ثقافة

تطمح إلى تجسيد شخصيات مركَّبة مجدولين حبيب: أعتز بمشاركتي في “حكايا الليل والنهار”

على الرغم من العدد القليل نسبياً من الأعمال المسرحية التي شاركت فيها الفنانة الشابة مجدولين حبيب إلا أن الأثر والانطباع اللذين تركهما الأداء المتوازن الذي قدمته في تلك العروض، بالإضافة إلى الأعمال المسرحية الموجهة للطفل التي شاركت فيها وجالت من خلالها على عدد من المحافظات جعل من تجربتها المسرحية واحدة من التجارب المسرحية المتميزة التي تقدمها مجموعة من شابات المسرح السوري اللواتي انطلقنَ من مسارح الشبيبة والجامعة والعمال وغيرها من المسارح التي تعنى بالمواهب الشابة المتميزة.. وللتعرف عن قرب عن تجربة الفنانة مجدولين حبيب التقتها “البعث” وكان هذا الحوار:
< بدايةً نود لو نعرف كيف تعرَّفتِ على عالم المسرح الرحب؟
<< تعرفتُ على هذا العالم من خلال أكثر من عرض مسرحيّ شاهدتُه لمسرح القطاع الخاص أو ما يمكن تسميته بالمسرح التجاريّ، وقد تولّد لديّ شعور حينذاك أن هذه العروض لا تمثّل المعنى الحقيقي لهذا الفن الراقي الذي كثيراً ما قرأتُ عن مدى رفعته وسموّه، إلى أن شاهدتُ في العام 2005 مسرحية للمسرح القومي بعنوان “فوضى” للمخرج عبد المنعم عمايري، حينها أحسستُ أن هذا هو المسرح الحقيقي الذي يعبّر بشكل لا لبس فيه عن حجم الإبداع الذي يمكن أن يقدمه الفنان المسرحيّ.
< وما الذي لفت نظرك في ذلك العرض؟
<< كل شيء، وربما كان أكثر ما لفتني هو أن النص يتحدث عن مجموعة من النساء اللواتي تعرّضن إلى إشكاليات اجتماعية جمعتهن في مكان واحد لتبوح كل واحدة منهنّ بما يختلج في صدرها من مآسٍ كان لها دور في أن تنتقل هؤلاء النسوة من الحياة العادية الطبيعية إلى حياة العزلة والانغلاق على الذات، وقد شدّني بل وأدهشني الأداء الرائع الذي قدمته مجموعة من نجمات المسرح السوري اللواتي اضطلعنَ ببطولة ذاك العرض الذي كان عبارة عن مجموعة من المونودرامات التي صيغت في إطار بنية درامية واحدة وهو نوع صعب من الأعمال المسرحية يتطلب الكثير من الجهد سواء من قبل المخرج أو من قبل الفنانين المشاركين في العمل.
< وهل يمكن القول ان هذه المسرحية هي التي شجّعتك على طرق أبواب العمل في المسرح؟
<< ربما شكّلت عاملاً تحريضياً، لكن هذه الرغبة كانت قديمة عندي ولا شك أنها تفاعلت بعد مشاهدتي لهذا العمل الذي لم تمر بعده فترة طويلة حتى تعرّفتُ على المخرج المسرحي سهيل عقلة وكان بصدد تقديم عمل مسرحيّ للمسرح الشبيبي بعنوان “الخبز الأميركي” فاختارني لتجسيد شخصيتين في هذا العمل هما شخصية امرأة فلسطينية وأُخرى إسرائيلية.
< ولكنهما شخصيتان متناقضتان كما يمكن أن نستنتج فكيف تمكنتِ من تجسيدهما معاً؟
<< هذا التناقض بالتحديد هو ما شكّل عاملَ تحدٍّ بالنسبة لي، وقد تمكنتُ بمساعدة المخرج من الإمساك بمفردات الشخصيتين بشكل لاقى الكثير من الإعجاب سواء من الجمهور أو من لجنة تحكيم المهرجان الشبيبي الذي شاركت فيه المسرحية، وربما هذا الأمر هو ما دفع لجنة التحكيم لمنحي جائزة ثاني أفضل ممثلة في المهرجان.
< إذاً حصلتِ على جائزة أفضل ممثلة في أول مشاركة مسرحية لكِ فهل شكّلت هذه الجائزة دافعاً لكِ للاستمرار؟
<< بالتأكيد شكّلت هذه الجائزة دافعاً قوياً لي للاستمرار فيما أنا ماضية فيه، فالجائزة تشجع الفنان الشاب وتدفعه لبذل المزيد من الجهود لتطوير أداوته وتجويد أدائه.
< وهل استمريتِ بالعمل مع المخرج سهيل عقلة بعد مسرحية “الخبز الأميركي”؟
<< نعم، ولكن قبل ذلك شاركتُ في مسرحية للمسرح الجامعي بعنوان “كواليس” مع المخرج سعيد حناوي، ولم تكن هناك أدوار أساسية في هذا العمل كونه اعتمد على البطولة الجماعية لكنه شكّل تجربة هامة بالنسبة لي، وقد تكررت مشاركتي في أعمال سعيد حناوي بعد مسرحية “كواليس” حيث قدمتُ معه مسرحية “الهوى غلاب” التي عُرِضَت على مسرح القباني وكان دوري فيها أساسياً، حيث قدمتُ شخصية صعبة ومركَّبة لأنها احتوت على أكثر من شخصية نسائية ضمن شخصية واحدة وقد لاقى العمل إقبالاً من الجمهور كان لافتاً للنظر، وفي نفس الفترة تقريباً اختارني المخرج سهيل عقلة للمشاركة في مسرحيته “نور العيون” حيث تكررت تجربة أدائي لأكثر من شخصية في عمل واحد، لكن الاختلاف هنا كان هو أن هذا العمل من النوع الكوميدي وبالتالي تطلّب هذا الأمر منّي إجراء تغييرات جذرية حول طبيعة الأداء الذي اعتدتُه في “الخبز الأميركي” و”الهوى غلاب” وقد لاقى العمل ترحيباً نقدياً في المهرجانات التي شارك فيها.
< وكيف كان الانطباع العام عن أدائك في “نور العيون”؟
<< هناك قلة قليلة انتقدت واحدة من الشخصيات التي أديتُها في المسرحية بحجّة جرأتها، ولكن من جهة أخرى هناك كثيرون رؤوا أنني أعطيتُ الشخصية حقّها ولم أنحُ بها نحو المبالغة.
< وبعد “نور العيون” أين كانت محطتك؟
<< كانت مع المخرج وسيم قشلان في مسرحية بعنوان “ستوب كادر” وكانت أيضاً من النوع الكوميدي وقد اعتمدنا فيها على تقنية المسرح داخل المسرح، كما شاركتُ مع المخرج طلال لبابيدي في عمل بعنوان “حكي جرايد”.
< شاركتِ في عدة مسرحيات للأطفال فكيف تقيّمين هذه التجربة؟
<< بالفعل شاركتُ في حوالي عشرة أعمال مسرحية للأطفال مع المخرجين سعيد حناوي وحسام عيسى وهشام نشواتي وقد قدمنا هذه الأعمال في دمشق وبعض المحافظات، وقد اكتسبتُ من هذه الأعمال خبرة في مجال مخاطبة الطفل وهو أمر صعب بكل الأحوال.
< وماذا عن تجربتك التلفزيونية؟
<< أديتُ دوراً أساسياً في واحدة من حلقات مسلسل “حكايا الليل والنهار” للمخرج المخضرم علاء الدين كوكش وكانت بعنوان “الملهمة” وكم كنتُ سعيدة بمشاركتي هذه لأنني كنتُ تحت إشراف مخرج قدير ومتمرس، كما شاركت مع المخرج المتميز زهير قنوع في مسلسل “وشاء الهوى” وكان حظي جيداً أن مَشاهدي كانت مع الفنانة كاريس بشار التي استمديتُ منها الشعور بالثقة بالنفس.
< ماهي طبيعة الشخصيات التي تفضّلين تجسيدها؟
<< أحب الشخصيات المعقّدة والمركّبة لأنها تكشف عن مدى قدرة الممثل وإمكانياته وقدرته على جعل الشخصية تنبض بالحياة.
حوار: أمينة عباس