ثقافة

اليهود يسيطرون على شبكات التلفزة الأمريكية

يسيطر اليهود على شبكات التلفزة الأمريكية وهي: سي إن إن، و شبكة: إي بي سي، وشبكة: سي بي إس، والرابعة شبكة: إن بي سي، كذلك فإنهم يسيطرون على الصحف والمجلات الأسبوعية الأمريكية، فيمتلك اليهود أكبر ثلاث مؤسسات أمريكية مؤثرة، هي: نيويورك تايمز، واشنطن بوست، صحيفة وول ستريت جورنال. كما يمتلكون أهم المجلات الأسبوعية وهي: التايم،  نيوزويك، يو إس نيوز.
والأمر ليس أحسن حالاً بالنسبة لشبكة الانترنت، على الرغم من أهميتها القصوى، فإنها تعد مصدر خطورة بالغة بالنسبة للعالم العربي، وذلك لأنه يستخدمها دون فكر منظم يُديرها، كما أن المادة المعروضة فيها من نصيب الغرب، فحوالي 88% منها باللغة الانكليزية و9% بالألمانية و2% بالفرنسية، فماذا تبقى إذاً للغة العربية؟
ومن ثم يمكن القول: إن هذه الشبكة تكرّس الثقافة العولمية والهيمنة الثقافية الغربية، لأن كل فكر متأثر – لا محالة– بثقافة المنشأ. فضلاً عن أن الغرب بزعامة أمريكا يستغل كعادته هذه الشبكة للتجسس على أسرار الدول والأفراد وهتك حريات الآخرين فمثلاً، تمكّنت إسرائيل وبمساعدة الخبرات الغربية من اختراق الشيفرة الإيرانية أيام الشاه كما لا تزال الولايات المتحدة تتجسس على الحكومات والشركات والأفراد، مع ما في ذلك من مخالفة صارخة للأعراف والقوانين والاتفاقات الدولية. ومن هنا تبدو الحاجة ملحّة لمزيد من الاستثمارات العربية في مجال التجارة الالكترونية، والعمل على ردم الفجوة الإعلامية الهائلة بين العرب والدول المتقدمة.
لقد أحدث التدفق الإعلامي الغربي الهائل فجوة إعلامية كبيرة بين الدول الغربية والدول النامية عامة والعربية بخاصة، فلا شك أنه يكرسّ حالة من التبعية العربية للغرب في مجال الصحافة، والراديو والتلفاز. وعلى الرغم مما تحاوله الصحافة العربية من تطوير نفسها واستيراد التقنيات الحديثة، لم تفلت من براثن التبعية واحتكار وكالات الإنباء الغربية لمصادر المعلومات وتدفقها الإخباري. إن التبعية الإعلامية تسهّل مهمة الغزو الثقافي الغربي، بدءا بالصدمة الثقافية، فالاحتواء الثقافي، ثم الانحلال الثقافي، وانتهاءً بالذوبان الثقافي، وضياع الهوية العربية. فالفرد العربي قد تحدث له أزمة فكرية  ثقافية نتيجة معاناته في مواجهة الثقافة الغربية الوافدة عبر وسائل الإعلام. إذ تحمل هذه الثقافة الغربية قيماً تتعارض غالباً مع القيم الثقافية العربية. وهذه الأزمة تسبب له صدمة ثقافية، لأن الغرب يحاول ومن خلال الإعلام القيام باحتواء ثقافي غربي للوطن العربي، والاحتواء الثقافي عبارة عن عملية تلقين الأفراد أصول وأسس ثقافة مجتمع ما من عادات وأخلاق وقيم وتقاليد، وأساليب الحياة وأنماط التفكير والسلوك، بحيث يتم إعداد الفرد لكي يتمثّل هذه الثقافة. وشيئاً فشيئاً يحدث للفرد العربي ما يسمى بالانحلال الثقافي وهو “الابتعاد عن الأصول والمبادئ العقلية والطبيعية في الفنون وفي الإبداعات الثقافية بوجه عام”. ولعل هذا الانحلال الثقافي يتضح في غلاة الدعاة إلى الحداثة الثقافية في العالم العربي. ومع مرور الوقت يحدث – في نظر الغرب – ما يسمى بالذوبان الثقافي أو الامتصاص الثقافي، بحيث تذوب الثقافة العربية في الثقافة الغربية بشكل تدريجي، إلى أن تتماثل مع ثقافة المجتمع الغربي. ولاشك أن هناك تبايناً واضحاً بين الغزو الثقافي والتفاعل الثقافي، فقد يعمد الغرب إلى التمويه كما يحلو له، فيطلق على هذا الغزو الثقافي مصطلح “التفاعل الثقافي” فالغزو الثقافي يعني هيمنة ثقافة ما على ثقافة أخرى وإخضاعها لها، أما التفاعل الثقافي فيعني أن يتبنى كل من الطرفين أو المجتمعين ثقافة الآخر، بالمدلول الشامل للثقافة، أي اللغة والدين وطرائق الحياة والسلوك والقيم الخلقية، ثم يبدأ كل منهما في تعلم ثقافة الأخر، وتنتشر لدى كل طرف منهم ما يتقبله من ثقافة الآخر، وما يحتاج إليه دون قهر أو تسلط. فالتفاعل الثقافي ظاهرة إيجابية تقوم على التبادل الثقافي بين الطرفين، فهي تتم من الطرفين معاً لا من طرف واحد كما هو الحال في الغزو الثقافي.
ويمكن القول إن الإعلام العربي يواجه تحديات إعلامية كبيرة، منها التدفق الإعلامي الهائل في العالم والذي يزداد يوماً بعد يوم متمثلاً في وكالات الأنباء العالمية والصحافة والتلفاز والإذاعة وشبكة الانترنت، وتزايد الفجوة الإعلامية بين العرب والغرب مع القفزات المتسارعة في التقنيات الإعلامية الحديثة، إضافة إلى الحملات الإعلامية الغربية المسعورة وما يصاحبها من تيار لا ينقطع من الغزو الثقافي. إن نجاح العمل الإعلامي العربي يتوقف على مجموعة من الأهداف التي يرسمها لنفسه ويسعى لتحقيقها بدقة، ويعمل بجد على استيعاب التقنيات الإعلامية المتطورة، والتركيز على عنصر الابتكار والتجديد في المجال الإعلامي واستغلال شبكة الانترنت بحيث تكون هادفة وتركز على عنصر الأصالة اللغوية والفكرية العربية.
إبراهيم أحمد