ثقافة

أدب النصيحة الأطفال ضحايا الاحتلال

من الممكن بل من الطبيعي أن يكون الرجل قوياً أو ضعيفاً غنياً أو فقيراً، صاحب مكانة في قومه أو عادياً، يعتلي منصباً رفيعاً أو بسيطاً. ولكن ليس من الممكن ولا من الطبيعي أن يكون الطفل كذلك! وإذا عرفنا نسبة البراءة في المراحل العمرية الثلاث للطفولة والتي تكاد تتساوى ليس في المعرفة أو التعلم، وإنما في البراءة تحديداً، لعرفنا أن الطفل بريء من كل معارفنا وما تعلمناه ونتعلمه عن مشاكلنا ومنها، ومواقفنا ومنها. وإذا عرفنا كل ذلك واتفقنا عليه. وعلى أن تكون كل تصرفاتنا بل كل صراعاتنا تستبعد أن نؤذي الأطفال، وأن ذلك من الجريمة المحققة على كل فرد فينا. إذا وافقنا على ذلك ولم نقم بالتغاضي عنه، فلسنا أبرياء من المسؤولية إذا نحن عرفنا أن أطفالاً قد يُقتلون أو يشردون ولم نسارع في التدخل حتى لو كان ذلك في دولة صديقة أو عدوة، أو محايدة بالنسبة لنا. وحتى لو كان ذلك يحدث مع طفل واحد يقف على تلة خطرة في كل أنحاء العالم!
ولو كنا شرفاء في كل أنحاء العالم، ونحن كذلك حتماً، ونعرف الأخلاق والأديان والإنسانية ونحن كذلك حتماً، لما تركنا هذا الطفل الواحد والوحيد على تلك التلة الخطرة ولتسارعت الاتصالات والاتفاقات الدولية وخلال ساعات إذا لم نقل دقائق لوضع القرار النهائي بل القرار الأممي النهائي لإنقاذ هذا الطفل الواحد والوحيد.
ومن المؤكد أننا كشرفاء، وأصحاب أخلاق وأديان وإنسانية فلن نترك تلك التلة الخطرة كي لا يقع في الموقف الخطر ذاته أي طفل آخر ولا أي إنسان آخر! فلماذا الحروب إذن ومن الذي يخطط لها ويريدها؟! فكل جيوش العالم الآن دفاعية عدا جيش الاحتلال لأعدائنا وأعداء الشعوب والذي يدعي أنه أشرف جيش في العالم وهو عكس ذلك تماماً! ونسألهم الآن: الأسرى الأطفال ماذا يفعلون بهم؟!
أقول هذا وأنا متأكد من أن كل شعوب البشرية من الشرفاء وأصحاب الأخلاق والأديان والإنسانية. إذن وهنا نطرح السؤال الكبير في لقائنا العمومي هذا اليوم: إذا كانت كل شعوب الأرض كذلك فمن هم الذين يقتلون الأطفال أثناء رسم الخطط لتسهيل الاعتداء والاحتلال مثل شراء الأراضي والمنازل وبكثرة وفي كل مكان من المنطقة المراد احتلالها، ومن خلال خطة (الاحتلال التدريجي) التي يعتقدون أن الشعوب لا تعرفها ولا تشعر بها، والجميع يعلم اليوم أن أقل تحريك في كل هذه المجالات إنما يعني تسهيل الاحتلال. إنهم إذن أعداء الشعوب.. أعداؤنا وأعداء الشعوب فهم يقولون إن الأطفال أصحاب الأرض سيكبرون ويصيرون رجالاً ويعرفون كل شيء.
وهكذا نعود الآن إلى التلة الخطرة وعليها الطفل المهدد بالموت والذي  يستدعي إنقاذه أو يجب أن يستدعي تسارع الاتصالات والاتفاقات الدولية وخلال ساعة إذا لم نقل دقائق لوضع القرار النهائي بل (القرار الأممي النهائي) لأن شعوب الأرض كلها عداهم من الشرفاء وأصحاب الأخلاق والأديان والإنسانية. فلماذا يتأخر العالم من الشرفاء كلهم وأصحاب الأخلاق والأديان والإنسانية كلهم عن التدخل المباشر والسريع بل والعسكري والفاعل في وجه أعداء الشعوب وخططهم في احتلال الأراضي والأطفال والشعوب، كل الشعوب وكما قلنا لأنهم يمهدون دائماً.. يخططون ويعملون باستمرار على ذلك.
فأين هي الدول الكبرى والشريفة حتماً، والأخلاقية والإنسانية حتماً. والفاعلة والتي بيدها وقبل غيرها كل مفاتيح الحلول والحقوق، وإحلال بل فرض هذه الحلول والحقوق أم نقول إن هذا العالم من البشر فيه شعوب كبرى وشريفة حتماً وأخلاقية وإنسانية حتماً ولكن ليس فيه حكومات كذلك لأنها ترى كل أنواع الاحتلال، من احتلال للأراضي إلى الاحتلال الثقافي لهذه الشعوب إلى الاحتلال التراثي، إلى احتلال الآثار، إلى احتلال الأطفال، إلى احتلال الأديان أيضاً، وفي الوقت نفسه، وكل مفاتيح الحلول والحقوق بيد هذه الحكومات الكبرى. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن الإنسان أو الشعب أو الحكومة لا يمكن أن يكون شريفاً وأخلاقياً ودينياً وإنسانياً إذا بقي يقف في صف أعداء الشعوب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر معلن أو غير معلن بمصالح أو بدون مصالح لأن الحكومات والشعوب الشريفة لو عرفت الأطفال فقط وماذا يفعل بهم الاحتلال وماذا يرسم لهم في المستقبل ويوجههم مجبرين لذلك، خاصة وأن احتلال أعداء الشعوب هو احتلال لكل شيء، لسارعت وبالقوة العسكرية تحديداً لتحرير هؤلاء الأطفال، فما بالك بالمئة سبب الأخرى التي تدعو لتحرير كل الأراضي المحتلة!