ثقافة

فعالية يوم الطفل العربي وماراثون القلمون الأول الإصرار على الحياة والانتصار

براعم بعمر الزهور تتقافز هنا وهناك لا تعرف سوى الحب والأمان موطناً ومكاناً فجأة ينقض الإرهاب الأسود تاركاً آثار مخالبه في كل مكان سارقاً تلك الفرحة والطمأنينة، وفي لحظات يندفع رجال الجيش العربي السوري وجميع الشرفاء لدحر ذلك الإرهاب وتطهير الأرض ليستكمل ذلك بإعادة الإعمار والبناء لتعود الحياة إلى طبيعتها. تلك الحكاية الصغيرة التي جسدها الأطفال على أرض نادي دير عطية الرياضي ليست من نسج الخيال بل هي حكاية هذه الأرض المقدسة والتي جاءت  كبيرة بحجم آمال وأحلام كل طفل سوري. قد تكون العفوية، وقد يكون الإصرار الذي التمع في عيون الأطفال، وقد يكون المزيج من كل ذلك هو مادفع الحضور للوقوف. البعض صفق والآخر اختنقت الدموع في عينيه. في ذلك اليوم نفسه وعلى ذلك الطريق في منطقة دير عطية الذي حاولت يد الإرهاب قطعه قبل أشهر لتنشر رائحة الموت والدمار جاء سباق ماراثون القلمون الأول هناك مختلفاً نابضاً بالحياة ومزداناً بأبهى الألوان، وقد تركت خطوات من خاضوا غماره آثاراً لن تمحى تؤكد في أحد وجوهها أن إرادة الحياة أقوى من كل شيء وأن الأزمات جعلت الأطفال والكبار أقوى وأصلب.
في هذا الجو النابض رقة وفرحاً توجه وزير الثقافة عصام خليل بالشكر لكل من أسهمت جهودهم في إقامة هذا الاحتفال النوعي كما وصفه، مضيفاً: قضينا يوماً نبيلاً برفقة الأطفال الذين قدموا رسالة إلى العالم كله أن من حقنا أن نتعلم ونرمم مدارسنا ونلعب وننعم بطفولتنا، فقد كان الطفل السوري رائعاً برسالته اليوم والتي يؤكد عبرها إصراره على الحياة وتمسكه بالفرح وأن الإرهاب لا يمكن أن يهزم شعباً يمثل أطفاله المستقبل المشرق، وعلى أيدي هؤلاء الذين يمثلون أحلام السوريين جميعاً والذين يتمسكون بمدارسهم وفاء لدماء الشهداء التي سفحت على هذه الأرض الطاهرة حماية لها من الإرهاب سيتحقق النصر، فلا خوف على هذه الأرض طالما أن أطفالها يمارسون هذا الفرح والحب والتمسك بالحياة.

تشاركية وطنية فريدة
وتحمل هذه الفعالية الكثير من المعاني بإقامتها على أرض دير عطية في منطقة القلمون كما رأى المهندس حسين مخلوف محافظ ريف دمشق، فهي بمثابة تحية لانتصارات الجيش العربي السوري والدفاع الوطني وكل الشرفاء الذين حملوا السلاح ليدافعوا عن الوطن ويطهروا ترابه من دنس الإرهاب. واعتبر مخلوف أن انطلاق سباق الماراثون الأول على أرض دير عطية مؤشر على التعافي وعودة الحياة الطبيعية وتتويج لمرحلة إعادة التأهيل والبناء التي تمت في منطقة القلمون بشراكة حقيقية بين المؤسسات الرسمية والمجتمع الأهلي الذي أثبت عمق انتمائه لهذا الوطن ودفاعه عنه. وتوجه مخلوف بالشكر لمؤسسة بصمة شباب سورية والاتحاد الرياضي العام وللجهات التي شاركت في تنظيم الفعالية التي تدل على تشاركية وطنية فريدة بين كل مؤسسات الوطن والتي تؤكد على أننا سنخرج من المؤامرة أقوى مما كنا.
إرادة الحياة باقية
وبالطبع ليس هناك أقدر من الأطفال على التعبير عن حالة الفرح والانتماء وحب الوطن بعفوية مطلقة بهذه الكلمات وصف اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام الفعالية  الرياضية التي تمثلت بالماراثون والتي شارك فيها الكبير والصغير إضافة للفعاليات الثقافية في النادي الرياضي وقصر الثقافة من رسوم وفنون وكلها تعبر عن أن سورية بخير وأنها منتصرة وأن تضحيات الجيش والشرفاء لن تذهب هدراً والرسالة التي تؤكدها الفعالية أن إرادة الحياة باقية على كل الأرض السورية.

مصغر عن سورية
وليست المرة الأولى التي تقام فيها فعالية ثقافية على أرض دير عطية بل هناك تجربتين سابقتين لوزارة الثقافة والدافع كما تقول مديرة ثقافة الطفل ملك ياسين الترحاب وكرم الضيافة من أهالي المنطقة، وقد حاولنا أن تكون الفعالية متنوعة تضم الفن والمسرح والغناء وجميع الأعمال التي تعرض اليوم من لوحات ومسرح وغيرها من إنتاج أطفال القلمون حيث تم تجهيزها قبل ثلاثة أيام من بدء الفعالية. ونوهت ياسين إلى سعي وزارة الثقافة في جميع نشاطاتها أن يكون الطفل مشاركاً وليس متلقياً مع التأكيد على المتابعة الدائمة للأطفال من قبل الوزارة في جميع المجالات. وختمت ياسين حديثها بالتأكيد على أننا سنحتفل قريباً بتحرير كامل الأرض سورية من الإرهاب كما فعلنا في دير عطية.
استمرار للحياة والتفاؤل
وطبعاً في هكذا عرس وطني لابد للفنان من أن يأخذ دوره باعتباره يمثل شريحة تعبّر بصدق عن حبها وانتمائها لأرض الوطن، وبالرغم من كل ما يحدث يبقى الشعب السوري مصراً على البقاء ومؤكداً على استمرار إرادة الحياة والأمل والتفاؤل. بهذه الكلمات الصادقة وصّف الفنان فادي صبيح الفعالية مؤكداً أن بناء الوطن يكون بجهود الجميع وكل من موقعه يمكنه أن يقدم شيئاً ومجموع الخطوات والجهود هي من يصنع التطور.
هدية للجيش العربي السوري
أما تنظيم سباق الماراثون فقامت به مؤسسة بصمة شباب سورية والاتحاد الرياضي العام احتفاء بأعياد تشرين كما يؤكد أنس رئيس مجلس أمناء بصمة شباب سورية وكذلك لإيصال رسالة أن هذه المنطقة في حضن الوطن وأنها حاضنة للجيش العربي السوري ولكل من يعمل بوعي والتزام وضمير، خاصة أن أعداء سورية حاولوا أن يسوقوا أنها خارج نطاق الدولة، فالفعالية أولاً وأخيراً مهداة للجيش العربي السوري .

نصلي لأجل سورية
والجميل في سباق الماراثون أنه لم يقتصر على أبناء القلمون فقط بل ضم بعض محبي سورية ومنهم ديفيد جونسون من ولاية كولورادو الأمريكية والذي يقيم في سورية منذ أربع سنوات، ولم يخف ديفيد حبه لسورية وشعبها مؤكداً أن رسالته ومن معه هي المحبة والسلام والصلاة لأجل سورية ووحدتها في كل يوم.

أرض السلام والصمود
اللقاء الأخير كان مع المتسابقة آسيا مصطفى طيب من النبك والتي حققت المركز الأول في السباق وبدت سعيدة ليس فقط بفوزها بالمركز الذي حققته كما تقول بل أيضاً لأنها شاركت في إيصال رسالة لكل العالم أن سورية بخير وأنها بالرغم من كل المصاعب ستبقى أرض المحبة والسلام والصمود.
جلال نديم صالح