الصفحة الاولىمن الاولى

التقى رؤساء الاتحادات المهنية والعمال في المحافظات الهلال: الطبقة العاملة ركيزة وطنية لتطوير الاقتصاد

دمشق-بسام عمار:
أكد الأمين القطري المساعد للحزب الرفيق هلال الهلال أن قيادة الحزب ستظل تقدّم كل الدعم والعون للطبقة العاملة في سورية وتنظيمها النقابي، وستبقى هذه الطبقة إحدى أهم الركائز الوطنية والدعامة الأساسية لتطوير الاقتصاد الوطني، والرديف الحقيقي للحزب لتحقيق أهدافه.
وأضاف الرفيق الهلال، خلال لقائه أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال ورؤساء الاتحادات المهنية ورؤساء اتحادات العمال في المحافظات أمس في مبنى الاتحاد: إن لقاءنا اليوم هو لتقديم الشكر لكم على الدور الوطني الذي قمتم به أنتم وعمالكم، وما زلتم تقومون به، وللاطلاع على واقع عمل اتحاداتكم، وإن لقاء القيادة برؤساء الاتحادات لن يكون الأول والأخير، بل ستعقبه المزيد من اللقاءات، لأننا حريصون على نجاح اتحاداتكم وتحقيق أهدافكم وبرامج عملكم وسنضع برنامجاً لذلك وسنحرص على تنفيذه، منوّهاً إلى النجاح الكبير للانتخابات العمالية، التي تمّت بأجواء من الحرية والديمقراطية عكس فيها العمال وعيهم وإدراكم الوطني لما يمر به وطنهم، فكانوا حريصين على ممارسة هذا الحق، وهذا الأمر ليس بغريب على الطبقة العاملة التي كانت دوماً مع وطنها في السراء والضراء.
وقال الأمين القطري المساعد للحزب: لقد كسبتم الرهان لمن راهن على عدم قدرتكم على إجراء انتخاباتكم، ووجهتم صفعة قوية لهم، وأثبتم أن تنظيمكم النقابي قادر على التجدد والحيوية، منوّهاً إلى ضرورة أن تكون القيادة النقابية عند هذه الثقة الغالية، وأن تعكسها عملاً حقيقياً يطوّر واقع اتحاداتها، وأن تتخلص من كل أشكال الترهل الذي أصاب بعض جوانب عمل المنظمة، كذلك وضع برامج وخطط لتطوير العمل في الجهات العامة والخاصة، والسعي لتحقيق المزيد من المكاسب، وخلق آليات وطرق تواصل جديدة مع العمال قوامها العمل الميداني الحقيقي والابتعاد عن العمل المكتبي والتنظير، الذي ترك آثاراً سلبية على العمال والعمل، وتعزيز وتكريس ثقافة عمل جديدة مبنية على أساس العطاء والتفاني في سبيل الوطن، والحفاظ على المنشآت العامة والخاصة، والابتعاد عن الخطط غير القابلة للتطبيق، وإجراء تقييم للأداء بشكل مستمر، وأن يكون التنظيم النقابي شريكاً حقيقياً في القرارات التي تتخذ، منوّهاً إلى ضرورة أن يغتنم التنظيم النقابي انتشاره الواسع في كل المناطق بالشكل الذي يخدم أهدافه ومصالحه والمصلحة الوطنية، وإلى ضرورة أن ترتقي النقابات بعملها، وأن تتجاوز جوانب التقصير، وأن تقوم الاتحادات المهنية بتطوير المهن المنضوية تحت عملها، وأن تقدم المساعدة للوزارات التي تشاركها العمل، وأن يكون هناك تميّز عن عمل اتحادات العمال في المحافظات.
وتطرق الرفيق الهلال إلى ضرورة الاستعداد الجيد للمؤتمر العام للاتحاد العام لنقابات العمال، والذي يجب أن يكون صرخة حقيقية ورسالة من عمال سورية إلى كل الشرفاء والأحرار في العالم للوقوف معنا في  الحرب التي نخوضها ضد الإرهاب، ودعوة إلى عمال الدول الداعمة للإرهاب بضرورة أن يقفوا معنا ضد الأعمال التي تقوم بها حكوماتهم، والتي أدت إلى قتل مواطنينا وعمالنا وتخريب بلدنا، لافتاً إلى أن أحد أهم أهداف الحرب التي تشن على سورية ضرب نسيجها الاجتماعي، الذي تميّزت به خلال العقود الماضية، واقتصادها الوطني، من خلال استهداف البنى التحتية بشكل ممنهج وفرض الحصار الاقتصادي عليها للنيل من حرية قرارها السياسي وتجويعها، إلّا أن أعداء سورية فشلوا في تنفيذ مخططاتهم بسبب قوة الاقتصاد السوري، وإصرار العمال على الذهاب إلى معاملهم وشركاتهم رغم كل التهديدات والإغراءات التي قدّمت لهم، مبيناً أن العمال هم جنود حقيقيون إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري، وقال: إصرارهم أمّن لنا قوة الصمود وحرية القرار، واليوم يجب علينا جميعاً العمل على تعزيز هذا الصمود من خلال تأمين مستلزماته وتذليل الصعوبات والعقبات التي تعترضه، مبيناً أن الدولة ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضت عليها إلّا أنها مازالت وستبقى ملتزمة بواجباتها الاجتماعية وتأمين مقومات الصمود.
وفيما يتعلق بواقع القطاع العام شدد الأمين القطري المساعد على أنه سيبقى الركيزة الأساسية لقرارنا السياسي، والدولة ستحميه وتطوّره وتؤمّن له كل مقومات النجاح والصمود، وستصدر كل القوانين التي يحتاجها، ولن تسمح لأحد أن يمسه أو يمس حقوق عماله، لافتاً إلى أن المرحلة القادمة تتطلب منا العمل بجد لإعادة بناء ما تم تخريبه من شركات ومعامل ومؤسسات هذا القطاع لإعادة إقلاع العجلة الاقتصادية بالسرعة القصوى، وإعادة بناء اقتصادنا الوطني على أسس علمية صحيحة، والاهتمام بجودة منتجنا الوطني، فالتنظيم النقابي معني بالدرجة الأولى بمكافحة  الفساد والإشارة إليه وعدم التهاون في هذا الموضوع وعدم محاباة الإدارات على حساب العمل والعمال، والمهمة النقابية هي تكليف وليست تشريفاً، وبالتالي يجب على العمال تقييم أداء قيادتهم النقابية ومحاسبتها عند التقصير لأنه من غير المعقول أن يكون هناك أشخاص  عبئاً على المنظمة وغير قادرين على العطاء.
وتطرق الرفيق الهلال إلى مرحلة إعادة الإعمار، والتي ستكون بخبرات وطنية، والجميع مدعو إلى المشاركة فيها كل وفق موقعه، والعمال بمختلف شرائحهم وتنظيمهم النقابي معنيون فيها بالدرجة الأولى لأنهم هم من سيقومون بعملية البناء لسورية الجديدة كما بنوها سابقاً، وتمنى لقيادات الاتحادات التوفيق والنجاح في عملها وخدمة عمالها.
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الرفيق شعبان عزوز ذكر أن اللقاء هو الأول في الدورة النقابية الجديدة لإطلاع القيادة على واقع العمل والتوجهات الجديدة التي يجب القيام بها، وأن قيادة الاتحاد على تواصل دائم مع اتحادات عمال المحافظات لتقديم كل العون لها، كاشفاً أنه تمّ وضع اللمسات الأخيرة على مشروع تعديل قانون التنظيم النقابي، وفيه الكثير من التعديلات التي ستنعكس على العمل والتنظيم النقابي.
المداخلات التي قدمت أشارت إلى ضرورة الحفاظ على القطاع العام وتطويره، والتشدد في محاربة الفساد، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعيين إدارات ذات كفاءة عالية، وتأمين المحروقات والإسراع بتعديل قانون التنظيم النقابي، وإطلاق قناة خاصة بالتنظيم النقابي، وحل المشكلات التي تواجه سكان مدينة عدرا العمالية.