Uncategorizedتحقيقات

الطفل الخجول.. توتر وقلق وعزلة!!

الطفل الخجول لا يجرؤ عادة أن يبتعد عن والديه ،ويرفض السلام على الآخرين ويختبئعندما يرى الغرباء ، وفي المدرسة,يُصاب بالذعر أن وُجهّت إليه المدّرسة سؤالاً ويخفي رأسه كي لايلتقي نظره بنظرها.يعرف الطفل الخجول باكراً جداً ، فهو في المدرسة عادة لايبادر بأي عمل ويبقى قابعاً في الزاوية يراقب زملاءه من بعيد دون أن يشاركهم نشاطاتهم وألعابهم .وفي السادسة من عمره يشعر الطفل الخجول بالتوتر والقلق لمجرد فكرة الاحتكاك بالآخرين ، وبهذا يُصاب بنوع من العزلة.وفي الصف- يخاف – مثل هذا الطفل أن يتلفظ بحماقة تثير سخرية زملائه ,فيبقى خائفاً من قول أي كلمة وقد ينسيه هذا الخوف ما تعلّمه ، وعندما يحصل على درجات متدنية يزداد خوفاً وخجلاً وتقل ثقته في نفسه أكثر فاكثر.
العزلة
يحاول الطفل الخجول عادة تجنب المواقف التي تزيد من قلقه . ومع أنه يشتاق في كثير من الاحيان إلى مشاركةالآخرين ألعابهم أو الخروج في نزهة مع أهله ,لكنه يتحجج بالواجبات أو الشكوى من ألم.وفي مرحلة المراهقة ,يجد الطفل الخجول صعوبة في مواجهة الجنس الآخر ، ويشعر أنه متضايق في أي مكان يوجد فيه من هم ليسوا من جنسه في عالمه مدعياً انه مرتاح كثيراً في عزلته.أما أسباب الخجل عند الأطفال عموماً فهي كثيرةومعقدة ، ولإزالة هذه الأسباب يقترح علماء النفس اليوم تغيير تصرفات الطفل بدلاً من تحليلها .أما الهدف من ذلك فهو تدريب الطفل الخجول على كل ما يسبب له الخوف.ويعتمد بعض علماء النفس على الألعاب لزرع الثقة في نفس كل طفل خجول .وهذه ثلاثة ألعاب يمكن القيام في المنزل ودعوة بعض أصدقاء الطفل إليها ,وهي ليست علاجالكنها ألعاب يمكن لأي طفل أن يتسلّى بها:
لعبة النظر
عادة ما يهرب الطفل الخجول من الانظار الموجّههة إليه ويرتعب لمجرد فكرة أن هناك من ينظر إليه .فلنلعب معه إذاً : ” ثبّت نظرك في نظري وأنا أفعل بالمثل ” والذي يستطيع تثبيت نظره في نظر الآخر لأطول مدة يكسب شوطاً .يمكن أن تبدأ اللعبة بين الطفل وأحد والديه ,ثم تنتقل إلى الخالة أو العم وإلى أطفال آخرين ,كما يمكن في مرحلة لاحقة أن يلعب الطفل مع زملائه في المدرسة في أثناء الفرصة في باحة الملعب.
لعبة الصحافي : يمكن ان يلعب الطفل مع غيره وبالمناوبة ,لعبة الصحافي الذي يجري لقاء أمام المشاهدين كما يحدث في التلفزيون ، وبعد مرحلة من الازعاج ,يتعلم الطفل تدرجياً رفع طبقة صوته وعدم التأتأة أو التراجع.
لعبة العواطف
لايجرؤ الطفل الخجول عادة على التعبير عن المشاعر التي يحس بها خوفاً من مواجهة حكم الآخرين عليه,لذا يحتفظ بمشاعره لنفسه ، لكنها إذا كانت جياشة فقد تنفجر بعد فترة من الزمن ولأتفه الأسباب .ولتجنب الطفل تلك العاصفة المفاجئة من الحزن ,يمكن ان نلعب معه لعبة تقليد الحزن والغضب بالوجه ، وعليه أن يعرف المشاعر التي تسيطر علينا في تلك اللحظات.وعلى الطفل أن يقلّد بدوره بعض المشاعر السلبية لنعرف أي مشاعر هي التي اختارها.أما الهدف من هذه اللعبة فهو تخفيف حدوة التوتر المرتبط بالعواطف بحيث يتعلم الطفل ألا يكبت عواطفه عندما تجيش بداخله.
إبراهيم أحمد