صحيفة البعثمحليات

الأولوية لتأهيل المساحات المتضررة باللاذقية

اللاذقية- مروان حويجة

تعرّضت غاباتنا خلال العام الماضي لحرائق حراجية هي الأقسى والأعتى على مدى سنوات بما ألحقته من أضرار وما التهمته من مساحات وما طالته من تدمير للتنوع الحيوي الطبيعي، وإذا كانت الخسارة الحاصلة فادحة بكل المقاييس والحسابات، ليس أقلها تشويه جمالية الغطاء الحراجي الذي يكسو المناطق الجبلية والهضابية التي تشكل مواقع مهمّة للتنوع الحيوي البيئي والتنموي ومقاصد للسياحة والاصطياف والاستجمام وغيرها من آثار بيئية كارثية، فإن الأولوية المستعجلة التي تفرض نفسها على قائمة أولويات المعالجة تكمن في إعادة ترميم ما دمّرته الحرائق وتأهيل المساحات المتضررة والمناطق المحروقة، وهذه الأولوية أكثر ما تحتاجه خطة وطنية شاملة مخصّصة للمناطق المحروقة بكل ما تعنيه الخطة من دراسة ومحتوى ومحاور وكوادر وتجهيزات واعتمادات.

وحول إجراءات وأولويات العمل بما يخصّ المواقع الحراجية التي تعرّضت للحرائق وتشجير تلك المناطق، أوضح رئيس قسم الحراج والغابات في مديرية الزراعة المهندس باسم دوبا أن هناك لجاناً تمّ تشكيلها من جامعة تشرين وفنيين من قسم الحراج والغابات في مديرية زراعة اللاذقية لدراسة كل جزء من المواقع المحروقة، لأن كل جزء يحتاج لمعالجة مختلفة، فهناك مواقع تحتاج لتجدّد طبيعي، وأخرى تحتاج لإزالة أشجار أو زراعة بذور أو استصلاح للأراضي، ومن الضروري أن يكون التدخل مدروساً، مشيراً إلى خطة واسعة لتشجير الأراضي المحروقة إلى جانب ترميم نحو 2200 كيلو متر من الطرق الحراجية وخطوط النار، علماً أن المديرية تنفذ خطتها لاستصلاح الأراضي المحروقة على مستوى المحافظة، وتمّ زج كل الآليات في عدة مواقع متفرقة بريف المحافظة لتنفّذ كامل الخطة، في وقت تتوفر فيه جميع مستلزمات العمل من كوادر التشجير المثمر ومديرية استصلاح الأراضي ودائرة الحراج، وتوفر أكثر من مليون غرسة حراجية متنوعة في مشاتل المديرية.

وحول خطة المديرية لاستصلاح الأراضي الزراعية أشار مدير الزراعة منذر خيربك إلى أنها تشمل نحو 500 هكتار لأراضٍ تعرضت للحرائق خلال الفترات السابقة ولا تصلح للتجدّد الطبيعي، حيث يتمّ تنفيذ مدرجات لإعادة التشجير وسهولة الوصول إلى الحراج وسقايتها ورعايتها، مؤكداً أن التشجير خلال الفترات السابقة على المدرجات أعطى نتائج إيجابية في سرعة النمو، مبيناً أن المديرية قامت بتوزيع وبيع الغراس الحراجية والمثمرة للموسم الزراعي ٢٠٢٠- ٢٠٢١ في جميع مراكز الإنتاج الزراعي، وأن الأولوية في عمليات توزيع وبيع الغراس على الفلاحين هي للمتضررين من الحرائق نظراً للأضرار التي نتجت عن الحرائق بالمحافظة، لافتاً إلى تخصيص نحو ٣١٩ ألف غرسة زيتون و٦٠ ألف غرسة حمضيات للتعويض على المتضررين من الحرائق الذين ماتت أشجارهم وفق إحصائيات أولية نظمتها اللجان الحقلية، مبيناً أن باقي الغراس سيتمّ توزيعها وفق تعليمات وزارة الزراعة. ولفت إلى دعم أسعار الغراس في مشاتل المديرية، حيث تقلّ أسعارها عن المشاتل الخاصة بمعدل 5 أمثال ضمن التوجّه الحكومي لدعم الفلاحين، فضلاً عن نوعيتها الجيدة وخلوّها من الأمراض والآفات وتميزها بالجودة والنوعية، ويتوفر في مشاتل الغراس التابعة للمديرية نحو ١،١٣٤ مليون غرسة مثمرة، وذلك إضافة إلى الغراس الحراجية.