اقتصادصحيفة البعث

“الاتصالات” تستغل كورونا!!

ليس التّجار وحدهم يستغلون “كورونا” لرفع الأسعار، فجهات أخرى تفعلها أيضاً كشركة “السورية للاتصالات”!.

في الشهرين الماضيين، كدنا أن نُصدّق إدارة “الاتصالات” بتصريحاتها المتكررة عبر وسائل الإعلام بأن العمل بنظام “الباقات” لن يرفع أسعار الشرائح، بل الهدف تسريع الإنترنت وتحقيق العدالة بين المشتركين. ولكن ما حدث أن “السورية للاتصالات” كانت تخطّط منذ البداية لرفع أسعار الخدمة ليس للشركات والمؤسسات القادرة على تحمّل ارتفاع الأسعار، وإنما على مشتركي الخدمة في المنازل أيضاً، وهم المتضررون الوحيدون من قرار تطبيق “الباقات”.

لقد مرّ شهر آذار بهدوء لأن “السورية للاتصالات” قدمت 50% باقات مجانية للمشتركين، ولكن بعد النصف الثاني من نيسان عانى المشتركون من كافة الباقات من بطء شديد في سرعة الإنترنت! واتضح سريعاً أن “السورية للاتصالات” كانت تتوقع شكاوى المشتركين، بل بدا لنا أنها كانت تنتظر بفارغ الصبر ارتفاع الصوت عالياً من بطء الإنترنت لتحصد استغلالها “البشع” لأزمة كورونا!

وإذا كان الأمر عكس استنتاجاتنا، فبماذا نبرّر تصريح مدير شركة السورية للاتصالات الصريح جداً، إذ أعلنها مباشرة: بالاقتراب من نهاية الشهر يتوجب على المواطنين الذين يستخدمون الانترنت الثابت، ويلاحظون تراجع سرعة الخدمة، شحن باقاتهم من جديد، لأنها تكون استنفدت، من دون أن يعرفوا ذلك!

أليس تصريح مدير “الاتصالات” هو اعتراف صريح برفع أسعار الإنترنت؟!

وعلى عكس ما روّجته الشركة خلال حملتها الإعلانية لتطبيق نظام الباقات، فإنها اعترفت مؤخراً أنه في آخر كل شهر تنخفض سرعة الإنترنت من 4 ميغا مثلاً إلى 1 ميغا، كما تنخفض سرعة 2 ميغا إلى ما دون سرعة السلحفاة تقريباً!

ولم يتردّد مدير الشركة، الذي اعترف بانخفاض سرعة الباقات إلى الربع، بحثّ المواطنين على شحن باقات جديدة متناسبة مع حجم استهلاكهم حتى نهاية كل شهر!.. إنها دعوة لإرغام مستخدمي الإنترنت الملتزمين بالحجر الصحي للإذعان لرفع “السورية للاتصالات” لأسعار الإنترنت.

ونستشفّ من تصريح مدير الشركة أن توقيت تطبيق نظام الباقات لم يكن مصادفة، بل تمّ ضبطه بعناية مع شهر رمضان، وإلا ماذا يعني قوله: مع بداية شهر رمضان المبارك، أصبح هناك ضغط كبير على باقة الانترنت الثابت، لذا فإنها تستنفد بسرعة، ويصبح هناك بطء في سرعة الانترنت!!

لو كانت شركة الاتصالات خاسرة لبررنا إقدامها على رفع أسعار خدماتها، سواء ما قبل كورونا، أو خلال انتشارها، ولكن أرباح الشركة بالمليارات، فما حاجتها لمزيد من الأرباح تشفطها من مواطنين بأمسّ الحاجة للإنترنت في منازلهم؟

أكثر من ذلك.. المشترك البعيد عن مراكز الهاتف، وباعتراف الفنيين، لا يستفيد من السرعة الفعلية للباقة، ومع ذلك لم تقم الشركة بتقوية الخطوط الهاتفية الثابتة كي لا تفقد الجزء اليسير من أرباحها التي تُقدّر بالمليارات سنوياً.

بالمختصر المفيد: نجحت “السورية للاتصالات” بإرغام المشتركين على الإذعان لرفع أسعارها، والتي تصل إلى 100% في حال اضطر المشترك للحفاظ على سرعة الإنترنت التي “تعوّد” عليها على مدى السنوات الماضية!

علي عبود