تحقيقاتصحيفة البعث

ينابيع قرية البيضا مهددة بالتلوث

يمثّل مشروع الصرف الصحي في قرية الرصافة بمنطقة مصياف في محافظة حماة، والذي تعكف مديرية الصرف الصحي على تنفيذه خلال هذه الفترة، مصدر قلق لأهالي قرية البيضا لتخوفهم من تعرّض ينابيع المياه في قريتهم للتلوث جراء الحفر الفنية المخطط البدء بإنجازها خلال الفترة القريبة.
ورغم أن قرية البيضا سياحية بامتياز لكثرة وغزارة ينابيع المياه فيها التي يقدر عددها بأكثر من 500 ينبوع، علاوة على جمال طبيعتها، واعتدال مناخها، لم تشفع لها هذه المزايا الفريدة من هذا المشروع الذي يراه أهل القرية تهديداً محتملاً لمصادر المياه نظراً لقرب المكان المقترح للحفر الفنية من الينابيع بمسافة لا تزيد حسب قولهم عن مئة متر، مطالبين بإلغاء الحفر، والاستعاضة عنها بخطوط صرف صحي يجري مدها ووصلها من قرية الرصافة مع خطوط الصرف الصحي بقرية البيضا.
وأشار فرزت حداد رئيس بلدية البيضا إلى أن خطورة مشروع الحفر الفنية تأتي من موقعها الكائن في منطقة منخفضة عن الينابيع المغذية لمجرى النهر الذي يمد الأراضي الزراعية، والمنشآت السياحية، والأهالي بالمياه العذبة التي من المتوقع في حال تنفيذ المشروع أن تتأثر سلباً، وتتلوث بمنصرفات الصرف الصحي، مبيّناً أن أهالي القرية تقدموا بشكوى للجهات المعنية في المحافظة التي شكّلت على إثرها لجنة فنية تضم ممثّلين عن المكتب التنفيذي للمحافظة، وبلدية الشيحة التي تتبع لها الرصافة، والشركة العامة للصرف الصحي، ومديرية الخدمات الفنية، ومديرية الموارد المائية، والتي وضعت مقترحين: الأول يقضي بوصل مشروع خط الصرف الصحي للرصافة مع مثيله في البيضا، غير أن الكلفة العالية له المقدرة بـ 145 مليون ليرة سورية حالت دون اعتماد تنفيذه، والمقترح الثاني المخطط تنفيذه يتمحور حول تنفيذ حفرتين فنيتين مع محطة تصفية، وهذا المشروع غير مجد في الحفاظ على سلامة المصادر المائية في البيضا، كما أن المياه الناتجة عن محطة التصفية غير صالحة لري المزروعات، لاسيما الخضروات، ويستفاد منها فقط في ري الأشجار الحراجية.
وأوضح رئيس بلدية البيضا أن لمشروع الحفر الفنية منعكسات وآثاراً سلبية ليس على القطاع الزراعي للبلدة فحسب، بل تشمل أيضاً القطاع السياحي، حيث تضم القرية حوالي 25 منشأة سياحية، ومطعماً، وكافتيريا يرتادها عشرات الآلاف من السياح والزوار من مختلف المحافظات والقرى المجاورة، علاوة على احتمال تلوث مياه الشرب لأهالي القرية التي تغذيها الينابيع بنسبة 70 بالمئة.

مخاوف الأهالي
رئيس الجمعية الفلاحية في البيضا بركات الياس ذكر أن نهر البيضا والينابيع المغذية له تمد مئات الدونمات من الأراضي الزراعية وحدائق المنازل بالمياه العذبة التي ستحرم منها نتيجة تلوثها جراء مشروع الحفر الفنية، مبيّناً أن ما يفاقم المشكلة ويزيد من قلق وتخوف الأهالي طبيعة تضاريس المنطقة وأرضها الرملية القابلة لنفاذ المياه.

غير صعب
بدوره مختار قرية البيضا طارق عيسى اعتبر أن تنفيذ مشروع خطوط صرف صحي أمر غير صعب نسبياً لوجود طريق زراعي نفذه أهالي القرية بالعمل الشعبي خلال الفترة السابقة، وهو بامتداد 2 كم، ويقع ضمن الحدود الإدارية للقرية، ويمكن إنجاز أعمال مشروع صرف صحي فيه أو بموازاته، معرباً عن استغرابه من مشروع الحفر الفنية المزمع تنفيذه خلال هذه الفترة لقربه من الينابيع، رغم أن أهالي القرية لم يسمحوا لأنفسهم بالعبث بالمصادر المائية، أو احتمال تلويثها من خلال إنجاز خطوط صرف صحي بالعمل الشعبي تخدم منازل أهالي القرية المجاورة للمصادر المائية للحيلولة دون تلوثها.
وأمام كل المعطيات السابقة يبقى أمل أهالي قرية البيضا معقوداً على قرار الجهات المعنية لتعديل مكان تنفيذ المشروع، أو اقتراح مشروع جديد بديل عنه من شأنه الحفاظ على الطبيعة السياحية لقريتهم وينابيعها وشلالاتها التي تعد من أهم مظاهرها ورموزها.
الخوري جورج راعي كنيسة البيضا تحدث عن أهمية بقاء النبع نظيفاً بالنسبة لأهل القرية، وأهمية نظافة النبع ومجرى النهر والمحافظة عليه لأنه شريان الحياة بالنسبة لسكان القرية التي يقصدها الزوار من كل حدب وصوب.

إيفانا ديوب