أخبارسلايد الجريدةصحيفة البعث

ردّاً على مجزرة نابلس.. المقاومة تقصف مستوطنات غلاف غزة

الأرض المحتلة – صنعاء – بيروت – تقارير:

رداً على العدوان الإسرائيلي على مدينة نابلس أمس الذي أسفر عن ارتقاء 11 شهيداً وأكثر من مئة جريح، جدّدت المقاومة الفلسطينية، صباح اليوم الخميس، قصفها بعدة صواريخ، مستوطنات غلاف غزة وسط تحليق لطائرات الاحتلال الحربية، حيث دوّت صفارات الإنذار في المستوطنات المحاذية للقطاع.

وبالتزامن، قال المتحدث باسم الاحتلال الاسرائيلي: تم تفعيل صافرات الإنذار في عسقلان وسديروت، ومنطقة غلاف غزة، بعد رصد إطلاق 6 قذائف صاروخية من قطاع غزة.

وشنّت طائرات حربية إسرائيلية، فجر اليوم أيضاً، عدة غارات عنيفة ضد أهداف ومواقع للمقاومة الفلسطينية في عدد من المناطق في قطاع غزة.

واستهدفت الطائرات بأكثر من صاروخ موقعاً للمقاومة الفلسطينية في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، إضافةً لاستهداف موقع آخر في مدينة البريج وسط قطاع غزة.

وبعد استهدافه بصاروخ من طائرة مروحية، أعادت الطائرات الحربية قصف  موقع بدر، شمال غرب مدينة غزة، بصاروخ، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.

وسبق الغارات الإسرائيلية بساعتين تقريباً، إطلاق ثمانية صواريخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة المحاذية للقطاع، حسب شهود عيان.

وقال مصدر في حركة الجهاد الإسلامي لوكالة “فرانس برس”: إن عناصر الحركة “أطلقوا رشقة صواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة رداً على مجزرة نابلس” في شمال الضفة الغربية حيث استشهد 11 فلسطينياً برصاص قوات الاحتلال خلال عملية اقتحام في المدينة.

وفي بيان، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي: إن “ما قامت به المقاومة هو رسائل تحذير ونذير للاحتلال بأن تكفّ عن أبناء شعبنا وتوقف عدوانها”.

من جهتها، أكدت حركة “حماس”، في بيان اليوم الخميس، أنّ “المقاومة الباسلة في قطاع غزة ستظل دائماً حاضرة للدفاع عن الشعب”، مضيفاً: إنها “تراقب كل تفاصيل الإجرام الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وتؤكد أنّ صبرها آخذ بالنفاد”.

وأكد الناطق باسم حركة “حماس” حازم قاسم أنّ “الشعب الفلسطيني في كل الساحات سيواصل ثورته العظيمة رغم مجازر الاحتلال، ولن تنجح كل الخطط في الالتفاف عليها”.

وشدّد على أنّ “المقاومة تثبت معادلة القصف بالقصف”، وأنّ “الردّ على عدوان الاحتلال سيظل حاضراً”.

كذلك، أعلن مقاومون في محافظة طولكرم، شمال الضفة الغربية، عن انطلاق مجموعات “الرد السريع/ كتيبة طولكرم” وذلك في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء.

وتلا عدد من المقاومين المقنّعين، بياناً أكدوا فيه “سيرهم على درب الشهداء”، وأعلنوا أنه تم “تنفيذ إطلاق نار على جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز الطيبة قرب طولكرم قبيل منتصف ليلة أمس”.

إلى ذلك، عمّ الإضراب اليوم مدن وبلدات الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر، تنديداً بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس أمس.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية الفلسطينية شمل جميع مناحي الحياة.

وقالت القوى في بيان لها: “توحيداً للموقف الفلسطيني في جميع المناطق والساحات نعلن الإضراب في كل مناحي الحياة، حداداً على أرواح الشهداء”، مشيرة إلى أنه سيتم تنظيم مظاهرات حاشدة تنديداً بجرائم الاحتلال.

وفي الأثناء، أصيبت فلسطينية اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة القدس المحتلة.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزها عند مستوطنة مقامة على أراضي شرق القدس أطلقت الرصاص باتجاه سيدة فلسطينية، ما أدّى إلى إصابتها بجروح.

جاء ذلك بينما استُشهد فلسطينيان أحدهما طفل فجر اليوم متأثرين بإصابتهما برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشاب محمد أبو صباح 29 عاماً استشهد متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال قبل نحو أسبوعين في جنين.

كذلك استشهد الطفل محمد سامي أبو العمرين من مخيم جباليا متأثراً بجروحه الخطيرة التي أصيب بها قبل نحو عامين، خلال استهداف قوات الاحتلال الفلسطينيين شرق بلدة جباليا شمال القطاع.

ووفقاً لوزارة الصحة فإن بداية هذا العام هي الأكثر دموية من قوات الاحتلال في الضفة الغربية منذ عام 2000 على الأقل، حيث لم يتم تسجيل هذا العدد من الشهداء 62 شهيداً خلال الشهرين الأولين في الأعوام الـ22 الماضية.

سياسياً، أكّدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن ردود الفعل الدولية على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي أمس في مدينة نابلس بالضفة الغربية، وأسفرت عن استشهاد 11 فلسطينياً وإصابة المئات انعكاس لسياسة الكيل بمكيالين.

ورأت الخارجية في بيان لها اليوم نقلته وكالة وفا أن ردود الفعل الدولية خجولة وضعيفة وتكاد تساوي بين الضحية والجلاد، ولا ترتقي إلى مستوى مجزرة الاحتلال التي ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وأشارت الخارجية إلى أن تلك الردود لا تنسجم مع مواقف وادّعاءات الدول والمجتمع الدولي بشأن الحرص على القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وخاصة أنها بأغلبيّتها تتجنّب تحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم وعن نتائجها وتداعياتها التي تهدّد بتفجير الأوضاع.

وشدّدت الخارجية على أن إفلات إسرائيل المستمرّ من العقاب يشجّعها على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم، لافتة إلى أنها تتابع حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي لحشد أوسع ضغط دولي على سلطات الاحتلال لوقف جرائمها وجميع إجراءاتها الأحادية الجانب غير القانونية والمطالبة بإجراءات وخطوات عملية دولية فاعلة لضمان إلزامها بوقف عدوانها الشامل على الشعب الفلسطيني.

دولياً، أدانت إيران اليوم مجازر القتل الوحشية التي ارتكبتها قوات الكيان الصهيوني في مدينة نابلس، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف وإدانة جرائم القتل الجماعي بحق الفلسطينيين.
وقال باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني: إن التصعيد واستمرار تحركات القوات الصهيونية الإجرامية والإرهابية في الضفة الغربية المحتلة خلال الأشهر الأخيرة، وبما يشمل اقتحام مدينتي نابلس وجنين، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم منازل الفلسطينيين سيفضي إلى نتائج خطيرة، ويشكل وصمة عار في جبين المحافل الدولية المعنية وأدعياء حقوق الإنسان المخادعين الغربيين الذين اتخذوا جانب الصمت على هذه المجاز”.
وطالب كنعاني بضرورة اتخاذ مواقف موحدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الممارسات الوحشية والإرهابية للاحتلال الإسرائيلي.
وكان الاحتلال الإسرائيلي ارتكب في وقت سابق اليوم مجزرة في مدينة نابلس بالضفة الغربية راح ضحيتها 10 شهداء فلسطينيين كما أصيب المئات.

وفي اليمن، أدانت وزارة الخارجية اليمنية التصعيد الصهيوني، مؤكدةً أنه ستكون له عواقب وخيمة، وينعكس سلباً على أمن واستقرار المنطقة.

ودعا البيان المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني، واستعادة حقوقه المسلوبة ووضع حدّ لجرائم العدو الصهيوني وسياساته الهمجية التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وجدّد البيان تضامن اليمن ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني، وتأييد الحق الفلسطيني المشروع في الدفاع عن نفسه واتخاذ ما يراه مناسباً لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

من جهتها، أوضحت أحزاب اللقاء المشترك أن هذه الجريمة تأتي في سياق مسلسل الجرائم الصهيونية التي لا تنتهي بحق فلسطين أرضاً وشعباً ومقدساتٍ، داعية أحرار وشعوب الأمتين العربية والإسلامية لمساندة مقاومة الشعب الفلسطيني ضد العربدة الصهيونية ووضع حدّ لها.

وفي لبنان، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى وقفة جدية من الدول العربية والإسلامية لمواجهة تمادي كيان الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني.

وقال بري في بيان: إن العدوان الإسرائيلي المتمادي الذي يستهدف الشعب الفلسطيني بلغ ذروة الإجرام أمس في نابلس، مضيفاً: “في اللحظة التي تلملم الأمتان، العربية والإسلامية ضحايا الكوارث الطبيعية الناجمة عن الزلازل في سورية وتركيا بجهد إنساني، فإننا مدعوون جميعاً إلى جهد استثنائي عربي وإسلامي ليس لإدانة العدوان الإسرائيلي فحسب، وإنما لوقفة تاريخية جدية لوقف المذبحة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني”.

إلى ذلك، أدان حزب الله بشدة العدوان الصهيوني الغادر الذي استهدف مدينة نابلس أمس، مؤكداً تضامنه مع الشعب الفلسطيني ووقوفه إلى جانبه في كل ‏الخيارات.

وقال حزب الله في بيان: إن “إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على استهداف المدنيين الأبرياء بكل وحشيّة ‏وقسوة يؤكد أن هذا العدو لا يردعه عن غيّه إلا بندقية المقاومين وسواعدهم ‏الشريفة التي ستلقن العدو دروساً تكشف له مدى حماقته وتضع حدّاً لغطرسته ‏وإرهابه”.‏