الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

زاخاروفا: واشنطن عادت إلى زمن الغرب المتوحش

 

تحاول الإدارة الأمريكية الحالية جاهدة استنساخ مشاهد الحرب الباردة التي كانت سائدة في نهايات القرن الماضي، لعلّها تصل من خلالها إلى إقصاء منافسيها الأقوياء الذين ظهروا على الساحة، وباتوا يتصدّرون المشهد العالمي وخاصة روسيا والصين.
هذه السياسات الأمريكية المتّبعة حالياً مع الكثير من خصوم واشنطن باتت محطّ انتقاد العديد من دول العالم، حيث انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اتباع الولايات المتحدة سياسة الهيمنة، مشيرة إلى أن هذه السياسة تعيد واشنطن إلى “زمن الغرب المتوحش”.
وقالت زاخاروفا، تعليقاً على صورة نشرتها الإدارة الأمريكية بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى واشنطن يظهر فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جالساً أمام الطاولة في المكتب البيضاوي ولافروف يقف بجانبه: “وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض يفتقران لما يسمّى اللياقة البروتوكولية.. وأعتقد أن الكثير من الأشياء عادت إلى أيام الغرب المتوحش التي قرأنا عنها كثيراً في الكتب المدرسية”، وتابعت: “في زمان رعاة البقر.. كان مريحاً وفعّالاً أن تلقي قدميك على الطاولة”، مضيفة: “هكذا نعيش اليوم مع الولايات المتحدة غير المبالية بالسياسة العالمية”.
وقالت زاخاروفا: إن “الوضع مماثل في الاقتصاد العالمي أيضاً، فقد كانت الولايات المتحدة سابقاً تتحدث عن الأولوية وسيادة المنافسة، أما الآن فيتبعون سياسة الحمائية والعقوبات والتدخل السياسي في الحياة الاقتصادية”.
وكان وزير الخارجية الروسي أجرى زيارة إلى واشنطن في الـ10 من كانون الأول الجاري التقى خلالها نظيره الأمريكي مايك بومبيو وترامب.
وفي مشهد لا يبدو مريحاً كثيراً للإدارة الأمريكية التي تسعى إلى شيطنة روسيا ونشر الفوضى والخلافات بينها وبين الدول الأوروبية، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ضرورة تطوير العلاقات الثنائية بين بلديهما في العام الجديد.
وقال الكرملين في بيان: إن بوتين وزيلينسكي عبّرا خلال الاتصال عن أملهما في الوقف الشامل لإطلاق النار في إقليم دونباس جنوب شرق أوكرانيا.
ورحّب الجانبان بتبادل الأسرى بين أطراف النزاع في دونباس الذي جرى مؤخراً، وكذلك بإبرام عقد عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا.
وكان بوتين التقى زيلينسكي خلال قمة “رباعية نورماندي” التي عقدت في باريس في التاسع من كانون الأول الجاري، وبحثا مجمل القضايا المتعلقة بالنزاع المستمر منذ خمس سنوات في جنوب شرق أوكرانيا.
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أنه تمّت تسوية جميع القضايا المتعلقة بنقل الغاز مع أوكرانيا، وقال: “تم حلّ جميع المشكلات الآن، كما تم إيقاف المطالبات المتبادلة، حيث سيتواصل نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا بشروط تناسب الجانبين”، وأضاف: إن توقيع الاتفاقيات “يظهر أنه بالإمكان المناقشة والتفاوض بشأن أكثر القضايا صعوبة”.
وكانت روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي توصلوا نهاية تشرين الأول الماضي إلى اتفاق بشأن شروط توريدات الغاز الروسي إلى أوكرانيا ونقله إلى الدول الأوروبية عبر الأراضي الأوكرانية حتى نهاية آذار المقبل.