صحيفة البعثمحليات

أمل بالعمل ولكن..!

ضمن الظروف الراهنة وفي ظل انكماش فرص العمل وتزايد نسبة البطالة بشكل مرعب، تبرز أهمية مشروع دعم الخريجين الجامعيين الجدد الذي أطلقته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، وهو مشروع جيد من حيث المبدأ لأنه يعطي الأمل بالعمل للشباب ولو بنسبة قليلة “الرمد خير من العمى”، لكن ثمة ملاحظات يمكن وضعها على البرنامج التنفيذي للمشروع من باب الحرص على نجاحه واستمراره وتحقيق الهدف منه.
إن توفير 1000 فرصة عمل للخريجين من مختلف التخصصات العلمية في الجامعات والمعاهد لمدة سنتين، هو رقم لا يساوي شيئاً قياساً بنسبة البطالة الكبيرة، عدا عن الشك لجهة تحقيق العدالة بين الخريجين في ظل عدم وجود معايير دقيقة تتيح لأصحاب الكفاءات أخذ فرصتهم، هذا الخرق بات يشكل علامة فارقة في كل المسابقات الوظيفية، مهما حاولت الجهات المعنية تجميل ذلك لكن “الشمس لا تُحجب بغربال”، فعملية التفاضل بين الأوائل لن تكون سهلة، لذا يجب أن تكون المعايير واضحة بدقة ومعلنة لأصحاب الفرص، حتى في حال الرفض يجب أن تكون المبررات منطقية لا شكلية، وكأن شيئاً لم يحدث!.
بالطبع نحن هنا لا نفترض سوء النيّة، ولكن التجارب علمتنا الكثير، ولعلّ ما حدث في تجربة مشروع تشغيل الشباب أكبر وأوضح مثال على الظلم الذي طال الكثيرين!.
الأمر الثاني، إن حصر الاستفادة من المشروع بخريجي العام الدراسي 2016– 2017 يظلم شريحة كبيرة من الخريجين في السنوات السابقة!.
السؤال: لماذا لا يتمّ توسيع مروحة المشروع بحيث يستفيد منها الخريجون في أعوام سابقة؟!.
سؤال آخر: هل مكان العمل جاهز للتدريب واكتساب المهارات والخبرات سواء في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أو جهات أخرى؟، بيئة العمل من المفروض أن تكون ملائمة يستفيد منها صاحب الفرصة بتنمية مهاراته باختصاصه، وغير ذلك سنضيف أعداداً لجدول البطالة المقنعة.
ويبقى أمر آخر مهم أيضاً وهو ما يتعلق ببيانات الخريجين الأكثر تفوقاً التي ستعمل وزارة التعليم العالي على توفيرها، هنا يجب ألا نغفل المجهود الفردي للخريج، بمعنى آخر إبداعاته وابتكاراته التي تحقّق له أفضلية على غيره، وهذه الجزئية مهمة جداً حتى لا نقع في مطب المفاضلة الجامعية التي تعتمد على العلامة، ففي ظل الفساد الامتحاني بالجامعات، بات الحصول على المعدلات الكبيرة سهلاً!.
بالمختصر، رغم الملاحظات التي لا بد من أخذها بالاعتبار يبقى المشروع خطوة جيدة، ولكن بشرط التركيز على التميز والجدية والالتزام والعدالة من أجل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التي يجب أن تكون أولوية في المرحلة المقبلة وفي المجالات كلها.

غسان فطوم
ghassanfattoum@gmail.com