يبدأ بضحكة وينتهي بحقيقة مؤلمة عن واقع نعيشه
خلافاً لكل البرامج التلفزيونية التي اعتادت عين المشاهد على رؤيتها وبجرأة غير مسبوقة للإعلام السوري، يأتي “غداً قد نلتقي” بحلة وطابع جريء ليكسر جدار الروتين والتكرار، ويحبط كل الرهانات التي تحدثت عن عدم جدية وجرأة برامجنا “غداً قد نلتقي” برنامج نقدي ساخر يطرح بطريقة افتراضية ضمن قالب درامي، أبطاله فريق العمل وسقفه مفتوح ولمسته الإخراجية لزياد الريس، وهو الأول من نوعه على شاشتنا الصغيرة يضع يده على موضع الجرح فتبدأ مشاهدتك للحلقة بابتسامة وضحكة عالية، لتنتهي بحزن وحقيقة مؤلمة للواقع الذي نعيشه، فمن حلقة أم الطربوش إلى توتر عالي فالخوف ثم حلقة الامتحان إلى ع المكسيك يا سورية فالشحادة والخط الأحمر كلها طرحت مشاكل تهم الشباب في الدرجة الأولى والمواطن بشكل عام وتتخلل البرنامج أغان وقصص درامية قصيرة ولقاءات مع الناس خلف “قناع الحقيقة” ما أعطى المواطن ثقة بعدم كشف هويته مهما كان نوع حديثه، إضافة إلى إدخاله لشيء جديد وغريب لما نشاهده، إلا أن المفارقة في الموضوع هو عدم الدعم الكافي والمحق للبرنامج إن كان من ناحية الترويج له أو من الناحية المادية التي يحتاجها ليرقى بإعلامنا ومستواه أكثر خاصة في ظل مانعانيه وعلى كل القطاعات وتحديداً الإعلامي منه، من منا لم يشاهد أو يسمع ببرنامج (البرنامج) للإعلامي المصري باسم يوسف أو (هيدا حكي) للممثل اللبناني عادل كرم أعتقد أن نجوميتهم كانت بسبب الدعم المادي والمعنوي إضافة إلى ذكاء وحنكة المقدمين “غداً قد نلتقي” لا يقل أهمية عن أي برنامج عربي آخر لا من ناحية الإعداد ولا التقديم فـ الإعلامي “أمجد طعمة” نجح وببراعة بإيصال فكرته وما يريد قوله من خلال حبكة كل حلقة وطريقة تقديمه لها، لذا فالمطلوب إنصاف البرنامج ليستطيع الاستمرارية فنحن بأمس الحاجة للنقد وطرح المشاكل وحلها والجميع بحاجة إلى متنفس بسيط ليخرج ما بداخله خاصة بعد القاعدة الجماهيرية التي بدأ البرنامج ببنائها فلا تقتلوا نجاح إعلامنا بأيديكم، يذكر أن البرنامج يعرض يوم الخميس الساعة العاشرة ليلاً كل أسبوعين على قناة تلاقي.
نجوى عيدة