ثقافةصحيفة البعث

فنانون شباب في “البيت الأزرق”

تُعرض حالياً في صالة “البيت الأزرق” أعمال لمجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب، إلى جانب مجموعة أخرى من الأعمال النحتية لهم، والمبشّر في هذا المعرض أن تجد جيلاً ما زال مصرّاً على إنتاج الجمال ويلاقي قبولاً ورعاية من قبل أصحاب الصالات الخاصة الذين قلّما يراهنون على التجارب الجديدة، إن لم تكن مضمونة الربح والنتيجة، إلا أن هذه الصالة الناشئة تعد بالكثير، ويتضح ذلك من خلال التوجّه نحو الاهتمام بالجيل الجديد من الفنانين، وفتح المجال واسعاً لعرض أعمالهم ورعايتهم، كما تنتهج فهماً في ربط هذه المواهب مع التجارب المبدعة من التشكيل السوري، وخلق منصة للتواصل بين المخضرمين والشباب لتوليد أوسع فضاء من حوار الأفكار والتجارب والخبرات بين الفنانين من أجيال مختلفة. وقد كان هذا المعرض نموذجاً لتلك الحالة، حيث تمّ انتقاء مجموعة مختارة من الأعمال المقدّمة للعرض باستشارة الفنانين عبد الله مراد وادوار شهدا والنحات غازي عانا، والذين كان لهم الرأي الناصح لهؤلاء المشاركين وانتقاء الأعمال المحقّقة لشرط العرض.

في قائمة النحت: جوني قسيس، جويل موسى، رشا عبيد، قتيبة عامر، مناف حسن، نجوى الشومري، هشام المليح، يمنى برهوم.

في التصوير: أحمد الفاضل، أحمد مقداد، أشرف اليوسف، أنوار الأخضر، بيان الشامي، جمانة مرتضى، خولة قسام، سارة أوطه باشي، سراب عيسى، شهد الرز، علا إبراهيم، عمار الفرح، كنز معلوف، لينا حمزة، ميرفت الخوري، ناديا خطار، وسام الشعبي.

هذه الكوكبة من الفنانين الشباب تضمّ بعض خريجي كلية الفنون والمعاهد التابعة لوزارة الثقافة المتخصّصة بالفنون، والبعض ما زال طالباً في كلية الفنون، وقد أثبت معظمهم حضوراً خلال السنوات الماضية من خلال معارضهم الفردية أو المعارض الجماعية، ومعرض الربيع السنوي الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة، ومن هؤلاء الفنانين: هشام المليح ونجود الشومري وبيان الشامي، وشهد الرز التي قدمت عملاً مميزاً يقارب الروليف من جهة سماكة السطح بأسلوب لا يخلو من التصوير من جهة اللون وتفاوت درجاته وطريقة العرض، ومن الجدير بالتنويه أن شخصية الفنان المعلّم تتضح في بعض الأعمال من خلال تأثر البعض بأساتذتهم الفنانين أمثال نزار صابور وغيره، ولا حرج في ذلك للفنان الشاب الذي يتلمّس طريقه نحو استكشاف شخصيته الفنية لاحقاً، كما لا تخلو بعض الأعمال من حسّ المغامرة والجرأة في طرح الفكرة، ومن العافية توفرها عند الشباب، فهم موطن للحيوية والشجاعة والتجريب.

نستخلصُ من هذا المعرض عافية الفن التشكيلي السوري وحيويته وإخلاص العاملين في حقله للحياة وتقديم ما هو جميل، مما يقتضي توسيع دائرة الاهتمام من بعض الجهات المسؤولة في الجانب الثقافي لتقديم كل الدعم والعون لهؤلاء الشباب، من خلال المساهمة في اقتناء أعمالهم وإقامة الملتقيات الخاصة بالفن بحيث تكون الحصة الأكبر لهؤلاء المبدعين الشباب.

أكسم طلاع