اقتصاد

نقطة ساخنة صادراتنا والروبل..؟

بعد أن تفاءلنا خيراً واستبشرنا بفتح الأصدقاء الروس أسواقهم أمام عدد من السلع والمنتجات السورية، وأخذ القطاعان العام والخاص على حدّ سواء يعدّان ويحضّران العدة لتحقيق متطلبات الولوج إلى سوق كبير ومهم، ظهر ما يمكن أن يعيد الحسابات.
“انخفاض سعر الروبل في روسيا ليصل الدولار إلى نحو 50 روبل يؤثر بشكل سلبي في الصادرات إلى روسيا”، بهذه الكلمات اكتفى أحد أعضاء اتحاد المصدّرين الروس معلّقاً.
بعضهم عقّب على الأمر موضحاً بالقول: إن الانعكاسات والتطورات الاقتصادية والسياسية، من عقوبات متبادلة وانخفاض لسعر صرف الروبل وكذلك انخفاض سعر النفط، ستؤدي إلى تغيّر في تعاملات السوق الروسية، وإن المستورد الروسي سيكون مضطراً للبحث عن البديل الأرخص والتعامل بالروبل، ومن هنا سيكون جوهرياً ومميزاً للمصدّر السوري تطبيق الاتفاقيات التعامل بالروبل.
وبعضهم توقع أنها حركة اقتصادية مبيّناً الأسباب بالآتي: الانخفاض أو التخفيض للروبل يؤدّي إلى انخفاض الصادرات الأجنبية أولاً، أما ثانياً فقد اعتبرها دعوة للاعتماد على الذات ولتشجيع المنتج واليد الوطنية الروسية، وذهب أيضاً إلى القول: إن هذا من شأنه التقليل من السفر والسياحة، إذ إن الروس وبحكم العادة ومع اقتراب أعياد رأس السنة، يحبّون السفر والسياحة.
سواء أكان هذا أو ذاك أو غيره وما يشاع حول تعويم الروبل، فقد أعادنا هذا الكلام إلى سلة العملات التي أعدّتها الحكومات السابقة، تحسّباً ربما لأمر مماثل لكن لم يكن وقتها بهذا الاتجاه الجغرافي ولا بمثل هذه الظروف، حيث تراجع سعر صرف الليرة، وأثقل علينا بالسؤال حول ما سيرتّبه الوضع الجديد للروبل على صادراتنا، والمفارقة أننا لم نجد صدى لذلك في أوساطنا النقدية والتجارية والصناعية والاقتصادية عموماً، ولا حتى لمن يعنيهم الأمر!؟.
ورغم هذا فإن ما يهمّنا هنا واستناداً لما يعنيه هذا الانخفاض في سعر الروبل، وتبعات هذا الانخفاض على الصادرات السورية، هو منتجنا وخاصة الزراعي الوطني، وما سيتحمّله من خسائر لا شك لم يكن كالعادة محسوباً لها أيّ حساب!.
والآن هي دعوة منّا للعمل على التخفيف من آثار هذا المعطى الجديد ما أمكن وكيف سنواجهه وبأية إجراءات، ومع تحذيرنا من المراهنة على ارتفاع سعر الروبل، نأمل أن نرى، وقبل أي كلمة، فعلاً يُبقي على تفاؤلنا.. لا أراكم الله مزعجاً.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com