الصفحة الاولىمن الاولى

الـعـدو يمـضي فـي الاسـتيطـان والـتـهويد.. و"عرب الردة" مشغولون في "حروب الوكالة"

حاخامات يفتون بـ”تحريم قيادة الفلسطينيين للمركبات” أو تزويدها بالوقود

 دائماً من القدس المحتلة، تنطلق شرارة الانتفاضة الفلسطينية، لتهب كافة الأراضي المحتلة نصرة لها ولمقدساتها، فعمليات التهويد والاعتداءات الصهيونية اليومية على المقدسيين وممتلكاتهم من قبل قطعان المستوطنين المدعومين من حكومة الاحتلال الصهيوني، أدت إلى انفجار الأوضاع، التي لطالما حذرت منها شخصيات فلسطينية وعربية ودولية.

رسائل متعددة الاتجاهات وصلت مع عملية القدس، الأولى إلى الاحتلال، وفيها أن كل الإجراءات القمعية لم توقف عزم المقدسيين على الرد، وأخرى إلى “المعتدلين العرب”، والذين تاهت بوصلتهم، ومشغولون في حروب يديرونها بالوكالة عن أميركا، لكنهم “انتفضوا” لاستنكار العملية الفدائية، والتي أسفرت عن مصرع بعض من شاركوا في قتل الطفل محمد أبو خضير وحرقه في تموز الماضي، فيما لم يتحرّكوا مثل هذا التحرك رغم حرق الطفل أبو خضير، وتصاعد الحملات الصهيونية ضد سكان المدينة المحتلة، إذ لا يزال أكثر من 850 من أبناء القدس في سجون الاحتلال، فضلاً على ما هدم من بيوت وسلسلة الاقتحامات المتكررة في الأقصى، والإعلانات المتتالية عن وحدات استيطانية جديدة والسيطرة على مبانٍ في أحياء فلسطينية.

شخصيات سياسية لبنانية وفلسطينية أكدت أن العملية البطولية، التي نفذها شابان فلسطينيان في مدينة القدس المحتلة والتي أدت إلى مقتل خمسة حاخامات وإصابة آخرين، شكلت رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وأكدت تصميم الشعب الفلسطيني على مواصلة مقاومته لنيل حقوقه.

وقال الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر: إن هذه العملية البطولية أكدت مرة جديدة أن الشعب الفلسطيني على امتداد أرض فلسطين مصمم على الاستمرار في كفاحه الوطني لتحقيق أهدافه في تحرير أرضه ومقدساته من العدو الصهيوني الغاصب، واعتبر أن توسيع عمليات الاستيطان وإقامة الجدران العازلة والقتل الجماعي والتنكيل العنصري لن تثني الشعب الفلسطيني عن نضاله للوصول إلى حقوقه المشروعة مهما بلغت التضحيات.

وشدد الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود على أن هذه العملية أثبتت أن الشعب الفلسطيني لن يترك وسيلة إلّا وسيلجأ إليها لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومنعه من تهويد القدس، وتحرير الأراضي المحتلة، وأشار إلى أن تنفيذ هذه العمليات يأتي بعد أن سقطت الوسائل السلمية وفشلت سياسة التنازل، والاحتلال ماض في الاستيطان وقضم الأراضي ولم يبق سوى المقاومة طريقاً للحرية.

وأكد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال أن عملية القدس هي ردة فعل طبيعية على جرائم الاحتلال، ورسالة قوية لهذا الكيان الغاصب الذي يريد حسم معركة القدس عبر تهويدها، أما الرسالة الثانية للعملية، فموجهة إلى الواقع الفلسطيني بأن شعب فلسطين سيبقى خياره وقدره المقاومة، وسيواجه هذا المخطط التهويدي.

بالمقابل، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في عملياتها الإجرامية بحق الشعب العربي الفلسطيني، حيث فجرت قوات الاحتلال أمس منزل الشهيد عبد الرحمن الشلودي في بلدة سلوان بالقدس، الذي استشهد في 23 من تشرين الأول الماضي، بعد أن تمّت تصفيته برصاص الاحتلال بزعم تنفيذه عملية “دهس”، ويأتي الهدم تنفيذاً لقرارات رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو.

والدة الشهيد إيناس الشلودي، قالت: إن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل عند الساعة الواحدة فجراً، وطردت كل العائلات التي تقطن البناء السكني، وأجبرتها على الانتظار في خيمة البستان القريبة من البناء، ومن بينهم أطفال رضع ومسنون ومن ثم فجرته، ولفتت إلى أن تفجير منزل العائلة، وهو بالطابق الرابع أثر على الشقق الأخرى في البناء، وأن سقوط حجارة المنزل الذي جرى تفجيره على الشارع، خلّف تدميراً للسيارات المصطفة فيه.

وضمن هذا الإطار، أصدرت مجموعة من الحاخامات المتطرفين فتاوى عنصرية، أبرزها “تحريم  قيادة الفلسطينيين للمركبات” أو تزويدها بالوقود، وأصدر هذه الفتاوى الحاخام إلياكيم لفنون المسؤول عن مستوطنات الضفة الغربية، متذّرعاً بأن إسرائيل تقف عاجزة أمام الفلسطينيين.

وفي القدس أيضاً، اقتحمت مجموعات من المستوطنين أمس المسجد الأقصى المبارك على شكل مجموعات متتالية من باب المغاربة وبحراسات مسلحة معززة ومشددة، فيما انتشر عشرات المصلين وطواقم من دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد، وسط حالة من الترقب الحذر لمنع أي محاولة من المستوطنين للقيام بأعمال استفزازية.

محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية حذّر من أن الوضع في مدينة القدس المحتلة ينذر بخطورة بالغة، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المصلين الفلسطينيين، سعياً لتهويد المسجد الأقصى المبارك، وقال: إن إسرائيل تنتهك بشكل متعمد مفهوم الستاتسكو، أي الوضع السائد الذي كان قائماً في المسجد الأقصى قبل احتلال القدس الشرقية عام 1967، وتريد فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد، وهو أمر لا يمكن قبوله فلسطينياً أو إسلامياً.

وفي المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها التصعيدية، وأقامت المزيد من الحواجز العسكرية في مداخل المدن الرئيسية خاصة الخليل وبيت أمر، واحتجزت عدداً من الفلسطينيين إثر مضايقات نفذتها بحقهم أثناء تفتيشهم لمركباتهم، كما اعتدت على طلبة مدارس رشقوها بالحجارة على الحاجز العسكري الرابط بين المنطقة الجنوبية والحرم الإبراهيمي، رداً على تقدم جنود الاحتلال إلى محيط المنطقة، ونفذت قوّات الاحتلال عمليات تفتيش وتصوير لعدد من منازل الفلسطينيين في بلدة بيت أمر بالضفة الغربية.

وفي سياق متصل، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار صوب مراكب الصيادين في بحر رفح جنوب القطاع.

وتعمد الزوارق الحربية الإسرائيلية بشكل شبه يومي إلى استهداف الصيادين الفلسطينيين في بحر قطاع غزة بدعوة تجاوزهم المسافة المحددة للصيد، ويعدّ هذا انتهاكاً للتهدئة التي وقعها الكيان الإسرائيلي مع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة بعد عدوان إسرائيلي استمر 51 يوماً على قطاع غزة في تموز الماضي أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى وتدمير عشرات آلاف المنازل والمصانع والورش.

كما استولت قوات الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضي منطقة يعبد جنوب غرب جنين.