أخبارصحيفة البعث

بعد “الصحة العالمية”.. ترامب يبتز هارفرد!!

بعد أيام من ابتزاز البيت الأبيض منظمة الصحة العالمية بتعليق المساعدات الأميركية لها، أصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التغطية على إخفاقات إدارته في احتواء تفشي الفيروس في بلاده، وشدّد على وجوب أن تسدّد جامعة هارفرد، الأغنى في العالم، ملايين الدولارات التي تلقتها في إطار حزمة تحفيز حكومية تهدف إلى حماية الاقتصاد من تداعيات “كوفيد 19”.

وقال ترامب في مؤتمره الصحافي اليومي حول الوباء: “هارفرد.. عليك أنت تعيدي هذا المال”، محذّراً من أنه “إذا لم يفعلوا ذلك، فسنقدم على شيء آخر”.

وأضاف الملياردير الأمريكي، والذي ينصب اهتمامه على حملته الانتخابية القادمة والتغطية الإعلامية لها، “لا أحبّذ ذلك على الإطلاق. هذا المال مخصص للعمال. ليس مخصصاً لإحدى أغنى المؤسسات في العالم”!.

وبعد وقت قصير من تصريحات ترامب، كتبت الجامعة، التي تقع في كامبريدج في ولاية ماساتشوسيتس، أنها تلقت 8.6 ملايين دولار كجزء من حزمة تبلغ 2.2 تريليون دولار تمّت الموافقة عليها الشهر الماضي لتحفيز الاقتصاد الأميركي بمواجهة انتشار وباء كوفيد-19، وذكرت أنّ مئة في المئة من الأموال التي تلقتها ستمنح للطلاب “الذين يواجهون احتياجات مالية ملحّة جراء وباء كوفيد-19″، وشدّدت على أنّ الأموال لم تدرج في خانة برنامج حماية الراتب لإغاثة الشركات الصغيرة، واعتبرت هارفرد أن “ترامب محق في أنه لم يكن مناسباً لمؤسستنا تلقي أموال مخصصة للشركات الصغيرة التي تكافح” للصمود، من دون أن تستجيب مباشرة لدعوة ترامب إلى تسديد الأموال.

وشن نشطاء أميركيون من مؤيدي ترامب على تويتر حملة انتقادات ممنهجة ضد المؤسسة التربوية، الأغنى في العالم، جراء تلقيها هذه الأموال في وقت يكافح فيه عدد كبير من العاطلين عن العمل لتغطية نفقات السكن والغذاء، وقالت مستخدمة لمواقع التواصل الاجتماعي إيلين سليدج: “أعيدوها. كل شخص، حرفياً كل شخص، يحتاجها أكثر منكم”، فيما كتب موقع برنامج “ذي دايلي شو” الكوميدي الشهير في تغريدة تعليقاً على الموضوع: “في المرة الأخيرة التي نالت فيها هارفرد هذا المبلغ الكبير من المال من دون مبرر، كان عليها قبول جاريد كوشنر”، صهر ترامب.

وتخصص خطة التحفيز 30.8 مليار دولار لوزارة التربية من أجل دعم المدارس والجامعات المغلقة في جميع أنحاء البلاد.

وذكرت صحيفة “هارفرد كريمسون” أن هبات الجامعة، وهي الأكبر من نوعها في العالم، قدّرت عام 2019 بـ 40.9 مليار دولار، رغم أنها نقلت عن إداريين ترجيحهم انخفاضها إلى “نحو نصف ثلاثين ملياراً” جراء فيروس كورونا المستجد.

يذكر أن ترامب أعلن الأسبوع الماضي تعليق التمويل الضخم الذي تقدّمه بلاده لمنظمة الصحة العالمية والمقدّر بنحو 400 مليون دولار، تمثّل 15 في المئة من ميزانيتها السنوية، بينما تُراجع واشنطن الأسلوب المعتمد في التعامل مع جائحة كورونا من قبل المنظّمة التي اتّهمها ترامب بالترويج لـ”المعلومات المغلوطة”، والتي أدّت وفق تصوّره إلى تفاقم تفشّيه.

وواجه قرار ترامب انتقادات واسعة من قبل العديد من الدول، بما فيها روسيا، كما انتقدته رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، معتبرة أن القرار غير عقلاني وأحمق وخطير.