تحقيقاتصحيفة البعث

لنقف إلى جانبها!!

لا يخامر العقول أدنى شك في أن المرأة بكل تسمياتها، الأم والعاملة، و، و.. هي الضامنة الوحيدة لتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا من خلال تحملها لمسؤولياتها تجاه أسرتها ومجتمعها وحمايتهما. والحال ذاتها بالنسبة للمرأة في جميع المواقع الأخرى كونها الأقدر على الالتزام من جهة، وعلى القيام بدور التوجيه والتوعية من جهة أخرى. وذاكرتنا زاخرة بالأمثلة الشاهدة والموثقة لحقيقة أن نساء كثيرات أخرجن مقولة “أخوات الرجال” من شرنقة المثل الشعبي، والخلبية، إلى ميدان الممارسة الواقعية، فإصرارهن المشفوع بقسوة الظروف والمستجدات الحياتية والمعيشية في بعض جوانبه منحهن القدرة على تخطي التحديات وتعزيز الثقة بقدراتهن في كسر المستحيل وتجاوز الممنوعات الاجتماعية ذات السمة الذكورية. وأثبتن أن المرأة السورية قادرة على إعالة نفسها وأطفالها دون شهادة تحملها أو كفاءات وخبرات تتميز بها وقدمن على ذلك الدليل من خلال اقتحام ميادين عمل الرجال والعمل في مهن كانت لوقت قريب حكراً على المجتمع الذكوري فمن العمل في مهنة القصابة مروراً بأعمال الكهرباء و البناء وصولاً إلى العمل في ميادين النقل العام.. ولن يستطيع أحد إنكار أو تجاهل أنهن شريكات حقيقيات في بنية المجتمع السوري مهما اختلفت المواقف وتباينت الآراء من عملهن، ولا أحد يستطيع إنكار دورهن في المحن، وهذا مثبت عبر التاريخ، والشواهد على ذلك كثيرة حيث نجد أن المرأة تقف جنبا إلى جنب مع الرجل في المجتمع السوري وتتحمل معه أعباء الحياة.
وفي الوقت الذي تناضل فيه النساء في بعض الدول المتخلفة لتحصل على أبسط حقوقهن، تقدم المرأة في بلدنا نموذجا متقدما للمرأة العصرية التي تمتلك رجاحة الفكر والقدرة على المشاركة في صنع القرار، وهي أيضا صاحبة العزيمة والبأس عندما تقتضي الضرورة.
ولا يختلف اثنان على أن المتغيرات الجديدة تفرض عملا جديا لتأمين حاضنة قانونية تحمي المرأة، وخاصة في المرحلة الحالية وتؤمن لها فرصاً جديدة للعمل بما في ذلك إعادة النظر بقوانين عمل المرأة الموجودة لنحافظ على حقوقها حتى لو كان هذا العمل يخص الرجال فقط كما كان يعتقد.
المرحلة القادمة تفرض الإجابة على سؤال هام جدا يتعلق بإستراتيجية استثمار دور المرأة وقدراتها في إعادة بناء المجتمع بشكل كامل، وهنا نؤكد الثقة الكاملة بقدرة المرأة السورية على مواجهة هذا الفيروس من خلال ممارسة دورها الإرشادي والتوعوي والقيام بواجباتها الأسرية والوظيفية على أكمل وجه.. وعلى الجميع مساعدتها لتحقيق ذلك؟
بشير فرزان