ثقافة

رفيق سبيعي.. الكبيــر فنيــاً وإنســانياً

خلال الحرب الضروس على وطننا، أثبت الفن دوره من خلال رواده الذين أعلنوا مواقفهم، ووقوفهم إلى جانب الوطن، في حين آثر البعض الاستسلام للإغراءات، والرحيل ليتركوا الوطن في محنته، ومن القامات الفنية الشامخة التي عرفت على الدوام بمواقفها الوطنية، الفنان رفيق سبيعي، الكبير فنياً، وإنسانياً، والذي أثبت أن للفنان كلمة، ودوراً، من هنا كان تكريمه من قبل الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أقام له حفلاً تكريمياً لمواقفه الوطنية، وجاء الحفل تحت عنوان: “دور الفن في مقاومة التطرف”. وقد تحدث رئيس المكتب السياسي المركزي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، علي قانصو، عن المسيرة الطويلة للفنان رفيق سبيعي الحافلة بالعطاء، والإبداع، مؤكداً أن سبيعي عاشق للحياة، وأبناء الحياة وحدهم الذين يعطون، والملتزمون وحدهم يستوحون في أعمالهم الفنية قضية شعبهم، ويسهمون في انتصارها، وهذا الاتجاه يظهر في أعمال المكرّم المسرحية، والسينمائية، والتلفزيونية، ورأى قانصو أن قيمة سبيعي مثله مثل الكثير من الفنانين السوريين الذين لم يتركوا الشام في محنتها، لأن محن الأوطان هي المحك للوطنيين الحقيقيين، المؤمنين بالوطن، والذين لا يهابون نار الإرهاب، أما القلة القليلة من الفنانين الذين هربوا من الشام، وراحوا يشنعون على دولتها، وقيادتها، هؤلاء عندهم الوطن حقيبة لا قضية، وأضاف قانصو: أتيناكم من لبنان البلد الذي تربطه بالشام وحدة حياة، ومصالح، ومصير، وهو يتعرض للإرهاب عينه الذي تتعرض له الشام، ويتعرض له العراق، وحزبنا كان سبّاقاً إلى القول بأن الإرهاب واحد، هدفه إسقاط مقومات القوة في أمتنا، وفي طليعتها جيوشنا، ومقاوماتنا لصالح العدو الإسرائيلي، والمستهدف من الحرب على الشام هو الدور القومي الذي اضطلعت به قيادة الخالد حافظ الأسد، ومن ثم الرئيس بشار الأسد، وعبّر قانصو عن إيمانه العميق بأن الشام ستنتصر على الإرهاب، وستخرج من المحنة أكثر قوة، مؤكداً وقوف الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى جانب القيادة في دمشق، وجيشها، وشعبها، لأنه يعلم أن الصراع ضد الإرهاب صراع حياة أو موت، وهو صراع قومي يعني الأمة كلها.

تكريمه لإيمانه بالشعب
بدوره تحدث د. عبد الله راشد عن المبدأ السابع من مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يؤكد أن روحية الأمة، وفكرها الثقافي هو موروث مستمر منذ الماضي العريق وحتى يومنا هذا، والذي يؤكد أن الاستقلال الروحي أمر واضح وفاعل في توجيه الفكر، والشعور، إلى الحقيقة الداخلية التي هي المجتمع السوري بكل طبيعته، ومواهبه، وأمانيه، وأكد راشد أن سورية القوية الموحدة تعني فلسطين القضية المنتصرة لحقوقها، والصراع المستمر مع العدو الصهيوني، وسورية تمثّل لنا شخصيتنا الاجتماعية، ومواهبنا، وحياتنا المثلى، ونظرتنا إلى الحياة، والكون، والفن، وشرفنا، وعزنا، ومصيرنا، ونحن نقف على عتبة الانتصار الكبير، نؤكد أن المسألة السورية مسألة قومية تخص السوريين وحدهم، وهم قادرون على رسم مستقبلهم.
وعن دور الفنان الوطني، قال راشد: الفنان ابن بيئته، يؤثر فيها، ويتأثر بها، والفنان المبدع هو من يمتلك القدرة على الانفلات من الزمان والمكان، وتخطيط حياة جديدة، ورسم مثل عليا لأمة بأكملها، واليوم نكرّم فناناً عرف بمواقفه الوطنية، ولم يتخل عن سورية التي بقيت في قلبه، ولسانه، وتكريمه ما هو إلا تقدير متواضع لإيمانه بهذا الشعب، وهذه الأمة، وبالمستقبل الموعود بهمة الشرفاء.
كنز فني كبير
ورأى أنس تللو، صديق الفنان سبيعي، أن الحياة هي أم الفنون، وكل منا يمارس فنه بطريقة ما، معتبراً أننا بالفن نخاطب الجميع، صغاراً، وكباراً، وعمالقة، ولهذه الغاية العليا نشأ الفن، ومن أجل ذلك برع فيه أناس عظماء في كل المجالات، وأضاف تللو: لا قيمة للفن ما لم ينتصب دوره الريادي في المجتمع، وما لم ينقّ ويطهّر ويعلّم، ووصف تللو الفنان سبيعي بأنه كنز فني كبير تشع سيرته الفنية بمواقف وطنية عديدة معتبراً أن الفن الراقي هو من يجمع بين كل الناس لأنه ملتقى الشرق بالغرب.

جدد مجتمعاً أتت عليه الحروب
ومسك الختام كان بكلمة محبة وود من الفنان رفيق سبيعي لأبناء سورية الوطنيين، ولكل الشرفاء، مؤكداً على علاقته الوثيقة منذ طفولته بالحزب السوري القومي الاجتماعي من خلال إعجابه بمؤسسه أنطون سعادة، وفكره المتجدد، وتعاليمه، ومنهجه، معتبراً أنه رمز يورق ويبرعم على الدوام من خلال دور الحزب ومواقفه، وتحدث بإيجاز عن مسيرة سعادة، ودوره الوطني، هذا الإنسان الذي نشر مبادئ الخير، والحق، والجمال، ليجدد مجتمعاً أرهقته الحروب، والمآسي.

جلال نديم صالح