رياضةصحيفة البعث

منتخبنا الأولمبي.. تأهل مستحق يصحح المسار بانتظار تلافي أخطاء منتخب الرجال

فاجأ منتخبنا الأولمبي لكرة القدم الجميع بتأهله المستحق إلى نهائيات كأس آسيا التي ستقام في تايلند مطلع العام المقبل، وذلك لأسباب عديدة، فبعد الخروج الباهت لمنتخب الرجال من نهائيات آسيا بداية العام الجاري، وما صاحبه من مشاكل عرّت كرتنا، والقائمين عليها، كان لزاماً القيام بخطوات جادة لمصالحة الجمهور، وترتيب أوراق البيت الكروي لتجاوز الأزمة خطوة خطوة، وأولها تعيين المدرب الوطني أيمن الحكيم، مهندس الفرحة السورية الكروية الأخيرة في تصفيات المونديال، ليقود منتخبنا الأولمبي خلفاً لحسين عفش.

الحكيم استطاع من المباراة الأولى أمام قيرغزستان إعادة روح الفريق التنافسية، وشحذ همم اللاعبين لتقديم أقصى طاقاتهم لتغيير الانطباع الذي يصبغ هويتنا الكروية حالياً، وإعادة الثقة للجمهور المتعطش لإنجازات طال انتظارها، وهم يطمحون للكثير، خاصة أن أغلبهم في بداية مشوار التألق، فحققوا المطلوب منهم بالفوز بثنائية نظيفة، ولكن برزت عدة نقاط استطاع الحكيم تلافيها مباراة بعد أخرى، كالتسرع في إنهاء الهجمة، والتمريرات السريعة التي افتقدت إلى الدقة، لتكثر الفرص المهدورة من المهاجمين الواعدين: علاء الدالي، وعبد الرحمن بركات.

قراءة دقيقة

وبعد الفوز الأول ظهر منتخبنا كأحد المرشّحين للتأهل، لكن المهمة أصبحت أصعب، فالخطوة القادمة كانت اللعب مع فريق أصحاب الضيافة الكويت الذي هزم من الأردن في بداية مشواره، وسقوطه مرة أخرى يعني حرمانه من التأهل، وهنا التعامل يحسب للحكيم، فرغم تكرار مشكلة التسرع لتسجيل هدف التقدم وحسم الأمور من قبل اللاعبين، استطاع المدرب تهدئة اللعب، والعمل على التركيز على تبادل الكرات بين خطوط الفريق، والاستحواذ عليها أكثر للحفاظ على نتيجة التقدم، ولو أنه ترك المجال قليلاً في الدقائق الأخيرة من المباراة للاعبين بالهجوم أكثر لربما كان بمقدورنا التخلص من حسابات الأهداف والمراكز التي أتعبت أعصابنا.

وكان التعادل بالفعل في المباراة الثالثة والأخيرة أمام الأردن التي أظهرت التحسن الملحوظ في أداء النجم محمد كامل كواية ورفاقه، والانسجام بين خطي الوسط والهجوم، ويحسب للمدرب أيضاً التشديد على لاعبي الهجوم للقيام بواجباتهم الدفاعية، وهو ما ساهم في شلّ خطورة الهجوم الأردني، وعلى رأسهم موسى التعمري الذي ظهر دون حيلة أمام عزيمة شبابنا.

السلاح المعتاد

وكالعادة لعبت الروح القتالية الدور الأهم في تحقيق هذا الإنجاز، فاستعان بها المدرب لرفع معنويات الفريق للتغلب على الإرهاق الناجم عن قلة فترة الاستشفاء بين المباريات، وخاصة مع الجهد المضاعف الذي بذله لاعبونا، وهنا يجب التركيز على نقطة هامة هي اللاعبون المحترفون كالحارس المتألق والمحترف في ألمانيا وليام غنام الذي يشارك للمرة الأولى مع المنتخب بعد غياب، وبشر بأن مستقبل حراسة المرمى السورية بألف خير، واللاعب أنس العاجي المحترف في نادي آفيش البرتغالي، ويشترك اللاعبان بأنهما لعبا مع بعضهما في مونديال الناشئين عام 2015 في التشيلي، وبالتأكيد سيكونان، إضافة لعديد من النجوم الواعدة، نواة لفريق يحقق حلم الملايين بالتأهل إلى الاولمبياد، وتحقيق الإنجاز.

تلافي الأخطاء

الجميع يتوسّم خيراً بالمنتخب الذي بإمكانه تقديم الكثير إن توفر له الاستقرار الفني والإداري، والأهم من ذلك الدعم المدروس، فلا يكفي الدعم المادي من إقامة معسكرات خارجية، ومباريات ودية، وإنما النوعية، فتجربة منتخب الرجال ليست بعيدة، حيث يجب أن تكون اللقاءات استعدادية مع منتخبات أعلى تصنيفاً وأقوى تاريخاً، لا أن نبقى ضمن الحدود الإقليمية، أو نسافر لمواجهة بلدان تطمح لهزيمتنا، وعلينا الاستفادة أكثر من التجربة الاحترافية للاعبينا، فلا يكفي استقدامهم، وإنما الأهم هو طريقة دمجهم في الفريق، وزرع روح الفريق، والهدف الواحد للاستفادة من مهاراتهم، وحتى لا نقع في الخطأ المكرر.

سامر الخيّر