أخبارصحيفة البعث

المستشفيات ليست ساحات قتال!

تقرير إخباري

بينما تواصل “إسرائيل” تصعيد وتيرة القصف لمجمع الشفاء الطبي طالب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، باتخاذ إجراءات فورية لكبح جماح المذبحة الجارية في غزة، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال “الإسرائيلية” مجمع الشفاء.

و في بيان له قال غريفيث، أنه شعر بالفزع من أنباء الغارة العسكرية ” الإسرائيلية” على أكبر مستشفى في غزة، حيث يحتمي مئات المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية وآلاف النازحين، مضيفاً أنه بينما تبلغ المذبحة في غزة مستويات جديدة من الرعب كل يوم، يواصل العالم مشاهدة ذلك في حال من الصدمة، بينما تتعرض المستشفيات لإطلاق النار، ويموت الأطفال الخدج ويُحرم السكان بأكملهم من وسائل البقاء الأساسية.

وللإشارة، جاءت مداهمة قوات الاحتلال “الإسرائيلية” لمستشفى الشفاء بعد أيام من تطويقها للمنشأة وبدء قصفها، متهمة المقاومة باستخدام المستشفى والأنفاق الموجودة تحته في عمليات عسكرية.

في السياق، أيدت الولايات المتحدة تصريحات “إسرائيل”، على الرغم من نفي اللجان الدولية لمزاعم “إسرائيل”، وادعى المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أن لدى الولايات المتحدة معلومات تفيد بأن المقاومة استخدمت المستشفيات في قطاع غزة، والأنفاق تحتها لإخفاء العمليات العسكرية واحتجاز الرهائن.

من جهتها، أفادت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير صدر قبيل غارة يوم الأربعاء الماضي إن الحكومة “الإسرائيلية” لم تقدم أدلة لتبرير هجماتها على مجمع الشفاء الطبي وغيره من مستشفيات شمال غزة، والتي توقف معظمها عن العمل بسبب نقص الوقود والإمدادات الأخرى.

كما كشف رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة، أن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” قام بعصب أعين الفارين الذين احتموا من القصف في المستشفى، وتجريدهم من ملابسهم ونقلهم إلى جهة مجهولة و بدل تقديم المساعدات الطبية، جلبوا لهم الموت.

ووفقاً لمسؤولين في غزة، تم دفن حوالي 170 جثة في مقبرة جماعية في باحة مجمع الشفاء، حيث لم يكن هناك طريقة أخرى لدفنهم بأمان خارج المستشفى بسبب الهجمات “الإسرائيلية”.

من جهتها، ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” نقلاً عن وزارة الصحة الفلسطينية، إن 40 مريضاً، من بينهم ثلاثة أطفال، لقوا حتفهم منذ نفاد الوقود من مولد الطوارئ في المستشفى، كما يواجه 36 طفلاً من الخدج هناك خطر الموت بسبب انقطاع الكهرباء للحاضنات.

جدير بالذكر، أن حملة القصف “الإسرائيلية” والغزو البري والحصار أدى إلى استشهاد أكثر من 11 ألف شخص في مختلف أنحاء قطاع غزة، لكن الهجمات الأخيرة على مستشفيات القطاع جعلت من المستحيل على مسؤولي الصحة في غزة الوصول إلى المرافق لإحصاء عدد الشهداء والمصابين، ويعتقد أن آلافاً آخرين استشهدوا منذ تحديث حصيلة القتلى الأسبوع الماضي.

سمر سامي السمارة