ثقافة

في مهرجان الثقافة والفن المقاوم … أصالة المكان وعبق الانتصار

عبر سنوات عديدة استطاع الإمام الخميني بفكره النير، وبصيرته النافذة، وبما حمله من فكر سياسي وديني واقتصادي وثقافي متميز، أن يؤسس بقوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي جعلت من الحصار الذي فرض عليها فرصة للبناء والاعتماد على الذات، والأهم المشاركة في بناء المقاومة، وترسيخ الفكر المقاوم.
وتزامناً مع ذكرى رحيل الإمام الخميني، وأسبوع المقاومة التي أثبتت الوقائع أنها السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق، تلك المقاومة التي حققت الانتصار في لبنان، وتحققه كل يوم في فلسطين وسورية والعراق، من هنا كانت انطلاقة مهرجان الثقافة والفن المقاوم: “مقاومون” الذي تقيمه المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية، بالتعاون مع جمعية الصداقة الإيرانية الفلسطينية، وبصمة شباب سورية، وهيئة دعم المقاومة الإسلامية، ووزارة الثقافة السورية، وهناك حيث يقام المهرجان، امتزجت أصالة خان أسعد باشا، بما يحمله ذلك المكان من قيم حضارية وثقافية، مع عبق الانتصار والمقاومة التي تسطّر في كل يوم أروع البطولات، وتسجل على جبين الشمس الملاحم التي سيخلدها التاريخ بحروف من ذهب.
بالتأكيد لم يكن عبثاً اختيار المنظمين لمجسم مسجد قبة الصخرة ليكون في استقبال زوار المهرجان، لما يحمله ذلك الصرح الديني من معان ودلالات، وبما يؤكد أن القضية الفلسطينية ستبقى الأهم، وبجانب مجسم المسجد يوجد مجسم آخر لأم تحتضن طفلها الشهيد، وترفع يدها الأخرى بإشارة الشهادة أو النصر، كخيارين لا ثالث لهما، وفي الجهة المقابلة خصصت مساحة للعديد من الصور الضوئية التي يظهر فيها الإمام الخميني محاطاً بالناس، ما يؤكد مكانته لدى الشعب الإيراني والشعوب الصديقة، وتعكس صور أخرى حالة الحزن برحيله، والفراغ الكبير الذي تركه في نفوس محبيه.
ولأنه أسبوع المقاومة التي تسطّر أروع البطولات في بقاع شتى في وجه الإرهاب الذي أراد أن يفرض ظله عليها، خُصص جزء كبير للصور الضوئية التي توثق لأبرز الانتصارات، والبداية مع المقاومة السورية، حيث الصور التي تمجّد بطولات الجيش العربي السوري، وإنجازاته في دحر الإرهاب، كما تظهر الصور التي تعبّر عن الإخاء الديني على الأرض السورية، أما الصور الأبرز فهي تلك التي تتضمن الجيش العربي السوري، والعلم السوري، وصور السيد الرئيس بشار الأسد، وراية المقاومة  اللبنانية، والتي تؤكد على وحدة الهدف والمصير المشترك، وأن الخيار الوحيد هو النصر.
في جانب آخر نرى الصور التي توثق للمقاومة الإيرانية التي خاضت بشرف الحروب التي فُرضت عليها لتدافع عن الحق، وعن أمن شعبها وحريته، وفي الجهة المقابلة تتصدر صور المقاومة العراقية التي خاضت الحرب ضد العدوان الأمريكي، وتخوضها اليوم ضد الإرهاب الذي يستهدف القيم الإنسانية.
وبالتأكيد كان للمقاومة اليمنية نصيبها في المعرض، حيث نرى فعل الإرهاب الذي طال المساجد والمدارس بدعم آل سعود الذين وجهوا صواريخهم باتجاه أطفال اليمن، أما في معرض الكاريكاتير المشترك لفنانين إيرانيين ومن أنحاء العالم فيصورون الدبابات الإسرائيلية غارقة بدماء الأبرياء الذين يطالهم الإرهاب، وكذلك محاولة إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية تحت مقصلة التآمر الأمريكي الصهيوني، وأموال الخليج التي تضخ لقتل الأبرياء خدمة لإسرائيل.
وفي جناح آخر خصص للصناعات اليدوية التراثية تضمن مشغولات يدوية تعبّر عن تراث المنطقة في سورية وإيران وفلسطين، وبالتأكيد بهاء اللوحة لن يكتمل إلا بمعرض الكتاب الذي ضم العديد من العناوين المتنوعة، أبرزها ما يتحدث عن فكر الإمام الخميني السياسي والاقتصادي والديني، ومن ذلك موسوعة الفكر السياسي عند الإمام الخميني التي تناولت: الحريات والحقوق العامة- فقه الاجتماع السياسي- النهضة العلمية والثقافية في رؤية الإمام الخميني، وهناك مجموعة كبيرة من الكتب الأدبية والسياسية، والروايات لمؤلفين سوريين وعرب، وتقام على هامش المهرجان الذي يستمر حتى يوم غد العديد من الندوات الأدبية والفكرية والأمسيات الشعرية.
جلال نديم صالح