ثقافةصحيفة البعث

تظاهرة فرح الطفولة.. فعاليات مستمرة لفرح العيد

بشار محي الدين المحمد

في خضمّ الظروف المعيشية الصعبة والتي تؤثر بشكل سلبي على أطفالنا لجهة تدني حصتهم من الترفيه والتسلية واللعب، وخاصةً خلال العطلة الصيفية، من الجميل أن نجد برامج ترفيهية ومجانية من وزارة الثقافة ومديرياتها لسدّ هذا النقص وتداركه ضمن الإمكانيات والمبادرات المتاحة.
ففي ثالث أيام عيد الأضحى أُقيمت في حديقة تشرين بدمشق، المسرح الروماني، ضمن فعاليات “تظاهرة فرح الطفولة” مسرحية للأطفال بعنوان “جحا والكنز”، وكان ملفتاً ازدحام العائلات وأطفالها في جميع أرجاء الحديقة ومظاهر الفرح والسرور والغناء التي فاضت من وجوههم وعيونهم المشرقة، بما يعكس رغبة الجميع في عيش لحظة السعادة مهما بلغ الضيق بهم. 
وقبل بدء العرض تجمّع الأطفال الصغار بجرأة للرقص على المسرح أثناء البروفات الصوتية، رغم طلب الكادر منهم النزول حرصاً على سلامتهم وانضباط العرض، وكان واضحاً حاجتهم للتفاعل وإظهار الفرح مع الموهبة مع الجرأة وسط ثناء الأهل والحضور لهم.
وما إن بدأ العرض حتى عاد الأطفال إلى أماكنهم وشعروا بالذهول لمجرّد رؤيتهم الألبسة المميزة قديمة الطراز للممثلين والممثلات وألوان الشعر والتنكّر، وطالب معظم الأطفال أهاليهم بالحصول على أشياء جميلة تشبه تلك التي ظهرت خلال العرض “كيس المال خمري اللون” و”صندوق الكنز المذهّب” والشعر الأزرق الذي ارتدته إحدى الممثلات خلال العرض، وبعضهم الآخر شعر بالخوف من قناع شخصية “حارس الطريق” ولجأ إلى أحضان الأهل حتى أنهت الشخصية دورها، ما يدلّ على قوة التفاعل وصدق التعبير من قبل أسرة العمل رغم بساطة الإمكانات المتاحة وفقر الديكور.
وازداد انتباه وهدوء الأطفال، حتى الكبار منهم، والذين أطلقوا عبارات ساخرة في بداية المسرحية، لتشدهم جمالية القصة والقيم التي طرحها أبطال العمل لجهة تكثيف جهود كل الأصدقاء، وعدم النظر إلى المال أو القوة وحدهما على أنهما كل شيء؛ فللوصول إلى النجاح لا بدّ من استثمار جهود الجميع، مع ذكائهم وتعاونهم في سبيل تحقيق الأهداف واقعياً.
كذلك أدخلت بعض الكلمات العامية المضحكة، ومشاهد رقص وسقوط بعض شخصيات العمل، مزيداً من البهجة والضحك وقوة الجذب.
ومع نهاية العرض، تمنّى الأطفال لو كان الوقت أطول “المدة أقل من ساعة”، كما تمنّوا وجود نوع من التفاعل كإجراء مسابقات، ولقاءات للأطفال على خشبة المسرح تشجيعاً للكثير من المواهب التي ربما لم تكتشف لديهم حتى الآن، إضافةً لغياب فعاليات الرسم على الوجوه التي تعتبر كـ”إثبات لحضور العرض” لدى الكثير من الأطفال أمام أصدقائهم.
ولكن بالنهاية لا يمكننا إنكار جمالية وأهمية هذه الفعاليات في نشر الفرح وغرس القيم الثقافية والتربوية في أذهان فلذات أكبادنا.