تحقيقاتصحيفة البعث

“توالف البيئة” بمعارض مدرسية في الحسكة

تستثمر الكثير من الكوادر التربوية توالف البيئة لصنع العديد من اللوحات الفنية والأدوات لتكون وسائل توضيحية لشرح المناهج التدريسية، بعضهم يبذل جهوداً مميزة في هذا المنحى، حتى بات شغله الشاغل الاهتمام بتوالف البيئة، والأهم أنهم يشجعون ويحفزون طلابهم للتعلّم، والاستفادة، واستثمار التوالف بالشكل السليم والمفيد.
في مدرسة “سليمان عزو” بمدينة القامشلي، يعد المعلّم حمد العبد أحد أبرز من يسخّر جهده في سبيل الاستفادة من توالف البيئة، أنجز منها الكثير من الأدوات واللوحات الفنية التي دخلت المعارض الفنية بأبهى الصور، وقد نال الإعجاب والتقدير من مدرسته والجهات التربوية لأكثر من مناسبة، التقدير ذاته ناله من المعنيين على المعارض الفنية في المدارس، وقال عن تجربته مع توالف البيئة واستثمارها: “من صغري وأنا عاشق للفن، خاصة الرسم والخط العربي، ومحب لكل أشكال الجمال، ولأنني تربوي فمن الواجب أن أساهم بالحفاظ على بيئة جميلة، وخلال تجربتي وجدت أن البيئة فيها توالف يمكن أن نصنع منها وسائل مهمة ومفيدة، وهو ما كان بالاستعانة بأدوات إيضاحية من تلك التوالف، وكل درس أو منهاج يتطلب أدوات أساهم مع تلاميذي بإنجازها معاً لأزرع بداخلهم حب الإبداع والعلم بالشكل الصحيح، بهذه الصورة تنتقل وتنتشر رسالة التربية الحقيقية، منذ أن تعينت في السلك التربوي وأنا في هذا النهج”.
للعبد تجربة في ملاعب كرة القدم، وينهج النهج التربوي ذاته في الملاعب، قال عن ذلك: “أعتبر ضمن الكادر التدريبي للإشراف على فئات وبراعم نادي الجهاد الرياضي، أتعامل معهم تربوياً ورياضياً، ونصنع معاً أدوات ووسائل رياضية من توالف البيئة أيضاً، إذاً الرسالة واضحة بأن التوالف تستثمر في كل مجالات الحياة”.

لوحة فنية
في مدرسة “الحسن بن الهيثم” في مدينة الحسكة، كان الحديث مع المعلمة ازدهار الجاسم، وعن اهتمامها باستخدام توالف البيئة في دروسها ومعرضها الفني، قالت عن ذلك: “بشكل دوري أحفّز طلابي لإنجاز معرض فني ومشغل يدوي من خلال توالف البيئة، أحفّزهم للمنافسة في سبيل إنجاز الأهم والأفضل، تغمرهم سعادة كبيرة وهم ينجزون أعمالاً مهمة من التوالف، من كل شيء نصنع لوحة فنية وأداة تعليمية، حتى من علبة البسكويت، وأوراق الأشجار، والأحجار المتناثرة، يشعر الطفل الصغير في دراسته الابتدائية بسعادة كبيرة عندما يحوّل شيئاً من العراء إلى شيء مفيد، هذا هو دور التربوي بأن يبني ويصنع ويعلّم”.

غير مسبوق
وفي بلدة عامودا شمال الحسكة، التقينا أحد مدرّسيها الذين يسعون للوصول إلى قائمة غينيس للأرقام القياسية، فما ينجزه المعلم ماجد العلي مميز وغير مسبوق في المنطقة، ويستثمر توالف البيئة بطريقته الرائعة، قال عن ذلك: “أنا صديق للبيئة منذ الصغر، وعاشق للفن والأدب والرياضة، وهذه العناوين جمعتني مع البيئة بكل ما فيها، منذ تعييني في مدارس التربية بداية التسعينيات وأنا حريص للتواجد قبل الطلاب قبل ساعتين لأقوم بحملة نظافة شاملة، أجمع ما هو مفيد ويستثمر، وكان توجهي لأكياس البطاطا بشكل خاص، حيث أقوم بصناعة سجادة منها، وقد أخذت حتى الآن آلاف الأكياس يصل طولها لأكثر من 90 متراً، وعرض 2 متر، صرفت عليها أكثر من 130 ألف كيس فارغ من البطاطا، أسعى من خلالها لإضافة اسم سوري لقائمة غينيس، أجمع الأكياس من الحي والشارع والمدرسة، بات شعوراً بأن الحلم يقترب كثيراً وعليّ الوصول إليه مهما كلفني من الجهد والتعب”.
يشارك العلي زملاءه وطلابه في حملات النظافة، فقد خصص غرفة في المدرسة فيها عشرات القطع والوسائل، يستفيد منها جميع المدرّسين أثناء الشرح، وأضاف قائلاً: “أجمع كل ما هو موجود ضمن باحة المدرسة، أنجز وسائل مساعدة للمدرسة والمدرّسين، شكّلت مجسمات وألعاب جدول الضرب الخاصة بمادة الرياضيات، وعواصم العالم، ومن العلب هناك ألوان عديدة وكثيرة يستخدمها المدرّسون في شرح الدرس، وبالنسبة لأوراق الشجر يتم تدوين أسماء الأدباء والكتّاب والشعراء عليها، أما العلب فكانت تلوّن من خلال التوالف المتعددة، وصنعت من أجل ألعاب ومسابقات للأطفال، علماً أن كل ما يرمى في الشعبة الصفية أو الباحة أبدأ بجمعه وأستفيد منه لتكون رسالة إلى الطفل، حتى الورق أصنع منه لعبة للأطفال، وقمت بجمع الزجاج المكسور، وزوائد الأقمشة والخشب، وأوراق الأشجار، وعلب الشراب والحليب والألمنيوم، وصنعت منها عشرات وسائل الإيضاح والتوضيح للمواد والمناهج الدراسية، بالإضافة لإنجاز معارض فنية”.

عبد العظيم العبد الله