اقتصاد

نقطة ساخنة تحت ظلال الزيتون..!

لطالما توقفنا عند المعلومة القائلة: إن الدخل الإجمالي لمحصول الزيتون في سورية يشكل 85 مليار ليرة، والصافي 30 مليار ليرة وفقاً للأسعار الرائجة.
وعلى ضوء التصاريح المتضاربة حول ترتيب سورية في خريطة زراعته وإنتاجه وتصديره، نسأل ما مدى دقة وصحة هذه الأرقام وحقيقة تراتبية زيتوننا في المواقع الأولى عربياً وعالمياً (زيتاً وزيتوناً)، بعد نحو أربع سنوات من الحرب الإرهابية على كل مقدّراتنا؟ علماً أن تراجع الإنتاج وصل إلى نحو 50% وبالتالي انخفاض اقتصاديته!.
في المنطقة الجنوبية من سورية يقوم الإرهابيون حالياً بجزّ هذه الشجرة المباركة -تعطيشاً وتحطيباً- بشكل يندى له الجبين ضاربين عرض الحائط بشقاء وعرق عمر من التعب والجهد لعائلات كافحت طويلاً كي تحسّن مستوى دخلها وتساهم في النهضة الزراعية لوطن طالما كان يتميز بأمنه الغذائي.
في الوقت ذاته لا تزال “س” وزارة الزراعة تراوح في مكانها عبر إعلانها أنها ستقوم بتشكيل خمس فرق نوعية تخصصية في مجال الزيتون وزيت الزيتون، مهمّتها نشر مفهوم هذه الصناعة، وفتح آفاق تصديرية جديدة لمنتجاتها من الزيتون والزيت داخلياً وخارجياً.
ولأجل ذلك أعلنت أنها أيضاً ستنسق وتتعاون مع جميع الجهات العاملة في مجال إنتاج الزيتون بالشكل الذي يساهم في رفع كفاءة العمل وتوحيد وجهات النظر المتعدّدة حول الآلية الناجعة لمعالجة الصعوبات والمشكلات، وصولاً إلى زيادة الإنتاجية وتحسين النوعية وخفض التكاليف التي وصلت إلى 467%، ورفع الكفاءة التسويقية لهذا القطاع الحيوي والمهم.
لكن حتى الآن لم نلحظ شيئاً يذكر مما تم الإعلان عنه، وبالمقابل لا تفتأ الوزارة تبيّن أن الأهداف الإنتاجية لأشجار الزيتون المخططة للموسم الزراعي 2014-2015 تؤكد زيادة المساحة المزروعة إلى 2001 هكتار، وزيادة العدد الكلي من الغرسات إلى 343 ألف غرسة، في حين لا يزال 30 ألف طن فائض من الموسم الماضي وجاهز للتصدير بشكل منظم ينتظر الفرج.
فرج لم تشفع له موافقة مجلس الزيتون العالمي على اعتبار مشكلة ارتفاع قيمة /ديلتا/سيفن/ ستيغماستينول/ في زيت الزيتون السوري معيار الجودة ما سيؤهّل المنتج لدخول أسواق عالمية وسينعكس إيجاباً على عدد كبير من العاملين في هذا القطاع.
المفارقة أن يأتيك من يصرّح بأن سورية رغم الأزمة لا تزال تصدّر إلى 40 دولة عربية وأجنبية، علماً أن كمية كبيرة تصدّر دوغما وتهريباً إلى دول الجوار (تركيا ولبنان وكذلك إيطاليا وإسبانيا)، حيث تسوّق تلك الدول خيرنا على أنه خيرها بعد توضيبه وتعليبه، بينما لم نجد أي نوع من التحرّك محلياً وإقليمياً ودولياً في هذا الشأن لحماية إنتاجنا فكرياً أو مادياً!.
مكتب الزيتون بإدلب يؤكد أن قطاع الزيتون يشكل مهنة لــ20% من الأسر السورية بشكل مباشر أو غير مباشر في مجالات الإنتاج والتصنيع والتخزين والنقل والتصدير، وأن الاتجاه حالياً مركّز على تصدير الزيتون ومنتجاته إلى الأسواق الروسية والإيرانية بكميات كبيرة، وخاصة بعد تقديم التسهيلات لاستمرار عملية التصدير ضمن الظروف الراهنة.
تصاريح وتسهيلات وإحصاءات ومؤشرات، لن تستقيم إن لم تتوضح لنا الحصيلة النهائية لحقيقة ما نمتلكه من تلك الأشجار والإنتاج وواقع هذه الصناعة التي كثرت أرقامها وقلّت بيادرها.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com