك تريد أن تصرخ: أمريكا.. لمن صوّتي في البيت الأبيض؟!!

ومع ذلك مازالت تصنيفات ترامب في تزايد والأمة المهتزة والخائفة تلتف حول رئيسها كما جرت العادة في أوقات الأزمات، وهو يعد بأن البلاد ستخرج أقوى من أي وقت مضى من هذه الأزمة لأن أمريكا هي أمريكا.. الدولة العظيمة التي يمكنها تحقيق أي شيء.

وأنصار ترامب لا يهتمون.. إنهم يؤمنون برئيسهم، وقريبا سيتلقى العديد من الأمريكيين شيكا بقيمة 1200 دولار من الحكومة كمساعدة مباشرة في الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الأمريكي، وتقول الشائعات إن ترامب يرغب بشدة في رؤية توقيعه الخاص على الشيكات فمن الصعب تخيل هدية أفضل من ذلك لكسب الناخبين.

إن الأموال هي جزء من حزمة التحفيز الأكثر شمولا في تاريخ الولايات المتحدة، والتي مررها الكونغرس الأسبوع الماضي عبر خطوط الحزب، وهي تشمل المليارات من المساعدات للعمال، ولكنها تشمل أيضا المنح والقروض للشركات الصغيرة والمستشفيات وخاصة الصناعات التي تضررت بشدة مثل الطيران.

وكان على الديمقراطيين والجمهوريين أن يتحملوا الكثير للحصول على تلك الفاتورة حتى تتمكن أمريكا من النجاة من هذه الأزمة اقتصاديا، ولكن يبدو أن هذه هي الأولوية لرئيس أمريكي كان يعرّف نفسه دائما من خلال النمو الاقتصادي وسجلات سوق الأسهم. ووفقا لطريقة ترامب في التفكير، إذا انتعش الاقتصاد وانخفضت أرقام البطالة مرة أخرى في الوقت المناسب للانتخابات في الخريف، فسيظل ناخبوه مخلصين له.

إنها الأوقات المناسبة لاختيار الرجل المناسب في البيت الأبيض إذا تمكنت أمريكا من السيطرة على هذه الأزمة بفضل ترامب أو بدونه.