ثقافة

هذا ما حصل في “أرب آيدل”

انطلقت النسخة الجديدة من برنامج “أرب ايدل” الذي تقدمه وترعاه قناة MBC السعودية، تغير هام يفصح عنه مخبره لا مظهره جرى في النسخة الثالثة من “محبوب العرب”، وهو استبدال المغني اللبناني “راغب علامة” بمواطنه المطرب “وائل كفوري” وهذا التغيير له أحد سببين متصلين منفصلين، الأول هو كما توضح للمشاهدين في المواسم السابقة، الذين تفرجوا وشاهدوا العديد من المشاحنات الحادة اللهجة التي جرت بين كل من “علامة” والمغنية الإماراتية “أحلام”، وبالطبع القناة السعودية الممولة للبرنامج، لن ترضى أن تحسم هذا الخلاف الفكري الحاد بين كل من علامة وصاحبة “جوعانة أبي هلأ كنتاكي” (الجملة الشهيرة التي أطلقتها أحلام في إحدى حلقات البرنامج على الهواء مباشرة) لصالح صاحب “يا حبيبتنا بيروت” الأغنية الطائرة الشهرة، لا للخبرة والحكمة اللتين تتفوق بهما “أحلام” على “علامة”، ما يقودنا إلى السبب المتصل أو الحقيقي حسب معرفتنا، وهو كما صار معروفاً بعد بدء تسونامي الدم المسمى زوراً وبهتاناً “الربيع العربي” وظهور الوجه الحقيقي له، وما تلاه من أحداث دامية في المنطقة العربية، تشير كل الدلائل على تورط الساسة السعوديين بها، وهو توجه ممولي الـ “mbc “ وميولهم الدينية وأصوليتهم حتى وهم يقدمون صورة مرئية مخالفة لدواخلهم، لا تستغربوا من هذا الرأي فهو واقعي ومنطقي، فمن المعروف أن ممولي القناة المشهورة بتقليدها لأشهر البرامج الترفيهية العالمية “الأمريكية بشكل خاص”، هم أنفسهم ممولو قنوات “صفا – وصال” والأخيرة حسب تعريف الويكيبيديا: فضائية دينية خاصة تهتم بالخلافات الاثنية وتثيرها!!.
هذه العقلية هي من تدير هذا البرنامج، كغيرها من البرامج التي تبثها القناة النفطية (المباركة)، وبالتالي بين فنان ونجم من مرجعية دينية معروفة تحاربها الوهابية السعودية بكل ما أوتيت من عزم، وبين مغنية خليجية لا مواهب حقيقية تذكر لها، سترجح كفة أحلام الثقيلة، أترك لكم أن تحذروا لماذا..
بدت لجنة الحكم في النسخة الثالثة من برنامج “محبوب العرب”، كما لو أن مساً أصابها، فاللجنة مؤلفة عدا عن كفوري وأحلام من المغنية الدلوعة “نانسي عجرم” والموزع الموسيقي المصري “حسن الشافعي”من كان اسمه شبه مجهول لدى المتفرج العربي، قبل بدء بث سلسلة البرنامج المذكور،”كفوري وعجرم، وأحلام والشافعي” قسمة عادلة كما تلاحظون” لم تفوت فرصة للسخرية بأسلوب استفزازي من العديد من المشاركين، عدا عن عملهم بقصد أو دونه على إرباكهم من خلال تبادل الأحاديث الجانبية أثناء تقديم المتسابقين لتجربة أدائهم الأولى، وما سيلاحظه المستمع العربي صاحب الاذن النظيفة: “أن بعض الأصوات التي حاكمتها لجنة “آرب أيدل” وأفتت ببطلان مرورها لعالم “المحابيب” هي أجمل وأقوى وتمتلك مقدرات فنية أعلى من الحكام المغنين في اللجنة.
إحدى المشتركات قالت لها صاحبة “آه ونص”: “صوتك جميل بس مانك قريبة عالقلب”!! أتساءل لو سمعت العظيمة أم كلثوم هذا التقييم من المغنية “البيبي فيس المهضومة” ماذا كانت لتفعل.
بالتأكيد لن تفوّت قناةMBC برنامجاً له شعبية جماهيرية عربية كبيرة، دون أن تمرر بعضاً من التسول العاطفي على لسان بعض المتسابقين السوريين، فالمشتركة الحلبية “سحر” ستبكي بحرقة -قبل أن تغني- بيتها المهدم وأباها المتوفى وإعالتها لأسرتها، وفعلاً نجحت “سحر” بكسب الجولة الأولى، ولكنها لم تكن مضطرة للفيلم الهندي الذي قدمته قبل تجربة أدائها، فصوتها وموهبتها تكفيان لنجاحها، وإن لم يكونا كذلك فغير مأسوف على هكذا فرصة، خصوصاً وأن من فاز بالمسابقة في النسختين الماضيتين، لمع نجمه قليلاً في استوديوهات البرنامج وانطفأ قبل أن يتحول لمروّج للبرادات العالمية التي قدمت سيارة لنجم المستقبل الغائم وأشياء استهلاكية أخرى.
المفاجأة التي قدمتها الحلقة الأولى من “آرب أيدل”، جاءت من إحدى المشتركات الآسيويات، والتي قدمت أغنية “أعطني الناي وغن” لفيروز بطريقة جميلة وأسلوب آسيوي في الغناء أبهر اللجنة وجعلها تهدي البطاقة التي من المفروض حسب عنوان البرنامج أن تذهب لموهبة عربية، إلى المتسابقة الآسيوية. هذا جميل ولكن ما حصل يعفي البرنامج من عربيته ويطلق يده في الشرق الأوسط، ليصير مضمونه مخالفاً لعنوانه، ولا حاجة لعنونته بـ”عرب”!.
يقف مقدم “آرب أيدل” الممثل أحمد فهمي أمام جموع “المحابيب” ويوجه لهم بعض النصائح الخطيرة: “لا أريدكم أن ترتبكوا أو تخافوا” وكأن ما هم مقبلون عليه حرب ضروس لن تبقي ولن تذر، يهيئ فيها القائد جنوده ويدب فيهم روح الحماس، وبعد شد الحماس المطلوب يصيح “فهمي” في الحشود المستنفرة: “أريدكم وحوش”، لتميد “المجاميع” وهي تصرخ مؤكدة له ولنا وللعالم بأنهم “وحوش”.
تمام علي بركات