محليات

تقنين الكهرباء ليلاً والشوارع منارة نهاراً وتساؤلات في ميزات الحقوق والواجبات؟؟

للمرة الخامسة استلمت “شخصياً” فاتورة الكهرباء وكمية الصرف فيها “صفر”، في الوقت الذي أسكن في المنزل واستخدم الأدوات الكهربائية المتوفرة فيه، وهذا يعني أن العداد يدور ويسجل أرقام الاستهلاك.
هي ظاهرة باتت  تقلق أعداداً كبيرة من المواطنين الذين لايحبذون الاصطياد في المياه العكرة، ويتخوفون من فواتير لاحقة نارية مكهربة تصعق جيوبهم المصعوقة أصلاً، كما أنهم يتحمّسون للمساهمة في صمود وزارة الكهرباء التي تنوء بحمل ثقيل جداً في ظروف استهداف الإرهاب للخدمات والبنى التحتية، لكن أن تهمل الوزارة تحصيل استحقاقاتها من المواطنين وغيرهم وهي الأشد حاجة لكل ليرة لاستمرار خدماتها، فهو ما يثير الدهشة والاستغراب!!.

لم تبادر
قد نغفر لشركات الكهرباء تقصيرها في قراءة العدادات في المناطق الساخنة أو غير الآمنة بشكل كافٍ والتي دفعت فيها ثمناً كبيراً من الشهداء والجرحى. لكن لا نستطيع ذلك في المناطق الآمنة، بل الأكثر أماناً، ومنها مناطق منظمة وحديثة التنظيم، وتدفق إليها المهجّرون من مناطق ساخنة عدة ما ضاعف استهلاك الكهرباء بشكل كبير؟!.
“معاً لترشيد الكهرباء” شعار رفعته الوزارة لكن شركاتها لم تبادر لتطبيقه، لأن إهمال تأشير العدادات وبالتالي تحصيل الفواتير يساهم في عملية الهدر التي  لم تقتصر على ما سبق، بل تجاوزت ذلك إلى إهمال إطفاء الإنارة في أعمدة الشوارع التي تبقى “مشعشعة” جهاراً نهاراً رغم لفت نظر أجهزة الوزارة لذلك غير مرة “ضاحية قدسيا– السكن الشبابي نموذجاً”.
وربما ازدادت المشكلة مع إخراج الشبكات “الى عهدة وزارة الأشغال” فهي المسؤولة عن إنارة الشوارع.

بلا قراءة
لاشك أن بين المهجّرين إلى المناطق الآمنة موظفين في الوزارة نفسها، وهذا يعني أن لا نقص في عدد الموظفين في المناطق التي يغيب عنها التأشير والتحصيل. بل لابد أن هناك سوءاً في إدارة الموارد البشرية، وإلا ما معنى أن تبقى ضاحية قدسيا بلا قراءة عدادات للكهرباء فيها كل هذه الدورات؟!.
الوزارة التي اختارها المواطنون في استطلاع للرأي من بين الوزارات الأكثر رضى عن أدائها في الأزمة التي تعيشها البلاد، و”لا شك أنها كانت كذلك”تفتح باب التساؤلات الهامة…
فهل نتائج الاستطلاع وتسجيل 10210 ضبوط استجرار كهرباء غير مشروع خلال ثلاثة أشهر في ريف دمشق يمكن أن يغفر لشركات الكهرباء تقصيرها بحق نفسها أولاً وبحق المواطنين ثانياً؟؟.
دمشق- عواطف منصور