ثقافة

داعش وإسرائيل ثقافة واحدة

تجارة من نوع بائد يعيد تنظيم “داعش” الإرهابي إحياء طقوسها ليكشف عن طبعه واصله المسعور وجنونه الدموي المنفلت من كل عقال “الاتجار بالبشر”. حيث بثت قناة الميادين الفضائية  تقريرا صادما عن المصادر التي يعتمد عليها تنظيم “داعش” الإرهابي لتمويل نفسه، فليست سرقة آبار النفط ولا الاستيلاء على المصانع السورية في حلب وبيعها لتركية العثمانية، وغيرها من أساليب تمويل هذا التنظيم لذاته إلا مزحة تجاه مصادره التمويلية الأخرى ومنها تجارة التنظيم الإرهابي الداعشي بالسوريين أطفالا ونساء وأموات، حيث وصل سعر الطفل السوري الرضيع إلى عشرة آلاف دولار، وسعر الفتاة السورية كجارية أو مجاهدة بالنكاح إلى 5000 آلاف دولار، أما جثة واحد من السوريين فوصل سعرها إلى 3000 آلاف دولار، بعد أن كانت بـضعفي هذا المبلغ، وذلك بسبب توفرها كسلعة دائمة في السوق الداعشية -طبعا تُفضل هنا جثث الشهداء الطازجة- ليتم توظيف أعضائها الحارة بتجارة الأعضاء العالمية.
مئات الأطفال السوريين الذين خطفهم تنظيم الشياطين هذا، يباعون في سوق نخاسة عالمي جديد، وعلى مرأى من المنظمات الدولية بمختلف تصنيفاتها، لتثبت تلك المنظمات ، أنها حوانيت صغيرة مهمتها تجهيز الدفن للمجازر التي ترتكبها أمريكا وربيبتها إسرائيل في العالم.
لن يكون اسم إسرائيل بالغائب عن صفقة الخسة هذه، بينها وبين تنظيم وهابي ينتهجه آل سعود كعقيدة فكرية ومنهج اجتماعي في حياة المجتمع السعودي في القرن الواحد والعشرين، فما تفعله داعش كإرهاب للعالم عند قيامها بقطع الرؤوس، هو ذاته ما تفعله السعودية كل يوم جمعة عندما تنزل حكم الإعدام برجل فلبيني أو سعودي، تجرأ وشرب الخمر مثلا. تقطع رأسه، الأمر الذي لا ينسحب كجزء من التشريع الوهابي على أمراء المملكة الوهابية أصحاب الدم الأسود.
تقتضي الصفقة التي تبرمها أفعى صهيونية بشراء إسرائيل للأطفال الرضع السوريين من داعش بمبلغ يصل إلى الـ 10000 دولار، وإعطاء هؤلاء الأطفال لعائلات يهودية عاجزة عن الإنجاب. عدا عن انعدام الضمير وانتفاء أي صفة إنسانية عن هذه التجارة القذرة التي تتم على الأراضي العثمانية وبمعرفة الإرهابي “أردوغان” بتفاصيلها الدقيقة، فإن خطبا جسيما سيترتب على هذه التجارة التي تعد الأراضي الفلسطينية المحتلة وجهة استيرادها الأولى، جيل من السوريين سينشأ في أحضان الأفاعي، السوريون على وجه الخصوص من تحاول إسرائيل أن تغير ثقافتهم وإرثهم الفكري والحضاري، الذي يجعل من عدائها واعتبارها مركز الخبائث في العالم والعدو الذي يجب أن لا تحيد عنه البوصلة ولو للحظة، في رأس هرم ثقافتهم المقاومة لطبائع الاحتلال والاستعمار، وسيناسب الكيان الصهيوني وبكل خبث أن يضم مجتمعه سوريون مكتومي الأصل، تم شراءهم وهم رضع ثم سيُعمل  على ضبطهم وفق المزاج الإسرائيلي الصهيوني، وهذا سيترتب عليه نتائج خطيرة مستقبلا فلن تكون إسرائيل بالنسبة لنا كسوريين البارحة واليوم وغدا، إلا عدوا يجب سحقه والقضاء عليه قضاء مبرما، ما يعني أن يقف السوري في مواجهة جديدة مع سوري آخر ولكن بصفة مختلفة هذه المرة بعد صفة الإرهاب التي لحقت بالعديد من السوريين من الذين وضعوا أنفسهم بخدمة الأجندة التكفيرية الوهابية ومن خلفها الأجندة الأمريكية والصهيونية  ألا وهي صفة “إسرائيلي”.
هذا ما ترومه الوهابية الاردوغانية- السعودية المتمثلة بداعش، وهو ما تبتغيه أيضا إسرائيل من شراء الأطفال السوريين وإعطائهم لعوائل إسرائيلية عاقر، لا المحبة ولا الرأفة ولا أي شعور إنساني هو السبب، ماعدا الحقد والكره الأعمى طبعا المعتمل في صدور عبدة الدم حيال سورية، حقد عاش في الماضي وتربى فيه ولن يكون في المستقبل إلا حقدا يوّلد حقدا لا ينتهي.
تمام علي بركات