رياضةصحيفة البعث

الكرة الشابة ضاعت في زواريب الإهمال وغياب الدعم!

ناصر النجار
المتابع لدوري شباب الممتاز لكرة القدم يلاحظ أن فرق الشباب هي انعكاس طبيعي لتاريخ نواديها، ولاهتمام الإدارات بهذه الفرق الواعدة، ومن هذا الكلام نقول: إن فرق الاتحاد والكرامة وحطين وتشرين هي مدرسة في بناء القواعد لاهتمامها أولاً، ولأن هذه المدارس تضمّ الكثير من اللاعبين الموهوبين، ولسنا هنا بصدد ذكر الأسماء التي تخرّجت من هذه المدارس وصارت نجوماً في عالم المستديرة.

هذا الوضع تغيّر اليوم، أو انحرف عن مساره كلياً، والحالة الاستثنائية نجدها في فريق شباب الاتحاد الذي يختلف عن الرجال بمستواه ونتائجه، والسبب في ذلك أنهم أبعدوا فريقي الشباب عن العبث به، فاهتمّت به الشركة الراعية وحاز على اللقب في الموسم الماضي بلا خسارة، وهو اليوم يتصدّر الدوري بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه.
فريق شباب الاتحاد يضمّ أفضل نجوم الكرة الاتحادية، بينما يضمّ فريق الرجال كوكتيلاً من اللاعبين من هنا وهناك، منهم من جاء بزنده، ومنهم من جاء بدعمه، لذلك تواضعت نتائج فريق رجال الاتحاد وتألق شبابهم وهو درس بيّن لكل الأندية.
في هذا السياق، نستغرب حال الجار الحرية الذي يقبع في موقع لا يُحسد عليه، وهو في خطر الهبوط ونتائجه لا تسرّ عدواً ولا صديقاً، حيث كان الأخضر الشقيق لأهلي حلب ينازعه البطولات وينافسه بتصدير المواهب والخامات، لكن الإدارات المتعاقبة التي كان همّها المصالح الخاصة أضاعت زهرة شباب النادي وقضت على موهبتهم.
ومن الفرق التي تراجعت فريق شباب الكرامة الذي يعتبر من أعمدة فرق القواعد على مدى العقود السابقة، وكان في المواسم الماضية دوماً بين المنافسين، مثله مثل تشرين وحطين، لكن التخبّط الإداري في نادي الكرامة أثّر على العمل كثيراً، ومن الطبيعي أن يتأثر فريق الشباب بهذا التخبّط، مع التقصير الواضح بالدعم والمتابعة أسوة بفريق الرجال الذي خيّب الآمال ولم يعط نصف المطلوب منه.
والحال نفسها نلاحظها بفريق حطين الذي تراجع هذا الموسم كثيراً، وربما تأثر بالخلل الإداري الذي أطفأ كل جذوة أمل على صعيد كرة الحوت، وزاد منها العوز والفقر بغياب الاستثمار المجدي والداعمين الذين قصّروا بحق ناديهم في محنته الأخيرة!
وقد يطول بنا الاستعراض لنسأل عن فرق عاشت ضحية الإهمال واللامبالاة وتقصير الإدارات التي وضعت جلّ اهتمامها باحتراف الرجال، فضاعت ولم تحصد إلا الخيبة والفشل على صعيد الرجال والشباب معاً، ونتذكر في هذه العجالة فريقي الشرطة والمجد، فالشرطة رجاله في الخطر ونتائجه في خبر كان وشبابه يرزح في الدرجة الأولى، والمجد رجالاً وشباباً بعيدون عن سمعة النادي وتاريخه.
لكن بهذه المناسبة نعرج على الأندية التي أسّست مدارس كروية وأكاديميات منذ أكثر من عشرين سنة، وأنفقت عليها المال الوفير ولم نرَ حصاد هذه السنوات، ولم نجد أن الزرع أينع، وكم كنّا نتمنى لو أن هذه المدارس والأكاديميات قد خرّجت لنا بعد تعب هذه السنين لاعباً واحداً يغطي كل هذا التعب والهدر.
الفكرة من الموضوع أن كرتنا تحتاج إلى مواهبها وخاماتها، وإلى الروح الشابة لتجدّد دماءها، ومن الطبيعي في ظلّ كل الانتكاسات التي تشهدها كرتنا على كل الصعد بكل الفئات والمنتخبات وأمام دوري هشّ وضعيف أن نتجه نحو شبابنا ومواهبنا بالرعاية والدعم الكبير، على أمل أن تنهض كرتنا ونبدأ من جديد بخطا واثقة.