أخبارصحيفة البعث

هل ينقذ النظام السعودي نتنياهو من مأزقه

تقرير إخباري:

في وقت يتحدّى قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي مشاعر الملايين من العرب والمسلمين بالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وبينما يقوم المستوطنون الصهاينة باقتحام المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، يتقدّمهم في ذلك وزير ما يسمّى الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، تصدر تصريحات وأخبار عن مسؤولين إسرائيليين وغربيين تتحدّث عن قرب التطبيع بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والنظام السعودي. وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تعاني فيه الحكومة الإسرائيلية التي يترأسها بنيامين نتنياهو من أزمة داخلية كبيرة، وفي ظلّ تحذيرات أطلقها المسؤولون الإسرائيليون الحاليون والسابقون، وفي مقدّمهم إسحاق هرتسوغ رئيس كيان الاحتلال، من احتمال انقسام الجيش الإسرائيلي ووقوع حرب أهلية نتيجة السياسات التي تنتهجها حكومة المتطرّفين الدينيين “الحريديم” وسعيها إلى تشكيل حكومة الشريعة اليهودية المتطرّفة “كالاخاه”.

كذلك لابدّ من الإشارة إلى التظاهرات الضخمة التي نظمتها أحزاب المعارضة الإسرائيلية قبل أيام، والمناهضة لحكومة نتنياهو وسياساتها، وعلى رأسها سعي الأخير إلى تعديل القوانين بالتحالف مع بن غفير ووزير المالية المتطرّف بتسلئيل سموتريتش، لإطلاق أيدي الأخيرين في تعزيز التطرّف الديني داخل إسرائيل، مقابل مساعدتهما له في الإفلات من قضايا الفساد المالي التي لا تزال تلاحقه، وما سبق التظاهرات وما رافقها من دعوات أطلقها عضو الكنيست عن حزب “القوة اليهودية” المتطرّف تسفيكا فوغل، إلى إصدار أوامر اعتقال بحق كل من زعيم المعارضة ورئيس حكومة الاحتلال السابق يائير لابيد، ووزير الحرب السابق بيني غانتس، بدعوى “الخيانة”، وذلك على خلفية دعوتهما للإسرائيليين إلى الاستمرار في التظاهر حتى الإطاحة بحكومة نتنياهو.

وبالعودة إلى محاولات النظام السعودي تعويم نتنياهو وائتلافه المتطرّف، ووفقاً للصحفي الإسرائيلي إنريكي تسيمرمان، وخلال حديثه لموقع “آي نيوز 24” الإسرائيلي أثناء وجوده في العاصمة السعودية الرياض، فإن ما يسمّى التطبيع بين النظام السعودي وكيان الاحتلال بات “يقترب” أكثر مما سبق، وفق تقديره. وفي معرض استدلاله على ذلك، أشار تسيمرمان، إلى وجود جالية ورجال أعمال إسرائيليين يعملون في السعودية منذ مدة، مضيفاً: “نحن أمام بداية حقبة جديدة، هناك أمور جديدة بدأت لكنها تستغرق مزيداً من الوقت”.

وفي مقابل إنقاذ الحكومة الإسرائيلية من مأزقها الداخلي، والانضمام إلى اتفاقيات أبراهام التطبيعية، والتي ما كانت لتحدث لولا موافقة مسبقة من النظام السعودي، فإن الأخير يشترط على واشنطن أن تعدّ الرياض حليفاً استراتيجياً لها، وأن تواصل بيعها الأسلحة المتطوّرة، وعلى رأسها مقاتلة “إف 35” لتعزيز جيشها ودعمه في استمرار عدوانه على اليمن.

ويبقى السؤال عن إمكانية نجاح النظام السعودي في إنقاذ نتنباهو من “الحرب الأهلية” رهناً بالتطوّرات والظروف الداخلية في كيان الاحتلال في قادم الأيام، وخصوصاً أنّ الإسرائيليين على كلتا الضفتين السياسيتين “المتعارضتين” هم في الأصل من المتطرّفين.

إبراهيم ياسين مرهج