اقتصادصحيفة البعث

“معارض” جسر الهوة..!

 

لا يعوّل على توالي سلسلة المعارض تصريف ما يتمخض عن الحركة الإنتاجية من مواد وسلع على المستوى المحلي، وفتح أسواق للتصدير على المستوى الخارجي وانعكاس ذلك بالنتيجة على تسريع العجلة الإنتاجية وهكذا دواليك وحسب، بل يعوّل عليها أيضاً لجهة توحيد صف قطاع الأعمال وتعزيز روح المنافسة فيما بينه.

فهذا القطاع هو الحامل الرئيسي للتنمية، وبقدر ما يكون متراصاً في جبهة اقتصادية متينة، بقدر ما ينعكس ذلك على مفاصل وحيثيات النشاط الاقتصادي برمته..!

لاحظنا خلال متابعتنا لهذه المعارض تحولها إلى ملتقيات لأغلب رجال الأعمال الذين يمثلون عدداً من القطاعات الإنتاجية والتجارية، مع الإشارة إلى أن حضور البعض منهم لا يزال متواضعاً..!.

نعتقد أن استمرار هذا التلاقي كفيل بدحض الخلافات، وعامل مساعد لتقريب وجهات النظر، وربما يتطور لاحقاً إلى مبادرات مشتركة توظف في مشاريع استثمارية ضخمة.. لما لا في ظل ما يزخر به هذا القطاع من أصحاب رؤوس أموال ليست بالقليلة..!

ويقع على عاتق الاتحادات المنظمة لقطاع الأعمال مسؤولية وضع استراتيجية لتلاقي أطياف من تمثله، والعمل باتجاه ترسيخ قواعد العمل المشترك فيما بينها، ولقد لمسنا حقيقة البدء بهذه الخطوة التي تحتاج إلى مزيد من تكثيف الجهود لتحقيق التكامل المنشود في العمل التنموي الموكل للقطاع الخاص.

كما أن حضور عدد من رجال الأعمال العرب في هذه المعارض يعطي قيمة مضافة تعزز مشاركة نظرائهم المحليين من جهة، وتدفع باتجاه طرح المبادرات الاستثمارية والتجارية المشتركة من جهة ثانية.

أن تحقيق التنمية المستدامة ليست مسؤولية الحكومة فقط، بل هي مسؤولية وطنية مشتركة، يتشارك بها الجميع كل حسب موقعه وإمكاناته واختصاصه، وإذا ما أردنا للاقتصاد الوطني النهوض، فلن يكون إلا بإمكانات أبنائه أولاً، وليس بإمكانات الغير، وهذا يحتم على جميع أطياف ومكونات هذا البلد المشاركة الفعلية بهذا الأمر، والتعاطي معه وفق قاعدة الكل للجزء والجزء للكل، فتطور أحد طرفي هذه القاعدة ينعكس بالضرورة على الطرف الآخر..!.

وتبقى الإشارة إلى ثمة قامات تسعى بالفعل إلى توحيد الصف الاقتصادي، وتذليل ما ينجم عن خلافات بحكم العمل، وأفضت مساعيها إلى جسر الهوة في كثير من الأحيان بين بعض الأطراف.

حسن النابلسي

hasanla@yahoo.com