تحقيقات

عمال طرطوس.. إصرار على الإنتاج.. وثبات في مواقع العمل

يستقبل عمال الوطن عيدهم في الأول من أيار وهم أكثر صموداً وإرادة على متابعة العمل في ميادين الإنتاج، مناضلين بكل ما أوتوا من قوة لصد أي اعتداء على مقدرات شعبنا، فعلى مدى تسع سنوات من عمر الحرب شكلت الطبقة العاملة السند الحقيقي والرديف الأساسي للجيش العربي السوري في معركة الوجود والكرامة، حيث أثبت عمال الوطن صموداً قل نظيره وثباتاً أذهل العالم، فكانوا الحصن الحصين والسد المنيع بإفشال كل المخططات الشيطانية بإصرارهم على إدارة عجلة المنشآت والمعامل دون توقف.
وفي عيد العمال يجدد العمال التزامهم بمبادئ دافعوا عنها وضحوا من أجلها وحملوا على كاهلهم أعباء النضال في أشد الظروف صعوبة، وبذلوا العرق والدم طيلة عقود من الكفاح والنضال الشاق .
وللوقوف على إنجازات الطبقة العاملة وماذا تحقق لها.. كان لـ”البعث” حوار مع أحمد خليل رئيس اتحاد عمال طرطوس، حيث أكد أن عيد العمال هو عيد العطاء واليد المنتجة، وهذه المناسبة تعني التمسك بالانتماء الوطني ودفع عجلة الإنتاج لتحقيق الاستقرار الاجتماعي وزيادة وتيرة العمل، وفي هذا العيد لابد أن نستذكر بكل فخر واعتزاز أرواح شهداء سورية ونخص شهداء الطبقة العاملة الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.

رديف صلب
استمر عمالنا ببذل الجهد لبقاء المصانع والمعامل تعمل بالطاقة القصوى رغم الحرب الآثمة والمؤامرات الجائرة التي حيكت ضد الوطن بكل طاقاته وبناه التحتية فعملوا على إصلاح ما دمرته الحرب بصمودهم، وحول ذلك أضاف رئيس الاتحاد: بعد تسع سنوات من الحرب الكونية ما زال عمال سورية يجاهدون بكل طاقاتهم على استمرارية عمل المؤسسات على الرغم من تعرضهم للمخاطر ولم يتوانوا عن أداء عملهم الوطني، وكانوا رديفاً صلباً إلى جانب بواسل الجيش العربي السوري، وهم اليوم يجددون العهد والإصرار على إعادة بناء وإعمار سورية، وهذا يمثل لهم معنى العيد الحقيقي بعودة سورية إلى سابق عهدها مستقرة آمنة.
وقدمت الطبقة العاملة في سنوات الحرب الجائرة العديد من الشهداء والجرحى الذين نفخر ونعتز بهم إلى جانب شهداء الجيش العربي السوري تلك الحرب القذرة لم تزد عمال الوطن إلا العزيمة والإصرار والإيمان والانتماء للوطن، كما زادتهم صلابة لتبقى المعامل والمصانع تعمل رغم الصعوبات والدمار الذي أصابها فاكتسبوا الخبرة والثقة بالنفس والخبرات الوطنية التي برزت في ظل الحصار.

جاهزية تامة
يقول السيد الرئيس بشار الأسد: “إن عملية إعادة الإعمار تبدأ من بناء الإنسان”، وللحديث عن أهمية الدور الذي تقوم به الطبقة العاملة لإعادة إعمار الوطن أشار “خليل” إلى أن الاتحاد العام لنقابات العمال أوصى بمؤتمره للدورة السابعة والعشرين بإقامة دورات مهنية لتدريب الكوادر السورية على استحقاقات عملية لإعادة الإعمار ولطالما أكد عمال سورية الجاهزية التامة لهذه المرحلة وهم على أتم الاستعداد لها.

الحامي والضامن الأول
بالانتقال للحديث عن أهمية انتساب العمال للتنظيم النقابي نتيجة ما تحقق للعمال من قبل منظمتهم النقابية، لفت رئيس الاتحاد إلى أن للتنظيم النقابي دور فعّال وما زال هذا الدور يتطور مع تطور المراحل المتعاقبة التي يمرّ بها وطننا، وهذا ينعكس إيجاباً على العمال وعلى سبيل المثال لا الحصر تم إحداث الوحدات الإنتاجية التي يعود ريعها لصندوق أسر الشهداء والجرحى من الطبقة العاملة، وتم تسخير جميع موارد الصناديق لصالح العمال وإحداث مؤسسات الرعاية الصحية العمالية في المحافظات وغيرها بتوجيه من الاتحاد العام لنقابات العمال، ولا تتوقف مظلة التنظيم النقابي على ذلك بل هو الحامي الأول لحقوق العاملين والدفاع عن مصالحهم والمطالب بجميع الاستحقاقات المعنوية والمادية ويتجلى دوره أيضاً بتشميل بعض العمال بالأعمال الشاقة والخطرة والرعاية من حيث الصحة والسلامة المهنية وغير ذلك.

اهتمام خاص ورعاية مستمرة
يولي السيد الرئيس اهتماماً خاصاً بالعمال ورعايته مستمرة لهم، حيث يتابع باهتمام نضال الطبقة العاملة في مجالات العمل والإنتاج، وهنا أشار رئيس الاتحاد إلى أن اهتمام السيد الرئيس بالعمال جلي وواضح من خلال تكريم الطبقة العاملة وإعطائه الأولوية والأهمية لتوجيه الحكومة لمصالح العمال والمراسيم التي صدرت لتحسين الوضع المعيشي، وأكد سيادته في لقائه المشاركين في الملتقى النقابي الدولي الثالث للتضامن مع سورية الذي عقد بدمشق في العام 2019 على دور العامل الذي هو جزء مهم في المجتمع وأساسي للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، وأنّ بناء الوطن ينطلق من مشاركة جميع الشرائح في المجتمع والعمال هم الشريحة الأوسع، وهذه الثقة التي منحها السيد الرئيس للعمال تحملنا جميعاً مسؤوليات مضاعفة وبذل المزيد من الجهد لبناء الوطن والتفاني في سبيل انتصاره على القوى التكفيرية والرجعية والحرب الآثمة عليه.

تلبية مطالب العمال
تواكب المنظمة النقابية متطلبات عمالها كما كانت جزءاً فعّالاً في صناعة القرار، وبالحديث عن أهمية دور التنظيم النقابي، وماذا قدم لعماله خلال عام أوضح خليل المبالغ المقدمة للعمال من النقابات التابعة لاتحاد عمال محافظة طرطوس خلال عام 2019، حيث بلغ مجموع الإعانات المالية من صناديق المساعدة الاجتماعية /198,588,619/ ل.س ومجموع الإعانات نهاية الخدمة /363,647,989/ ل.س، وبلغ مجموع القروض الممنوحة لعام 2019 /1,596,227,000/ ل.س، ومجموع العمال الذين استفادوا من القروض /33591/ عاملاً، وفي قطاع الإسمنت تم تحويل عقود /845/ عاملاً مياوماً إلى عقود سنوية، وفي شركة مرفأ طرطوس تم تحويل حوالي /1700/ عامل من عمال البطاقة إلى عقود سنوية، وفي فرع المحروقات تم تحويل /40/ عاملاً من عقود موسمية إلى عقود سنوية.

الدور الأساس
ويعد القطاع الصحي من أهم القطاعات في المجتمع لأنه يعنى بصحة الإنسان، والعاملون فيه كان وما زال لهم الدور الأساسي خلال سنوات الحرب على سورية من خلال تواجدهم في كافة المؤسسات الصحية، وهنا بيّن رئيس الاتحاد أن لوزارة الصحة الدور الكبير في منع انتشار فيروس كورونا من خلال الإرشادات والتدابير التي اتخذتها للحد من انتشار هذا الوباء، ما جنّب الشعب السوري المخاطر الصحية، وبرز هذا الدور جلياً بانكفاء انتشار هذا الوباء من خلال قلة أعداد المصابين واتباع البرتوكول العلاجي الخاص بالتصدي لهذا الوباء، مشيراً إلى الجهد الذي يبذلونه ونتيجة لجهدهم قدمت الحكومة مكافأة لشهرين نتمنى أن تشمل كافة العاملين في القطاع الصحي لأنه عمل متكامل وجماعي.

القدوة والمثل الأعلى
المرأة هي مصدر الحياة ومصنع الرجولة وعنوان الوطن، كيف لا وهي نصف المجتمع وأم لنصفه الآخر، وهنا نتحدث عن المرأة السورية بالتحديد التي هي القدوة والمثل الأعلى كما قال السيد الرئيس بشار الأسد:
” مالم تأخذ المرأة دورها كاملاً فإن ثغرة واسعة ستظل قائمة في المجتمع والوطن” .. وبالحديث عن أهمية دور المرأة العاملة ولا سيما خلال سنوات الحرب والأزمات، رأت سميرة سليمان عضو مكتب تنفيذي في الاتحاد وعضو لجنة المرأة العاملة أن المرأة أثبتت فاعلية من خلال دورها في المصالحات الوطنية للتخفيف من معاناة الأهالي، خصوصاً في المناطق الساخنة، كما أثبتت وجودها بالأعمال التي أوكلت إليها وقيامها بأعمال شتى من أجل إعالة أسرتها من الخبز وغزل الصوف وغيرها الكثير واتبعت سياسة التدوير والتدبير والترشيد، كما تحدت الظلم والاستعباد ووقفت في وجه كل العواصف والأعاصير التي تستهدف الوطن ففي كل بيت حكاية صمود وإرادة وأسطورة شموخ ومقاومة، وفي كل بيت أم زفت فلذة كبدها عريساً للوطن على أنغام زغاريدها أو أخت قبلت جبين المجد حين أهدته أخاها شهيداً، أو زوجة احتضنت أطفالها معاهدة نفسها على تربيتهم على قيم وأخلاق زوجها الشهيد.

دور ريادي في كافة الميادين
ولفتت سليمان إلى أن كل هذا لا يعني أن المرأة السورية لم تهتم بنفسها وثقافتها وتحصيلها العلمي، حيث وصلت إلى أعلى درجات العلم، كما أنها لم تكف عن ممارسة دورها في ميادين جديدة ولا أدل على ذلك من دورها الريادي في التصدي للوباء العالمي ” فيروس كورونا المستجد” فهي الطبيبة والممرضة التي سهرت على صحة المواطنين، وهي المرأة العاملة التي قامت بتوزيع أدوات التعقيم والكمامات على العمال في مواقع عملهم، إضافة إلى توعية العمال عن خطورة هذا الفيروس وعن كيفية انتقاله من شخص لآخر.

تاريخ حافل
سيبقى عمال الوطن يتحملون المسؤولية ويدافعون عن مكاسبهم ويعون دورهم في إطار المصلحة الوطنية والقومية، فتاريخ الطبقة العاملة في سورية حافل بمآثر النضال الوطني والكفاح السياسي والمواقف المتميزة.
دارين حسن